كاتب أردني : هنيئاً لإيران ولشعبها بذكرى انتصار ثورتهم

کاتب أردنی : هنیئاً لإیران ولشعبها بذکرى انتصار ثورتهم

بعث الكاتب والناشط السياسي الأردني هشام الهبيشان مقالا الى وكالة تسنيم الدولية للانباء عن ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، اوضح فيه ان الايرانيين يحتفلون مطلع شهر شباط من كل عام ، بذكرى انتصار الثورة الاسلامية، ومن يتابع مسار السياسة الخارجية والداخلية لإيران منذ سبعة وثلاثين عاما، أي منذ أن أضاء الشعب الإيراني شعلة ثورته وإسقاطه نظام الشاه الفاسد الذي رسخ تبعية الدولة الإيرانية للغرب لعقود طويلة، يدرك أن الشهر نفسه من العام 1979 شكل علامة فارقة في تاريخ الشعب الإيراني وأعاد تشكيل وبناء وعيه الذي ظل لعقود قابعآ تحت حكم جائر، إلى أن جاءت ثورة الراحل الامام الخميني (ره) لتخلصه من هذا النظام.

واضاف الهبيشان في وقاله، اليوم وبعد مرور سبعة  وثلاثين عاما، نلمس بوضوح مدى حكمة ومنهجية عمل الثورة الاسلامية الإيرانية وقد استطاعت إيران أن تبني نفسها من جديد بعيدا عن التبعية للغرب، رغم حجم العقوبات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي فرضها عليها الغرب في محاولة لإخضاعها.

ورغم ثقل حجم الضغوطات الغربية على طهران، إلا أن مسيرة البناء والإعمار والتعليم وتنمية القطاعات الزراعية والصناعية وتطويرها والبحث العلمي مستمرة في كل أنحاء البلاد، فقد دارت عجلة الاقتصاد داخل الدولة في شكل متسارع لتحقق طفرة كبيرة في العقدين الأخيرين، رغم استمرار الإنفاق المالي كما هو، كما نمت نسبة المشاريع الغير نفطية في الدولة بنسبة تجاوزت 36 في المئة، وتوسعت مشاريع تطوير البنية التحتية في شكل كبير، وقد زادت نسبة الاستثمارات الإيرانية الداخلية والخارجية في قطاعات مختلفة.

ورغم أن الحرب الاقتصادية الأخيرة التي تشنها دول إقليمية وغربية "حرب النفط" والانخفاض المتلاحق في أسعار النفط، قد أضرت في شكل واضح ببعض القطاعات الاقتصادية والمالية الإيرانية، إلا أن المؤشرات الاقتصادية لعام 2016 تؤكد أن الدولة الإيرانية قادرة على التكيف مع المتغيرات الجديدة وخصوصآ بعد إنجازها لاتفاقها النووي، علما أن جميع المؤشرات تؤكد أن أسعار النفط ستبدأ بالتعافي مطلع تموز من العام الحالي، ما يؤكد قدرة طهران على تجاوز هذه المرحلة بثبات.

سياسيآ وأمنيآ، يعلم جميع المتابعين أن إيران تعرضت منذ العام 1979، ولا تزال،لمجموعة مخططات ومشاريع خارجية تمثلت في حرب الخليج (الفارسي) الأولى المباشرة عليها وتضررها في شكل شبه مباشر من تداعيات حرب الخليج (الفارسي) الثانية، كما حاولت بعض هذه المخططات إثارة الفوضى في الداخل الإيراني من خلال تحريك بعض القوى المعارضة والتي ركب موجها الغرب حينها، وكانت هذه المخططات تستهدف ضرب الاستقرار والأمن لكن إيران نجحت بفضل حكمة قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي وباقي المسؤولين في الدولة، في وأد هذه المخططات وإفشالها، وبأقل خسائر ممكنة، وفي الإطار نفسه، استطاعت أن ترسم إطارآ عادلآ لمسار الإصلاح المستقبلي.

أما من الناحية العسكرية، فمن الواضح للجميع حجم القوة العسكرية التي يملكها الإيرانيون والتي ظهرت في شكل واضح موخرا، بعد انطلاق مناورات عسكرية بحرية كبيرة حملت اسم "الولاية 94" وقبلها مناورة "الرسول الأعظم 9"، بالإضافة إلى مناورات أخرى جرت أواخر العام الماضي في جنوب شرق البلاد وبحر عمان ومضيق هرمز حتى خليج عدن، تحت تسمية "محمد رسول الله"، والتي اختبر خلالها الجيش الإيراني أنواعا من الصواريخ والطائرات من دون طيار والتي شارك فيها الآلاف من الجنود، وامتدت على مساحة مابين 3مليون كلم مربع ومابين 2.2مليون كلم مربع ، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق مناورات بهذا الحجم ، ما يثبت تطور القدرات العسكرية الإيرانية.

إقليميا ودوليا، يلاحظ المتابع لمسار الفوضى التي تعيشها دول الإقليم: سورية واليمن وليبيا والعراق، مدى الحكمة التي تتمتع بها القيادة الإيرانية التي استطاعت أن تنأى بنفسها، نوعآ ما، عن الانزلاق في فوضى الإقليم، من خلال اتباعها سياسة واضحة في التعاطي مع كل أزماته، كما كانت لها نظرة شمولية عقلانية لمسار الحلول، في خصوص ملفي البحرين واليمن، بالإضافة إلى دورها الفاعل في بناء وترتيب حلول لأزمات العراق وسورية، وبذلك استطاعت حكمة وسياسة وديبلوماسية الإيرانيين بناء وتأطير دور بارز على الساحة الدولية والإقليمية.

ختامآ ،طموحات الإيرانيين واجهتها آلة الحلف الغربي الصهيوني الإقليمي وحاولت هدمها على مر السنوات وبوسائل عديدة، من العقوبات الاقتصادية إلى التهديدات الأمنية والعسكرية إلى محاولة إثارة الفوضى في الداخل الايراني، لكن بحكمة القيادة ووعي الشعب خطورة ما يحاك له منذ انتصار الثورة، خرجت إيران منتصرة.

الأكثر قراءة الأخبار {0}
عناوين مختارة