ما هي تداعيات إبعاد "علوش" عن وفد الرياض؟

إبعاد محمد علوش الذي هو عضو اللجنة السياسية في تنظيم "جيش الإسلام" الإرهابي إضافة إلى كونه كبير المفاوضين في وفد الرياض، ربما يكون نزولاً عند رغبة موسكو بإبعاد الجهات المتطرفة عن الجهة المعارضة في المباحثات السورية، إلا أن التسريبات التي تتحدث عن أن  المعارضة السورية "بسمة قضماني" (عضو المكتب السياسي في الائتلاف السوري المعارض) هي من سيستلم منصب كبير المفاوضين في هذا الوفد، يوحي بأن هذا التغيير الذي طرأ على وفد الرياض هو تغيير شكلي أيضاَ، لأن بسمة قضماني حتى وإن كانت في شكلها الخارجي لا تمثل مرجعية إرهابية كمحمد علوش، لكنها من أكثر الشخصيات التي دعمت نفوذ الإخوان المسلمين ضمن ما سمي "الائتلاف السوري المعارض" ومن قبله "المجلس الوطني السوري"

وبالتالي وجود بسمة قضماني في وفد الرياض، لن يأتي بالجديد إذا ما كان إبعاد محمد علوش من الوفد، يعدّ إبعادا للأطراف المتطرفة في محادثات جنيف المقبلة.

بالمقابل، ربما يكون التغيير الذي طرأ على وفد الرياض، بمثابة إعادة  تفعيل لجنيف بروحية جديدة، خاصة أن الجانب السوري كان يقول ويصر بشكل دائم أنه لا يجلس مع وفدٍ يضم في صفوفه مجموعات إرهابية في إشارة واضحة إلى وجود محمد علوش ضمن هذا الوفد ككبير للمفاوضين.

التغييرات في السياسة ترافقت مع تغييرات على الأرض، دعمٌ أمريكي واضح للوحدات الكردية في الشمال السوري، ويقول متابعون أن هذا الدعم هو رسالة موجهة إلى موسكو مفادها أن الجيش السوري ليس الوحيد الذي يخوض أشرس المعارك ضد تنظيم "داعش" على الأرض (كما كانت موسكو تقول دائماً ) بل هناك قوة عسكرية قوية أيضاً تستطيع محاربة "داعش" وهذه القوة تتثمل بالأكراد.

الجدير بالذكر أن الروس هم من كان يدفع لتمثيل الكرد في محادثات جنيف الأخيرة وفي الحوار السوري – السوري، لكن أمريكا خضعت وقتها للقرار التركي بإبعاد هذا المكوّن نظراً لحساسية الأتراك تجاه الأكراد وألا يكون لهم تمثيل ضمن المحادثات، فلماذا تعود أمريكا اليوم لتدعم الجهة التي أبعدتها بالأمس؟

/انتهى/