وعلى الناس حج البيت تحت الخطر

وعلى الناس حج البیت تحت الخطر

كتب الاعلامي العراقي، ومدير أخبار قناة المسار الأولى، محمد الخزاعي مقالا حول الحج واهمال آل سعود وجلافتهم وإساءاتهم الى الحجاج في الحرم الإلهي الآمن، خص به تسنيم، وجاء فيه:

فاجعة منى الأخيرة وما سبقها من إعتداءات بالضرب والشتم وأحيانا بالاعتقال التعسفي بات يتوجس منها خيفة ضيوف الرحمن، ولولا دعاء سيدنا "ابراهيم" (ع) بأن يجعله بلدا آمنا لأصبح هذا البلد المنور (سرادق فصل ) كما يصفه المجتمع العشائري البدوي الذي ينتمون إليه ولأُقيم الحدّ على مشايخهم ومسؤوليهم بدل الحاج قصاصا بهم، ولكن للدعوة استجابة وفي الإجابة فرض على الحجاج، ففي هذا العام يُتوقع أن تشهد هذه الشعيرة المباركة قلاقل واضطرابات لعدة اسباب على لسان الشارعين العراقي خصوصا والإسلامي بشكل عام.

أولا:- لغة الخطاب التهكمية الطائفية التدليسية التي ينتهجها خطيب المنبر المكي وما يسمى بمفتي المملكة – لن يخطب هذا العام- في خطبة يوم عرفة كما حصل في السنة الماضي عندما شتم وقذف التُهم وبالغ في السُباب وهو على منبر الرسول على ( العراق واليمن وسوريا وبعض الدول ) وبالتأكيد من خلال ورقة دفعت له من العائلة الهالكة الغارقة بأمراض السرطان كفاكم الله شرّه بسبب تخمة الخمر والجنس وهو ما يمثل ابتعادا عن الأجواء الإيمانية التي يفترض أن تخيم على عشرة ذي الحجة وما قبل أو التي تعقبها.

ثانيا:- حمل الـ"هراوة" و" العصي" و " السلاح" داخل الحرم وهو أمر محرم بإتفاق المذاهب وبعيد عن الأخلاق والأعراف العربية التي لاتدع الضيف يشاهد مايخافه العدو، ألم يكن الخائفون ومن عليهم قضايا جنائية أو أحكام يلوذون بالكعبة لأنها المكان الوحيد على هذه البسيطة "آمن" هل سُحبت رخصة الإله في الأمان من قبل سلطات آل سعود كيف يُضرب الحاج أو المعتمر ؟ كيف تبعدون الحجاج العراقيين والبحرانيين والايرانيين وغيرهم إلى أماكن بعيدة جدا عن الحرم ولا توفرون لهم وسائل نقل وهذا لا ينطبق حتما على غيرهم فضلا عن البيروقراطية التي تتبعونها في مسألة الحجوزات والجوازات وعدد الحجاج المحدود والمنافذ ونوع الطائرات والخدمات كلها تختلف، حتى في أمور الله العبادية تدخلون فيها السياسة ومصالحكم تصفية لحساباتكم مع الخصوم!!

ثالثا:- منع الحجاج من زيارة الأماكن المقدسة لديهم وطمس معالمها ونعتهم بالمشركين وطردهم وهو منافٍ للأخلاق الإسلامية وهذا يثير حساسيات بين الحجاج وبالتالي تحدث بلبلة تربك الشعيرة.

رابعا:- إشراك قوات من الكيان الصهيوني لا تُعرف طبيعتها للاشراف على الحج والتي كشفتها إحدى الإذاعات "الإسرائيلية" يدلل على عدم تمكن السلطات السعودية من تأمين المناسك المقدسة وتطرح علامات استفهام لماذا " اسرائيل" بالتحديد؟ هل هو جزء من اتفاق التطبيع السعودي الإسرائيلي؟ أم ماذا؟

خامسا:- افتقار الفنادق ووسائل النقل والطرق وبعض محطات الاستراحة لشروط السلامة المدنية فإبقاء العوارض الحديدية والرافعات الشوكية ووضع حواجز تعيق حركة الحاج تضع الزائر أمام مطب خطير يزيد من حالات التدافع التي تؤدي إلى عواقب وخيمة وكذلك تتسبب بإخلال عقائدي بالاحتكاك مع المحارم ما يفسد الشعيرة برمتها.

القائمة طويلة لكن نوجزها بهذه النقاط الخمس عسى أن تكون محط عناية تقويمية لا أن تحسب  تسقيطا أو استهدافا لأننا على الأقل نؤمن بأن المسلمين جسد واحد أما إذا كان لديكم رأي مستنبط من وعاظ السلاطين فهذا شأن آخر ولتأخذوا في الحسبان الدعوى القضائية لذوي الضحايا بأنها سائرة في مسلكها القانوني وستتحول خواتيمها الى وصمة عار على السلطات المسؤولة عن إدارة هذا الركن الأعظم، ومن هنا نذكر بأن دماء حادثة منى مازالت رائحة دمائها تزكم أنوف ومشاعر المسلمين المتوجسين اضطرابا من مناسك هذا العام لكن وبخاصة في يوم عرفة وصلاتها وخطبتها الطائفية الحاثة على الاقتتال حتى يصوروا للعالم أن طرفا معينا هو من يحاول تصدير الإرهاب وانتهاك الحرمات فيا آل سعود هل يعقل أن نحج البيت تحت "الخطر" ؟

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة