أليس هذا تحريض رسمي على الارهاب؟

تسنيم / خاص/ أقامت بعض وسائل الاعلام العربية الدنيا ولم تقعدها عندما أعلن أحد المسؤولين الايرانيين أن بعض العواصم العربية كانت تابعة تاريخيا لايران، وأعتبرت تصريحه دليلا دامغا على أطماع ايران في الدول العربية وسياستها التوسعية.

عندما تتناول بعض وسائل الاعلام العربية العلاقة بين ايران والدول العربية وخاصة دول الخليج الفارسي تردد التهمة الجاهزة (ايران تتدخل في شؤون دول المنطقة)، وعندما تريد الاستدلال على زعمها لا نجد في جعبتها الا تهمة زرع الخلايا الارهابية، ولكننا عندما نأتي وندقق باسماء أعضاء هذه الخلايا الارهابية وما أقدموا عليه، نجد انهم من رعايا ذلك البلد الذين، اما انهم شاركوا في تظاهرات سلمية ضد النظام الحاكم، أو كتبوا مقالات في وسائل الاعلام أوفقرات في وسائل الاتصال الاجتماعي أو تحدثوا لبعض القنوات الاذاعية والتلفزيونية، أو لمجرد أنهم زاروا ايران.

بعض وسائل الاعلام العربية والمسؤولين العرب لم يروجوا تهمة التدخل في الشؤون الداخلية ودعم الارهاب للجمهورية الاسلامية عن محض صدفة، وانما عن دراسة مستفيضة ترمي الى تحقيق أربعة اهداف رئيسية:

أولا: أن تكون ذريعة لقمع المعارضين والتنكيل بهم ومنعهم من مواصلة العمل السياسي والاعتراض على الحكومة، والا ستطالهم تهمة العمالة لايران.

ثانيا: القاء لائمة سوء ادارة البلاد وتدهور اوضاعها الاقتصادية والأمنية على ايران، وعدم تحمل مسؤولية الأوضاع السيئة.

ثالثا: دعوة غير مباشرة لايران للتدخل في شؤون هذه البلدان ولكن لصالح الحكومات وليس لصالح الشعوب ولتضغط طهران على المعارضة لتوقف نشاطها ضد الحكومة وتستسلم لها.

رابعا: تشويه سمعة ايران اقليميا ودوليا وتشويه سمعتها ايضا لدى شعوب العالم.

وفي الوقت الذي توجه فيه بعض الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية تهمة الارهاب لايران فان العالم يوجه اصابع الاتهام لها على انها الداعم المعنوي والمادي الرئيسي للارهاب في العالم.

الكاريكاتير الذي نشرته صحيفة الرياض يوم امس الثلاثاء 5/7/ 2016 http://www.alriyadh.com/1516633 دليل صارخ على تبني السعودية سياسة التحريض على الارهاب بشكل رسمي.

فصحيفة الرياض صحيفة رسمية ومن المستحيل أن تقدم على مثل هذه الخطوة دون التنسيق والتوجيه من قبل السلطات العليا، ولو افترضنا أن ما نشر حدث بشكل عفوي، ولم تكن هناك توجيهات رسمية بهذا الخصوص، فمن المؤكد أن رئيس تحرير الصحيفة سمح لنفسه بنشر الكاريكاتير مستوحيا توجهات المسؤولين في بلاده بأنها كانت تصب في هذا الاطار.

ما نشرته صحيفة الرياض دليل آخر من عشرات الأدلة على تحريض السعودية على الارهاب وتنفيذ العمليات الارهابية في ايران في الوقت الذي تتهم فيه الرياض طهران بالتحريض على الارهاب في بلدانها.

/انتهي/