هل تتحمل السعودية الرد الايراني؟

هل تتحمل السعودیة الرد الایرانی؟

شن سعوديون اليوم الاربعاء هجوما هزيلا على موقع الكتروني ايراني غير حساس، والسؤال المطروح الآن هو هل يتحمل آل سعود تبعات مغامرتهم الخطيرة باعلانهم حرب سيرانية ضد الجمهورية الإسلامية؟

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان احد المواقع الالكترونية غير الرئيسية وهو الموقع الالكتروني لمركز الاحصاء الايراني تعرض صباح اليوم الى قرصنة من قبل قراصنة سعوديين لمدة وجيزة، وبث القراصنة صورة الدكتاتور صدام حسين على صفحته الرئيسية، فهل يمتلك هؤلاء القدرة على الصمود امام القوة السيبرانية الفائقة لابناء ايران الإسلامية؟!

وقد اطلق الذين ارتكبوا هذه الحماقة على انفسهم اسم "داعس" حيث يريدون التشبه بحركة "داعش" الارهابية الوهابية وهم في الحقيقة سعوديو الجنسية ويحتمل انهم يحملون افكاراً بعثية تكفيرية.

ومن المؤكد ان هذه التصرفات الهوجاء لا يمكنها بتاتاً الصمود امام القدرة الفائقة للطاقات السيبرانية العظيمة التي يمتلكها ابناء الشعب الايراني ولو تبين ان آل سعود هم الذين حرضوا على ذلك فسوف تكون هذه الحرب الافتراضية وبالاً عليهم وسيكون مصيرهم الفشل والخسران بكل تأكيد.

قبل عشرة ايام اعلن مسؤول الدفاع المدني في ايران العميد غلام رضا جلالي ان السعوديين ينوون شن هجمات سيبرانية واسعة ضد ايران وهو بكل تاكيد قد صرح بذلك مستنداً الى شواهد وادلة موثقة، حيث اكد على ان هذا النوع من التهديد يعد حديث الساعة في العام الحالي لكنه في الحين ذاته نوه الى القدرات الهائلة للجمهورية الاسلامية في مجال تقنية المعلومات وامتلاكها احدث الاجهزة الالكترونية المتطورة في مختلف المجالات بحيث اصبحت ايران قادرة على التصدي لاي اعتداء الكتروني مفترض ويمكن القول انها تمتلك قوات مسلحة خامسة (سيبرانية) الى جانب قواتها البرية والبحرية والجوية والفضائية المقتدرة.

ونظراً لاهمية الاجواء الافتراضية وخطورة الحروب السيبرانية، بادرت الولايات المتحدة في الآونة الاخيرة الى تاسيس مواقع الكترونية مختصة بالنشاطات العسكرية البحتة بقيادة احد جنرالات الجيش وقد اطلق المقر الرئيسي لها اسم "يو اس سايبر كوم" وهو يخضع بشكل مباشر لقيادة القوات المسلحة الامريكية حيث صدرت الاوامر بتاسيسه عام 2009 م على لسان وزير الدفاع.    

اضافة الى الولايات المتحدة هناك الكثير من البلدان الاخرى التي اقدمت على ذلك وبما فيها المانيا وفرنسا وحتى الاتحاد الاوروبي ومواقعها السيبرانية لا تتولى مهام دفاعية فحسب، بل تقوم احياناً بهجمات في مختلف ارجاء العالم.

واما في الجمهورية الاسلامية فمؤسسة الدفاع المدني هي التي تتولى هذه المهمة الحساسة وتحمل على عاتقها مسؤولية التصدي للهجمات السيبرانية في الاجواء الافتراضية لذلك بذلت بعض الجهود على هذا الصعيد وحالت دون تعرض المواقع الرسمية لهجمات سيبرانية معادية وفي السنوات الماضية تمكنت من تحقيق انجازات عظيمة ابرزها اكتشاف البرنامج المخرب "ستاكس نيت" ومعالجته والحيلولة دون نفوذه في المواقع الرسمية للبلد وهذه الخطوة الجبارة في الواقع لا تقل شاناً عن استكشاف طائرة التجسس الامريكية المتطورة "آر كيو 170" وتسييرها ومن ثم الاستحواذ عليها سالمةً في الاراضي الايرانية من قبل ابطال حرس الثورة الاسلامية في عام 2011م.

في عام 2012م تعرضت احدى منشآت وزارة النفط الى هجمة سيبرانية عن طريق بث فيروسات في حواسيبها وقد قيل ان هذه الهجمة ادت الى مسح بعض المعلومات لكنها باءت بالفشل وتم التصدي لها بتقنية الكترونية متطورة اذهلت الجميع بحيث لم يحدث اي خلل في النظام الكومبيوتري لهذه المنشأة.

واليوم يحاول بعض الناشئين على هذا الصعيد منازلة ليوث الساحة السيبرانية في ايران وهم يعلمون حق المعرفة ان كل ما لديهم لا يضاهي القابليات العظيمة لابناء ايران لذلك ارادوا اثبات وجودهم من خلال التعدي على احد المواقع المدنية التي لا تحظى باهمية لا على الصعيد السياسي ولا العسكري وهذا الامر انما ينم عن عجزهم الواضح في شن هجمات سيرانية ضد المواقع الحساسة في الجمهورية الاسلامية ولكن رغم ذلك لا ينبغي التزام جانب الصمت والتهاون ازاء ذلك، بل لا بد من التصدي لها بحزم وعدم التغاضي عنها بسبب عدم اهميتها من الناحيتين الاستراتيجية والعسكرية لذا قد تكون الرصاصة الاولى في حرب سيبرانية يكون النصر فيها حليفاً لايران.

وليعلم آل سعود ومن لف لهم ان ايران لم ولن تخضع امام هذه الهجمات الهشة الهزيلة ولا يختلف اثنان من الخبراء على هذا الصعيد ان الجمهورية الاسلامية اليوم تعد قدرة نافذة في المجال الافتراضي فقد صرح ابرز الخبراء الامريكان في مؤسسة "ديفنس تيك" ان ايران تعتبر واحدة من افضل خمسة بلدان في العالم من الناحية السيبرانية والجميع يعرف جيداً انها تمتلك جيشاً سيبرانياً باسم "الجيش السيبراني الايراني" ومجموعات اخرى نجحت في القيام بانجازات اذهلت العالم وتصدت للكثير من المواقع المعادية والفاسدة والمخربة لدرجة ان الامريكان اعلنوا بان ايران قد قرصنت مواقع بعض البنوك الامريكية وموقع احد السدود في مدينة نيويورك واعلنت وزارة العدل ان الذي قام بذلك موقع يسمى "بومان" رغم ان الجمهورية الاسلامية لم تعلن حتى الان بشكل رسمي امتلاكها جيشاً سيبرانياً لكن هناك مجاميع مؤمنة تنضوي تحت هذا التنظيم الالكتروني تتصدى لكل خطر يهدد امن البلاد ولها القابلية على شن هجمات مدمرة على كل من تسول له نفسه التعدي على حقوق الشعب الايراني، وتجدر الاشارة هنا الى ان قائد الحرس الثوري اعلن مسبقاً ان قوات الحرس ستشهد تطوراً واسعاً على صعيد الحرب السيبرانية وسائر النشاطات الالكترونية في الشبكة العنكبوتية.

ولا يختلف اثنان في هزالة السعوديين على هذا الصعيد وننصحهم بعدم ارتكاب حماقات ومجازفات لا تحمد عقباها بالنسبة لهم وابرز دليل على عجزهم هو تعرضهم لموقع هامشي قد يتمكن احد المراهقين ايضاً من قرصنته، فيا ترى يرومون من ذلك اعلان حرب سيبرانية ضد الجمهورية الاسلامية؟ وهل يمتلكون القدرة الدفاعية لمواجهة التطور الايراني المذهل على الصعيد الالكتروني؟ الايام القادمة ستوضح لنا معالم هذا الموضوع وما ان كان الجيش السيبراني سوف يرد على هذه الهجمة الهشة او لا لأن طهران تمتلك خيارات كثيرة ومناسبة وتستطيع الرد بشكل حازم متى شاءت.

/انتهى/

 

 

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة