«هاآرتس» : ملك السعودية مختل عقلياً وابنه محمد بدون أي خبرة عسكرية


نقلت صحيفة "رأي اليوم" اللندنية مقالا عن صحيفة «هاآرتس» الصهيونية بقلم تسفي برئيل تقول فيه ان ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز مختل عقليا و ان ابنه محمد وزير الدفاع شاب والذي يقود الهجوم على اليمن رجل في الثلاثينيات من عمره ليست له اية خبرة عسكرية أو تعليم عسكري في حين أنه حاصل على البكالوريوس في القانون من جامعة في السعودية ويتولى الثلاث حقائب المهمة في المملكة.

و يترأس الامير محمد المجلس الاقتصادي الذي انشأه والده من اجل معالجة الاقتصاد السعودي، ويترأس المكتب الملكي – الذي يتولى تحديد من سيقابل الملك ومن لا يقابله وكيف يتم تنفيذ سياسته بالفعل، وكذلك يتولى وزارة الدفاع.
و بچا منتقدو الوزير الشاب هذا الاسبوع في نشر “مذكرات” كيف أنه وهو طفل عمره عشر سنوات انشأ لنفسه مجموعة من الاطفال الذين اعتادوا أن يلبسوا الملابس العسكرية ويلعبوا الالعاب الحربية في مراكز الشراء الكبرى في السعودية. بعد ذلك انشأ بضع مجموعات تجارية ليست كبيرة لكنها تشكل جوهر قوته في السياسة.
و عمر الامير محمد أمر مختلف فيه . في “ويكيبيديا” تمت الاشارة الى أنه ولد في 1980 لكن حسب تقارير في مواقع الانترنت فقد أصدر تعليمات بتغيير ذلك الى 1985، لكن عمره الحقيقي هو 27 عاما فقط. على كل حال فان قيادة عربية شابة لا تثير الاستغراب: الوزير سلطان كان فقط عمره 31 عاما عندما تولى كوزير للدفاع قيادة القوات السعودية التي شاركت في حرب الخليج الفارسي الاولى. بشار الاسد تولى رئاسة سوريا في عمر 35. عبد الله، ملك الاردن، تولى العرش وعمره 37 عاما. تميم بن خليفة ورث الحكم في قطر عن والده في عمر 35 وحسن نصر الله تولى رئاسة حزب الله في عمر 32.
و بين جولاته المتعاقبة وهو يزور القوات السعودية المقاتلة استطاع الامير محمد تسوية الامور مع حكومة السويد التي أدانت وزيرة خارجيتها مارغوت وولستروم بشدة القوانين الفظيعة للسعودية وقمع المرأة في المملكة والحكم الذي صدر ضد نشيط في حقوق الانسان، رائد بدوي – عشر سنوات سجن وألف جلدة – لأنه انشأ موقع يدعم العلمانية. لقد استشاطوا غضبا في القصر وأرجعوا وزيرهم في ستوكهولم. وبعد اعتذار السويد، كان الامير محمد بن سلمان الذي أعاد العلاقات التي قطعت بين الدولتين.
و التقى في الاسبوع الماضي في الرياض مع الرئيس السوداني عمر البشير، حليف ايران وبعد ساعتين من المباحثات غير الاخير جلده وأعلن عن انضمام السودان الى الحرب ضد الحوثيين ، حتى أنه طرد البعثات الايرانية من بلاده. ما الذي تعهد به وزير الدفاع السعودي للرئيس السوداني؟ لا نعرف. لكن ليس هناك شك في أن الامير محمد تحول الى المفاوض باسم المملكة.
والحرب في اليمن هي الحرب الاولى التي تشنها السعودية في العقود الاخيرة. في حرب الخليج (الفارسي) انضمت الى التحالف الدولي، لكن في هذه المرة هي التي تتولى القيادة . كما أن السعودية تقود مع مصر ايضا المبادرة لانشاء قوة تدخل عسكري في الشرق الاوسط التي هدفها المعلن محاربة الارهاب، لكن هدفها الحقيقي سيكون صد النفوذ الايراني في المنطقة.
والمملكة التي بصورة تقليدية عملت من وراء الكواليس وفضلت مبادرات دبلوماسية أو دفع مبالغ طائلة لخصومها من اجل تهدئة النزاعات، تعرض الآن استراتيجية جديدة غير منفصلة عن صفات قيادتها الجديدة التي لا تخفي خيبة أملها مما تراه كأخطاء سياسية للملك السابق عبد الله.
و لم يضيع سلمان وابنه محمد الوقت وسارعا الى اصلاح “الاعطاب”. ليس فقط السودان تحول فجأة الى حليف ، بل ايضا تركيا – التي رأى فيها الملك عبد الله خطرا يجب ابعاده عن الحلبة الاقليمية بسبب علاقاتها الوطيدة مع ايران وبسبب الانتقاد الشديد الذي وجهه رجب طيب اردوغان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي – تحولت الى حليف جديد .
و حظي الرئيس التركي في الحقيقة باستقبال متواضع عندما زار في بداية هذا الشهر السعودية، لكن في نهاية الاسبوع أعلن أنه سيرسل دعما لوجستيا للحرب ضد الحوثيين. ورغم علاقاته القوية مع طهران فان لسانه لم يوفرها حيث أعلن “ايران تحاول السيطرة على المنطقة وهذا بدأ في اقلاقنا واقلاق السعودية ودول الخليج (الفارسي). هذا الامر لا يحتمل وعليها فهم ذلك”.
و صحيح أن اردوغان الذي لا يسمح للتحالف الدولي باستخدام القواعد التركية في حربه ضد داعش، تحول فجأة الى زعيم المعركة ضد الحوثيين وايران. قطر ايضا التي عشية موت الملك عبد الله تصالحت مع السعودية، انضمت الى التحالف السعودي رغم علاقاتها القوية مع ايران.
و من السابق لأوانه توقع تطورات الحرب في اليمن، لكن في هذه الساحة التي حتى السنة الاخيرة لم تثر اهتماما دوليا، سيتضح الى أي درجة تستطيع السعودية أن تحدد الاجندة اليومية في الشرق الاوسط. هذه ليست مهمة سهلة للملك المريض إبن الثمانين عاما، الذي يعاني من اختلال عقلي. بالنسبة لابنه، إبن الثلاثين عاما، حتى لو كان شقيقه من جهة الأب، رائد الفضاء العربي الاول.