رسالة السيد الخامنئي للشباب الغربي وضعت النقاط على الحروف !؟

رسالة السید الخامنئی للشباب الغربی وضعت النقاط على الحروف !؟

نشر موقع بانوراما الشرق الاوسط مقالا للكاتب والناشط السياسي الاردني هشام الهبيشان ، علق فيه على الرسالة التاريخية التي وجهها قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله العظمى السيد علي الخامنئي الي شباب الغرب، حيث اكد انها جاءت في ظل مرحلة خطيرة تمر بها صورة الاسلام السمح المعتدل غربيا ، واوضح أن الرسالة كان لها صدى جيد وقد حققت مرحليا جزء من أهدافها.

وقال الهبيشان في مقاله الذي حمل عنوان (عندما تضع رسالة السيد الخامنئي للشباب الغربي النقاط على الحروف !؟)،هناك اليوم هجمة شرسة من قبل بعض الجماعات الراديكالية بالغرب وبتحريض ودعم من "جماعات اللوبي الصهيوني التلموذية الماسونية" تستهدف تشويه صورة الاسلام والمسلمين وخصوصا بعد احداث باريس الاخيرة ، ومن هنا وفي ذروة هذه الهجمة الشرسة على الاسلام جاءت دعوة السيد علي خامنئي للشباب الغربي بضرورة البحث عن حقيقة الاسلام بعيدا عمن يحاولون تشويه صورته الحقيقية وهنا يقول السيد خامنئي "لا شك أن ملياراً ونصف المليار من المسلمين لهم نفس الشعور، وهم براء ومبغضون لمرتكبي هذه الفجائع ومسببيها،غير أن القضية هي أن آلام اليوم إذا لم تؤد إلى بناء غد أفضل وأكثر أمناً، فسوف تختزل لتكون مجرد ذكريات مُرّة عديمة الفائدة".

وعلى محور هام بمضامين الرسالة ،فالواضح اليوم أن هناك هجمة صهيونية ، تسعى "لإيجاد العداوة والتفرقة بين المسلمين وغير المسلمين وخصوصا ببعض دول أوروبا الغربية"، تحت مسمى القضاء على الفكر المتطرف بالغرب والذي يلصقونه بالاسلام والمسلمين، وهذا ماوضحه السيد الخامنئي في حديثه ورسالته للشباب الغربي، فقد وجه السيد الخامنئي رسالته للشباب الغربي تحديدا لانه يدرك ويعرف أن هذا الشباب هم قادة المستقبل وهنا يقول مخاطبا الشباب الغربي ،" إنني أؤمن أنكم أنتم الشباب وحدكم قادرون، باستلهام الدروس من محن اليوم، على أن تجدوا السبل الجديدة لبناء المستقبل، وتسدوا الطرق الخاطئة التي أوصلت الغرب إلى ما هوعليه الآن"، والسيد خامنئي وجه حديثه للشباب الغربي لإنه يدرك إن أي حديث مع بعض ساسة الغرب لن يجدي نفعا ، لأنهم بالاصل هم جزء من هذه المؤامرة والحرب التي تشن على الاسلام والمسلمين ،وهنا يقول السيد الخامنئي ،" إن هذا العنف كان للأسف مدعوماً على الدوام من قبل بعض القوى الكبرى بشكل مؤثر وبأساليب متنوعة،قلّ ما يوجد اليوم من لا علم له بدور الولايات المتحدة الأمريكية في تكوين وتقوية وتسليح القاعدة، وطالبان، وامتداداتهما المشؤومة، وإلى جانب هذا الدعم المباشر، نري حماة الإرهاب التكفيري العلنيون المعروفون كانوا دائماً في عداد حلفاء الغرب بالرغم من أن أنظمتهم أكثر الأنظمة السياسية تخلفاً، بينما تتعرض أكثر وأنصع الأفكار النابعة من الديمقراطيات الفاعلة في المنطقة إلى القمع بكل قسوة، والإزدواجية في تعامل الغرب مع حركة الصحوة في العالم الإسلامي هي نموذج بليغ للتناقض في السياسات الغربية".

وبما يخص القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني يقول السيد الخامنئي برسالته للشباب الغربي،" الشعب الفلسطيني المظلوم يعاني منذ أكثر من ستين عاماً من أسوء أنواع الإرهاب، إذا كانت الشعوب الأوربية اليوم تلوذ ببيوتها لعدة أيام وتتجنب التواجد في التجمعات والأماكن المزدحمة، فإن العائلة الفلسطينية لا تشعر بالأمن من آلة القتل والهدم الصهيونية منذ عشرات الأعوام، حتى وهي في بيتها، أيّ نوع من العنف يمكن مقارنته اليوم من حيث شدة القسوة ببناء الكيان الصهيوني للمستوطنات؟ إن هذا الكيان يدمر كل يوم بيوت الفلسطينيين ومزارعهم وبساتينهم من دون أن يتعرض أبداً لمؤاخذة جادة مؤثرة من قبل حلفائه المتنفذين، أو على الأقل من المنظمات الدولية التي تدعي استقلاليتها، من دون أن تتاح للفلسطينيين حتى فرصة نقل أثاثهم أو حصاد محاصيلهم الزراعية، ويحصل كل هذا في الغالب أمام الأعين المذعورة الدامعة للنساء والأطفال الذين يشهدون ضرب وإصابة أفراد عوائلهم، أو نقلهم في بعض الأحيان إلى مراكز التعذيب المرعبة،تري هل تعرفون في عالم اليوم قسوة بهذا الحجم والأبعاد وبهذا الاستمرار عبر الزمن؟ إمطار سيدة بالرصاص في وسط الشارع لمجرد الاعتراض على جندي مدجّج بالسلاح، إنْ لم يكن إرهاباً فما هو إذن؟ وهل من الصحيح أن لا تعدّ هذه البربرية تطرفاً لأنها ترتكب من قبل قوات شرطة حكومة محتلة؟ أو بما أن هذه الصور تكررت على شاشات التلفزة منذ ستين سنة، فإنها يجب أن لا تستفز ضمائرنا؟".

وفي مضامين الرسالة أيضا كانت هناك دعوة صريحة من السيد الخامنئي إلى كل شباب الغرب ، للبحث التاريخي العميق والجاد والفكري المرتكز على الوقائع والحقائق ، عن حقيقة اعتدال الاسلام بالاضافة إلى البحث عن وسائل تسمح لهذا الشباب بتعزيز نماذج الفكر الايجابي نحوالاسلام والمسلمين ونبذ الفكر المتطرف الذي يعادي الاسلام والمسلمين،وهنا يقول السيد الخامنئي،"أيها الشباب الأعزاء، إنني آمل أن تغيروا أنتم في الحاضر أو المستقبل هذه العقلية الملوثة بالتزييف والخداع، العقلية التي تمتاز بإخفاء الأهداف البعيدة وتجميل الأغراض الخبيثة، أعتقد أن الخطوة الأولى في توفير الأمن والاستقرار هو إصلاح هذه الأفكار المنتجة للعنف، وطالما تسود المعايير المزدوجة على السياسة الغربية، وطالما يقسّم الإرهاب في أنظار حماته الأقوياء إلى أنواع حسنة وأخرى سيئة، وطالما يتم ترجيح مصالح الحكومات على القيم الإنسانية والأخلاقية، ينبغي عدم البحث عن جذور العنف في أماكن أخرى".

من جهة أخرى فقد ركزت مضامين رسالة السيد الخامنئي للشباب الغربي ، على فكرة أن الاستعمار الغربي الراديكالي لمعظم بلاد المسلمين منذ عدة قرون وعقود والتي ما زالت فصوله مستمره وللأن ، هو السبب بتطرف جزء من افراد بعض شعوب المنطقة الإسلامية ، والتي تحاول بعض الانظمة الغربية الراديكالية الان تجيير مفهوم هذه الراديكالية المصطنعة بأنها جزء من معتقدات إسلامية ، متناسين انهم هم سبب رئيسي بمسار هذا التطرف، نتيجة هدر كرامة المسلمين والتعدي على اوطانهم ونهب خيراتهم وقتل الملايين منهم ، ودعا الشباب الغربي للبحث العقلاني الفكري بالتاريخ الاسلامي للتعرف على حقيقة التطرف وعن الايديولوجية المصطنعة غربيا لتمدد هذا التطرف والذي يحاول البعض إن يلصقه بدين الاسلام والاسلام والمسلمين منه براء.

ختاما والكلام للكاتب والناشط السياسي الأردني هشام الهبيشان ،لقد كانت رسالة السيد الخامنئي للشباب الغربي، هي بمثابة الرسالة التي وضعت جميع النقاط على الحروف، وهي رسالة تدعو الشباب الغربي إلى البحث عن الحقيقة الشاملة لمبادئ الاسلام ومفهوم الاسلام ، وإلى التفكر العقلاني بعدم جدوى الصراع الفكري والدموي الراديكالي بين أمم الارض ، فرسالة الاسلام هي رسالة الوحدة من اجل خير الانسانية والسلام لكل أمم الارض كما تحدث السيد الخامنئي برسالته للشباب الغربي، عن ضرورة التواصل الفكري بين الشباب الغربي والشباب المسلم، والواضح الان أن الرسالة قد وجدت رواجا وصدىً كبير لها بين الشباب المثقف والمتدين الغربي ، واوجدت ردود فعل صاخبة وايجابية حول مضامينها ، وكان لها اثر بتخفيف حدة التوتر والتعصب في الغرب ضد المسلمين ، فقد جاءت هذه الرسالة بحسب اغلب المتابعين بوقتها، فهذه الرسالة ساهمت إلى حد كبير بتخفيف حدة الهجمة على الاسلام والمسلمين بالغرب ونشرت فكرة التسامح والاعتدال وقبول الاخر بين مختلف الاديان ، ومن هنا يبدو واضحا أن الرسالة كان لها صدى جيد وقد حققت مرحليا جزء من أهدافها.

 

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة