الإمام علي الهادي (ع) نور من الاصلاب الشامخة

الإمام علی الهادی (ع) نور من الاصلاب الشامخة

الإمام علي الهادي (ع) رابع العليين الأربعة في الأئمة الأطهار بعد العليين الثلاثة ، الإمام أميرالمؤمنين (ع) والإمام زين العابدين (ع) ، والإمام الرضا (ع).

هو الإمام العاشر من أئمة الأثنى عشرية ، ذو المكارم والأيادي ، والمعجزات والفضائل المشهورة بين الخاص والعام والحاضر والبادي ، المعصوم العاشر والنور الباهر ، مبدأ الفضل والأيادي الإما م أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

فنسبه (ع) من نسب أبيه، تلك الذرية الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيرا، واصطفاها على البرية جميعا، وزكاها على خلقه، وجعلهم أئمة يهدون بامره تعالى .

ولد الإمام علي الهادي(ع) في قرية صربا بالقرب من المدينة المنورة .

كنيته وألقابه عليه السلام :

يكنى (ع) بأبي الحسن ، ويقال له تمييزاً " أبو الحسن الثالث " بعد أبي الحسن الأول أمير المؤمنين (ع) وأبي الحسن الثاني جده الرضا (ع).

وأما القابه فكثيرة منها : الهادي وهو اشهرها ، والعسكري ، والفقيه ، والمؤتمن ، والنقي ، والعالم ، والمرتضى ، والناصح ، والأمين ، والمتقي والطيب ، والنجيب ، والفتاح ، والمتوكل وغيرها .

وقد كان (ع) يخفي اللقب الأخير - أي المتوكل - و يأمر أصحابه بأن يعرضوا تلقيبه به ، لكونه يومئذٍ لقباً للخليفة العباسي المعاصر ، وهو جعفر المتوكل المعاصر للإمام الهادي (ع).

وأما لقب العسكري ، فسببه أن جعفر المتوكل أشخصه من المدينة المنورة إلى بغداد إلى "سر من رأى "، وكان يعسكر فيها الجيش ، ولذا سميت عسكراً ، وقد أقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر ، فلذلك قيل للإمام وولده (ع) العسكري نسبةً لها ، وإن غلب هذا اللقب على ولده الإمام الحسن العسكري (ع).

مناقبه وفضائله

أحدها(العلم، فقد روي عنه في تنزيه الباري تعالى و توحيده و في أجوبة المسائل و أنواع العلوم الشي‏ء الكثير).

فمما جاء عنه في تنزيه الباري تعالى ما رواه الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول أنه قال : إن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و أنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار عن الإحاطة به نأى في قربه و قرب في نأيه كيف الكيف بغير أن يقال كيف و أين الأين بلا أن يقال أين هو منقطع الكيفية و الأينية الواحد الأحد جل جلاله و تقدست أسماؤه.

ثانيها( الحلم ، و يكفي في ذلك حلمه عن بريحة بعد ما وشى به إلى المتوكل و افترى عليه و تهدده كما يأتي).

ثالثها ( الهيبة و العظمة في قلوب الناس- في إعلام الورى بسنده عن محمد بن الحسن الأشتر العلوي قال كنت مع أبي على باب المتوكل و أنا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي و جعفري و نحن وقوف إذ جاء أبو الحسن فترجل الناس كلهم حتى دخل فقال بعضهم لبعض لمن نترجل؟ لهذا الغلام و ما هو بأشرفنا و لا بأكبرنا سنا و الله لا ترجلنا له فقال أبو هاشم الجعفري و الله لتترجلن له صغرة إذا رأيتموه فما هو إلا أن أقبل و بصروا به حتى ترجل له الناس كلهم.فقال لهم أبو هاشم أ ليس زعمتم أنكم لا تترجلون له فقالوا له و الله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلن.

