حي "الوعر" الحمصي إلى الواجهة من جديد .. تسوية على غرار "داريا"


حی "الوعر" الحمصی إلى الواجهة من جدید .. تسویة على غرار "داریا"

يعود حي الوعر الواقع غرب مدينة حمص، إلى واجهة التسويات من جديد، بعد أن تحدثت مصادر عن تسوية فيه على غرار تلك التي حصلت في مدينة داريا غرب العاصمة دمشق، والتي أدت إلى سيطرة الجيش السوري على كامل أحياء المدينة مقابل خروج المسلحين إلى مدينة إدلب بعد أن يسلموا أسلحتهم للدولة السورية.

للمرة الأولى منذ حوالي السنة، يشن الطيران الحربي في الجيش السوري، غارة على حي "الوعر"، آخر الأحياء التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية داخل مدينة حمص وسط سوريا، وذكرت مصادر أن 12 غارة جوية استهدفت الإرهابيين داخل الحي ، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، بعد محاولتهم الاعتداء على حواجز ونقاط الجيش السوري الموجودة في المنطقة.

مصدر عسكري أكد لمراسل تسنيم أن الجيش السوري التزم خلال الأيام الماضية بالهدنة والاتفاق المبرم مع المجموعات المسلحة، رغم محاولاتهم المتكررة الاعتداء على مواقع الجيش القريبة من الحي، إلا أن الاعتداء المتكرر من قبلهم دفع الجيش في نهاية المطاف للرد على محاولات الإرهابيين.

ولفت المصدر إلى أن  الغارة التي نفذها الجيش هي الأولى من نوعها منذ نحو عام، التي تستهدف منطقة حي الوعر آخر منطقة يسيطر عليها المسلحون في مدينة حمص، حيث توصل وجهاء المنطقة في كانون الأول من العام الماضي إلى اتفاق مع السلطات تحت رعاية الأمم المتحدة لإجلاء المقاتلين بموجب خطة مرحلية كان من شأنها تعزيز سيطرة الحكومة على المدينة إلا أن أي تقدم لم يحصل في تنفيذ المراحل اللاحقة من الاتفاق والتي تنص على ضرورة أن يسلم المقاتلون، الذين ما زالوا في المنطقة، أسلحتهم الثقيلة في حين يُسمح لهم بالاحتفاظ بأسلحتهم الخفيفة.

على ضوء هذه التطورات، أصدرت "لجنة المفاوضات" و"إدارة حي الوعر" التابعة للمجموعات المسلحة بياناً، دعت فيه المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، و"لجنة حقوق الإنسان" في "الأمم المتحدة"، للمطالبة بوقف العمليات العسكرية داخل الحي.


تشير المعلومات الواردة إلى وجود  نية  لدى المسلحين في طلب تسوية من الجيش السوري، على غرار التي حصلت في داريا قبل أيام، بحيث يستكمل خروج المجموعات المسلحة مع أسلحتهم الفردية إلى الشمال السوري وتحديداً إلى مدينة إدلب، مقابل أن يفرض الجيش سيطرته على كامل الحي.

مصادر معارضة تحدثت عن تقديم مقترح للحكومة السورية يقضي بتسليم جزء آخر بسيط من الأسلحة، وخروج 200 مسلح من الوعر على غرار ما حدث في بداية الاتفاق مقابل تهدئة القصف.

وشهد حي "الوعر" أواخر العام الماضي، تسوية بين الحكومة السورية والمجموعات المسلحة برعاية أممية، حيث تم انجاز المرحلة الأولى من الاتفاق بوقف إطلاق النار، وخروج المتطرفين الذين لم يوافقوا على التهدئة، إلى مدينة إدلب، حيث بلغ عددهم 100 مسلح غادروا معهم عائلاتهم ليبلغ عدد الذين غادروا الحي حوالي 600 شخص

وتنص شروط الاتفاق النهائي على مغادرة نحو ألفي مسلح حي الوعر خلال 6 أسابيع، الأمر الذي سيخلي الحي بشكل كامل من المجموعات المسلحة، ويسمح ببدء أعمال إعادة بناء بنيتها التحتية، حيث تكمن مهمة السلطات السورية في تأمين نقل الماء والكهرباء إلى المنازل بأقصر وقت.

شهدت مدينة حمص قبل اتفاق "الوعر" منذ حوالي سنتين، اتفاق مصالحة ضخم، خرجت معظم المجموعات المسلحة من أحياء حمص القديمة، متوجهة إلى الريف الشمالي للمدينة وتحديداً باتجاه منطقة "الدار الكبيرة"، وهو الاتفاق الأكبر الذي شهدته سوريا منذ اندلاع الأزمة فيها.

يذكر أن حي الوعر يعيش فيه 75 ألف شخص، ويقع غرب مدينة حمص، ويعيش طيلة الأشهر الماضية حالة من الهدوء النسبي.

/انتهي/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة