عناصر من «داعش» تشارك لأول مرة بمعارك جرود لبنان وسوريا


ذكرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية في تقرير لها اليوم الاثنين أنّ الهجوم الذي نفّذته مجموعات مسلّحة علي مراكز يتحصّن فيها مقاتلون من حزب الله في الجرود اللبنانية-السورية الأسبوع الماضي ، شارك فيها عناصر من عصابات «داعش» الإرهابية التكفيرية لأول مرة في هذه البقعة الجغرافية ، و لفتت الى تبني «داعش» علي حساباتها علي «تويتر» لأول مرة ايضا تبني عمليات اطلاق صواريخ ونشر صور قالت إنها لمعارك مع حزب الله في القلمون السورية .

وأشارت الصحيفة إلي أن هذا التنظيم الإرهابي التكفيري عاد إلي جرود القلمون بثقلٍ أكبر.. انتزع بيعة أكثر من مجموعة مسلّحة أساسية تنشط في ريف دمشق الشمالي التي أسلمت زمام قيادتها إلي «أبو حسن الفلسطيني»، الرجل الأربعيني ذي الباع «الجهادي» الطويل، الذي ترك صفوف فتح الانتفاضة في مخيم اليرموك وسُجن غير مرة قبل أن يلتحق بركب «داعش». وتحدثت الصحيفة عن مبايعة فصائل في العصابات الإرهابية المسلحة في سوريا لتنظيم «داعش» ، ومن هؤلاء ما يسمي بـ«لواء فجر الإسلام»، الذي يعدّ عناصره حوالي ٥ مسلّح، يقودهم «أبو أحمد جمعة» ومعظم هؤلاء من أبناء بلدة القصير وريفها (القريبة من الحدود اللبنانية. ومنهم أيضًا ما يسمي بـ «كتيبة بلال الحبشي» التي يقودها السوري رعد حمادي . و أوضحت «الأخبار» أنه إضافة إلي هذه الفصائل، يبرز «فوج المغاوير الأول» بقيادة عرابة إدريس المعروف بـ«أبو غازي»، وهي مجموعة تعدادها بالمئات، إلّا أنّها لا تزال في محور «النصرة» . وتزامن وصول أتباع «داعش» إلي منطقة القلمون مع تولي الشيخ «أبو مالك السوري» إمارة «النصرة» في تلك المنطقة. وصلوها بأعداد قليلة في المرحلة الأولي. وكانت المهمات التي كُلّفوا بها أمنية بحتة، تتعلق بمراقبة عناصر «الجيش الحر» المشتبه في عمالتهم لـ«النظام السوري» وتصفيتهم. عُرفوا بـ«شدة البأس والتطرف»، وفي الفترة الأولي قادهم «أبو عبدالله العراقي»، «رفيق درب الشيخ أبو مصعب الزرقاوي». كان لديهم مقرّ واحد في بلدة ريما القلمونية . ولم يستمر وجودهم بحسب الصحيفة لأكثر من أشهر قليلة .

وعلي وقع قرع طبول الحرب بين «النصرة» وحزب الله ، انسحب عناصر «الدولة الإسلامية» وعلي رأسهم «أبو عبدالله العراقي» الذي عُيّن والياً علي الشام ثم أُرسل إلي الرقة، فيما انسحب معظم عناصره باتجاه ريف حمص الشرقي. قبل بدء معارك القلمون لم تكن هناك بيعة. ويومها لم يكن أمير «داعش» العام قد أعلن ولادة «الخلافة الإسلامية» أصلاً . و اوضح التقرير ان «أبو ثابت الأنصاري» خلَف أمير «داعش» العراقي والياً علي الشام ، فسارع الأخير إلي تكليف «أبو حسن الفلسطيني» بإمارة القلمون، هو الذي يُعرف بين السوريين بـ«أبو حسن اللبناني» أيضاً، لكونه قضي فترة غير قصيرة في لبنان . و برز اسم «أبو حسن» ندّاً لنظيره في «النصرة» أبو مالك السوري، علماً بأن الرجلين قلّما يتفقان. وعلي الفور، انتهج الأمير سياسة «داعش» لناحية السطوة والإرهاب . بدأ عمليات تصفية طالت لبنانيين وسوريين بتهمة «الكفر أو العمالة». ونفّذ عدة عمليات خطف للحصول علي مال الفدية، وكان يصرّ علي رفض أي وساطة من أي جهة أتت . وخلال فترة قصيرة لا تتجاوز أشهراً ، استطاع أمير «داعش» أن يأخذ بيعة ثلاثة فصائل أساسية في القلمون، وأوجد قوة لا يُستهان بها توازي «النصرة»، علي الأقل عددياً، إن لم تكن كذلك في المهارات العسكرية. وخلصت الصحيفة متسائلة عما إذا كان تنظيم «داعش» قرر ملاحقة «النصرة» إلي مواطئ الأقدام الأخيرة التي يستميت جند الجولاني في الدفاع عنها للحفاظ علي أركان إمارتهم التي لم تُعلن رسمياً بعد.