علمه ومحاججاته عليه السلام

عاش الإمام الهادي (ع) في عصر كانت فيه المناقشات الفقهية والمجادلات الكلامية والمذاهب الفلسفية شاملة وعنيفة ، وكان على شبابه وصغر سنه بالنسبة إلى شيوخ الكلام ، واساطين الفلسفة يرجع إليه ، ويُسأل عن رأيه ، فكان الذروة في المعارف الدقيقة والأحكام الصائبة وكان قوله الفصل وحجته المفحمة .

وقد تسالم العلماء والفقهاء على الرجوع إلى رأيه المشرّف في المسائل المعقدة والغامضة من أحكام الشريعة الإسلامية . إذ لم يكن هناك أحد يضارعه في ثرواته العلمية المذهلة التي شملت جميع أنواع العلوم من الحديث والفقه والفلسفة وعلم الكلام ، وغيرها من سائر العلوم .

ومن الغريب أن المتوكل الذي كان من ألدِّ أعداء الإمام (ع) قدم رأي الإمام الهادي (ع) على أراء علماء عصره في المسائل التي اختلف فيها .

وأثرت عن الإمام (ع) روايات عن النبي (ص) وعن أمير المؤمنين والباقر والصادق والرضا (ع) ، وكذلك محاججاته المبهرة عن امتناع رؤية الله عز وجل دنيا وأخره ، واستحالة التجسيم واستحالة وصفه ، وحقيقة التوحيد ، وإبطال الجبر والتفويض وأثرت عنه (ع) الأدعية والمناجات والزيارات أيضاً ومن أشهر زيارات الإمام الهادي (ع) لأبائه الأئمة الطاهرين الزيارة الجامعة .

وتعتبر الزيارة الجامعة من أشهر زيارات الأئمة (ع) واعلاها شاناً ، واكثرها ذيوعاً وانتشاراً ، فقد أقبل أتباع أهل البيت (ع) على حفظها وزيارة الأئمة (ع) بها خصوصاً في يوم الجمعة .

فقد روا زيارة الجامعة شيخ الطائفة الطوسي في التهذيب ، ورئيس المحدثين في " من لا يحضره الفقيه" ، و"العيون " وغيرهما .

قال المجلسي : إن هذه الزيارة من أصح الزيارات سنداً ، وأعمقها مورداً ، وأفصحها لفظاً ، وأبلغها معنى ، وأعلاها شأناً .

وعن بلاغتها فتفيض هذه الزيارة بالأدب الرائع ، فقد رصعت بأرق الألفاظ - كما تحلت بجواهر الفصاحة والبلاغة ، وبداعة الديباجة ، وجمال التعبير ، ودقة المعاني . الأمر الذي يدل على صدورها عن الإمام الهادي (ع).

فقد اعتبر أن أية الخبر الصحيح هو ما إذا كان في أرقى مراتب البلاغة ، فإن الأئمة الطاهرين هم معدن البلاغة والفصاحة ، وهم الذين أسسوا قواعد الكلم البليغ ، فكان كلامه في أعلى مراتب الكلام الفصيح ، فكلامهم (ع) دون كلام الخالق ، وفوق كلام المخلوقين .

واما عن شروحها فقد اهتم بها العلماء اهتماماً بالغاً ، لما فيها من المطالب العالية ، والأسرار المنيعة ، والأمور البديعة ، ومن اهم شروحها :

1 _ شرح الزيارة الجامعة الكبيرة للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.

2 _ شرح الزيارة الجامعة للشيخ محمد تقي بن مقصود المجلسي .

3 _ الشموس الطالعة في شرح الزيارة الجامعة للسيد حسين بن السيد محمد تقي الهمداني .

4 _ شرح الزيارة الجامعة للسيد عبدالله شبر وأسماه الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة .

5_ للسيد علي نقي الحائري .

6 _للشيخ محمد علي الرشتي النجفي .

7 _للسيد محمد بن محمد بن باقر الحسيني .

8 _للسيد محمد بن عبد الكريم الطباطبائي البروجردي .

9 _ الأنوار الساطعة في شرح الزيارة الجامعة للشيخ جواد بن عباس الكربلائي ويقع هذا الشرح في خمسة أجزاء .

المصدر: وكالة أنباء التقريب

/انتهي/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة