وزارة خارجية أمريكا تمنع نشر وثائق تفضح دورها الخفي في أحداث انقلاب التاسع عشر من اب عام 1953 بإيران


افاد الموقع الاعلامي لاتحاد العلماء الامريكان (Federation of American Scientists) ، ان وزارة الخارجية الامريكية منعت نشر أي وثيقة تفضح دورها الخفي في احداث انقلاب التاسع عشر من اب عام 1953 في ايران خلال خمسينيات القرن الماضي ، وعزا سبب اتخاذ الخارجية الامريكية لهذا الموقف ، خشية واشنطن من تركها تاثيرات سلبية على المفاوضات النووية الجارية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والسداسية الدولية .

واضاف الموقع المذكور ان الوثائق الخاصة بتاريخ ايران  والمثيرة للجدل ، التي تعد جزء من سلسلة وثائق تخص العلاقات الخارجية الامريكية ، كانت منذ الصيف الماضي معدة للنشر ، الا انه وبناء على التوصيات التي خرج بها اجتماع اللجنة الاستشارية المشرفة على اعداد الوثائق الخاصة بتاريخ التحركات  الدبلوماسية لوزارة الخارجية الامريكية ، ونشرت على موقع هذه الوزارة خلال الاسبوع الماضي ، قرر كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الامريكية منع نشر هذه الوثائق في الوقت الحاضر بسبب المفاوضات النووية الجارية بين ايران والسداسية الدولية .
وذكر مؤرخ وزارة الخارجية الامريكية استيفان راندولف امس الخميس ، ان محتويات الوثائق التي تنتظر النشر هي الان كما كانت عليه في ايلول  الماضي، ولم يحدد تاريخ نشرها ، وان اللجنة الاستشارية ناقشت هذا الموضوع في اجتماعها خلال الاسبوع الماضي .
واستطرد الموقع الاعلامي لاتحاد العلماء الامريكان، ان منع نشر هذه الوثائق التاريخية لعدة عقود اوجد حالة من الياس ، على الاقل منذ نشر هذه الوزارة في العام 1989 وثائقا سيئة بشان السياسة الامريكية حيال ايران ، والتي لم يتم الاشارة فيها الى الاجراءات الخفية والسرية لوكالة المخابرات المركزية الامريكية ضد ايران.
ونوه الى ان الاجراء الاخير ، يؤيد تكرار اخفاء مقدار اخر من الوثائق ، التي يعود بعضها الى مرحلة ماقبل قطع امريكا علاقاتها مع كوبا ، مؤكدا ان مواصلة اخفاء الوثائق الامريكية الخاصة بانقلاب اب عام 1953 لا يعد امرا مهما من الناحية التاريخية فحسب ، بل بات حائلا دون حدوث اي تغيير في مسيرة الاحداث الحالية بين البلدين .
اما البروفسور "ريچاد ايمرمن" استاذ التاريخ في جامعة تمپل و رئيس اللجنة الاستشارية للتاريخ في وزارة  الخارجية الامريكية فقد قال بهذا الشان ، ان ما افهمه من هذا الاجراء ، هو ان نشر هذه الوثائق سيؤدي الى زيادة الشعور المعادي لامريكا في ايران ، وسيترك بالطبع تاثيرات سلبية على سير المفاوضات النووية . واضاف انا ادرك تحذيرات وزارة الخارجية ، الا انني اعارضه، اذ لم يعد الدور الخفي الامريكي في انقلاب عام 1953 امرا سريا، بل كان له دورا في احتجاز الرهائن الامريكان في طهران في العام 1979 ، وكلما طالت مدة اخفاء هذه الوثائق من قبل الادارة الامريكية ، كلما تدهورت الاوضاع اكثر.