حج نيويورك وسَعْوَدَةُ الحج

على الدول و الشعوب والمؤسسات الدينية المتهاملة، ان ترفع الصوت قويا مدويا، بالمطالبة بانشاء لجنة اسلامية تمثل دول منطمة التعاون الاسلامي، للاشرف على ادارة المناسك وان تخرج مكة والمدينة من تحت سلطة السعودية الى لتكون مواقع عالمية حرة، تشرف عليها هذه المنظمة وترعاها قوانين دولية تنظيم المناسك بكل تفاصيلها .

كتب المحلل السياسي اللبناني "حكم امهز" مقالا لوكالة تسنيم الدوليه للانباء قال فيه : في عصر العولمة، وحرية الرأي والتعبير، آل سعود، "يسَعْودون" الحج، وكأن اداء مناسك الحج، حق حصري منحه الله لهذه العائلة، تسمح لمن تريد بادائه ، وتمنع من تريد..وفقا للمزاجية الوهابية.  تماما كما هي سياستها في البلاد العربية اليوم، تعتبر الرئيس المنتخب من شعبه، غير شرعي ، والهارب بعباءة امرأة من ايدي شعبه في اليمن، شرعيا ، تدعمه بارتكاب مجازر وذبح شعب، من اجل اعادته الى السلطة. تماما ايضا كما تدعي انها تدعم المعارضات "الارهابية" على اختلافها لانتخاب برلمان سوري بشكل ديمقراطي، وهي  لا تعرف الانتخابات، ولا تملك مجالس منتخبة ولا برلمانا ولا ديمقراطية ولا دستورا ولا غيره...

فاقد الشيء لا يعطيه.. وآل سعود يفتقدون اشياء وليس شيئا واحدا.. وعلى رأس هذه المفقودات.. الحكمة والوعي ويتربع مكانهما الجهل والحقد ...

ولأن مكة ( لسوء حظها) تقع في جغرافيا مغتصبة من مملكة ال سعود، اعتبروها ملك لهم، لا للمسلمين كل المسلمين، محكومة بارداتهم لا بارادة الله عز وجل..

وها هم، اليوم يعودون مرة اخرى،  مزاجية المنع والسماح بالحج... واذا حاول البعض مناقشة اجراءات السلامة وامن الحجيج، يرفضون.. وكأن كل "المجازر" التي ارتكبت في الحج على مر السنوات  القليلة الماضية، وراح ضحايها الاف الحجاج( واخرها كارثة منى قضى فيها اكثر من اربعة الاف حاج)، غير رادعة لعنجهية ال سعود، للتنازل والتفاوض مع دول الحجاج، للحفاظ على امنهم وسلامتهم...

تتعامل السعودية مع الحجاج وكانهم مرتزقة .. ان ماتوا او قتلوا في الحج، فلا يحق لاحد ان يطالب بدمهم وبحقهم.. كما  فعلت مع مرتزقتها القتلى في اليمن...

اليوم  تأتي مالكة الحق الحصري للحج، لتفرض شروطا تعجيزية على الحجاج الايرانيين، حتى تسمح لهم بالحج.. 

فترفض ان تتحمل مسؤوليتها بتوفير امن وسلامة الحجاج والدعم القنصلي لهم..

المملكة المستعبدة، تعتقد ان الحجاج عبيد عندها وبالتالي من حقها ان تشتري بهم وتبيع، كما يفعل وليدها ابن الحرام داعش.

لم تعِ هذه الممكلة ان اليوم غير الامس، وان "حذاء" كل حاج  عند وطنه وشعبه افضل واشرف من تيجان وكراس ....

  القوانين الدولية، منحت  الحق لمن يريد من زعماء العالم ومسؤوليه من وما كانوا، أن يحجوا الى الامم المتحدة ومجلس الامن  الدولي في نيويورك ، دون ان يكون للولايات المتحدة الامريكية التي تقع نيويورك على اراضيها، الحق في منعهم من ذلك ، اما ال سعود فيمنعون الحجاج الآتين الى الله لاداء مراسم حجه...

للاسف ليس الحق على ال سعود فقط، فهم معروفون بغطرستهم وتعنتهم وحقدهم في سياسة التعاطي مع الاحداث والمواقف، ومعروفون باهمالهم لواجبات سلامة الحجاج، ومزاجيون في  قضايا شرع الله وحرامه وحلاله،.. بل الحق كل الحق، على الدول التي تسلم رقاب حجيجها لجزاري أل سعود دون حساب، فيقتلون بسوء ادارتهم للمناسك ، الكثيرين،  ولا يتجرأ  نظام يدعي الاسلام، ان يفتح فمه،

والحق على شعوب خاملة كسولة بليدة جبانة منحطة، يسقط حجيجها في "منى" ولا تحرك ساكنا، وعلى علماء دين، باتوا يبيعون الفتاوى بالكيلو وعلى البسطات في الشوارع، يحللون المحرم ويحرمون المحلل.. وعلى مؤسسات دينية  كبيرة، لا تنبس ببنت شفة.. هي مع وعاظها بوق للسعوديين..

ليس من حق السعودية ان تتحكم برقاب الحجاج، فهؤلاء ليسوا  عبيدا ولا مرتزقة عندها... بل احرار اشراف  تابعون لدول  المفروض ان تكون سيدة حركة مستقلة، ومن حق دولهم ان تشرف على رعاية مصالحهم وشؤونهم وامنهم وسلامتهم اثناء اداء المراسم وهذا حق مكتسب وليس منة من احد.

وعلى هذه الدول  و الشعوب والمؤسسات الدينية المتهاملة، ان ترفع الصوت قويا مدويا، بالمطالبة بانشاء لجنة اسلامية تمثل دول منطمة التعاون الاسلامي، للاشرف على ادارة المناسك وان تخرج مكة والمدينة من تحت سلطة السعودية لتكون مواقع عالمية حرة، تشرف عليها هذه المنظمة وترعاها قوانين دولية تنظيم المناسك بكل تفاصيلها .

فآل سعود اقصى ما يمتهنونه في الادارة، رعاية وتمويل الارهاب والتكفير، واغداق الميزانيات المالية الكبرى على الحنات والملاهي الليلة الغربية وسفك دماء المسلمين، ونهب  ثروات شعبهم المضطهد، والانسحاق وتقديم فروض الولاء والطاعة لاسيادهم الغربيين والاسرائيليين.. إمتهان يستحقون عليه درجة الامتياز اما في الحج فدرجتهم صفر .. وربما تحت الصفر..

فليسمحو لنا وليتركوا الحج لرب البيت واهله ... وللاسف نقول، يجب ان يكون بيت الله في مكة، مبنى الامم المتحدة في نيويورك، يسمح بزيارته،  فلا "تُسَعْوِدُه" لتصير الكعبة حجرة في قصر الملك...

/انتهي/