داعش تحرق مكتبات الموصل وتدمر الاف المخطوطات


كشف مدير المكتبة العامة في الساحل الايسر من مدينة الموصل العراقية غانم الطعان في تصريحات صحفية، عن قيام تنظيم "داعش" الارهابي مؤخرا بتفجير المكتبة العامة في منطقة الفيصلية شرقي الموصل بعد تفخيخها بعبوات ناسفة واحراق الاف الكتب القيمة والنادرة الموجودة فيها .

واوضح طعان، ان المكتبة العامة كانت تظم نحو (8000) كتاب ثقافي وتاريخي وفلسفي وعلمي ومن كتب الشعر وكتب اخرى منوعة.
وكان تنظيم داعش قد اقدم في كانون اول الماضي على احراق مئات الكتب من المكتبة المركزية والتي تقع داخل الحرم الجامعي في جامعة الموصل.
وقالت مصادر تلفزيون الموصل الخاصة ان عناصر التنظيم اقدموا على جمع الكتب والمجلدات الثقافية والادبية من المكتبة المركزية واضرموا النار بها امام انظار المارة بتهمة انها تحتوي على الشعوذة والسحر.
هذا وتأسست المكتبة المركزية العامة سنة 1921 وتتكون من اقسام عدة منها القسم العام وقسم المراجع العربية والاجنبية وقسم النوادر وقسم الدوريات (المجلات)، وتقوم المكتبة ايضاً بنشاطات اخرى تتمثل بتوفير دورات تطويرية في الحاسوب والشعر والاعلام وكذلك تدريب طلبة المدارس على كيفية انتقاء الكتب، ويبلغ عدد الكتب التي تحتويها المكتبة 112709 كتاب ومطبوع.
وقال سكان المنطقة إن المتطرفين حطموا الأقفال التي كانت تحمي أكبر مستودع للتعلم في المدينة الواقعة شمالي العراق، وقاموا بتحميل حوالي 2000 كتاب، بما في ذلك قصص الأطفال والشعر والفلسفة، ومجلدات عن الرياضة والصحة والثقافة والعلوم، وذلك في 6 شاحنات من طراز بيك أب، وتركوا النصوص الإسلامية فقط، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتيد برس".
فالمجموعات التي يعتقد أنها دمرت في المكتبة المركزية هي الصحف العراقية التي يرجع تاريخها إلى أوائل القرن العشرين والخرائط والكتب من الإمبراطورية العثمانية ومجموعات كتب قدمتها نحو 100 من العائلات الراسخة في الموصل.
وبعد يوم من نهب المكتبة المركزية، اقتحم المسلحون مكتبة جامعة الموصل، وأضرموا النار في مئات من كتب العلم والثقافة، مدمرين إياها أمام الطلاب.
من جانبه قال النائب العراقي حكيم الزاملي إن التنظيم "ينظر للثقافة والحضارة والعلم كأعداء شرسين له".
ويقارن الزاملي، بين داعش والمغول المداهمين في العصور الوسطى، الذين نهبوا بغداد في 1258، وألقوا مجموعات الكتب القديمة من مجالات التاريخ والطب وعلم الفلك في نهر دجلة، حيث روي أن المياه تحولت إلى اللون الأسود من الحبر الجاري.
وقال: "الفرق الوحيد أن المغول رموا الكتب في نهر دجلة، بينما الآن داعش تحرقها ... طريقة مختلفة، ولكن نفس العقلية".