حلب .. تداخل المصالح الإقليمية وكفة الميزان الراجحة


حلب .. تداخل المصالح الإقلیمیة وکفة المیزان الراجحة

تشكل مدينة حلب الجبهة الأبرز منذ بداية الحرب في سوريا، نظراً لتداخل المصالح الإقليمية والدولية فيها، ورجحان كفة الميزان لصالح من يسيطر عليها، ما دفع واشنطن وحلفائها على الأرض لبذل كل الجهود لمنع سيطرة الدولة السورية عليها.

دخل الأمريكي منذ سنوات مُقدماً الدعم لفصائل بعينها واصفاً إياها بالمعارضة المعتدلة، كما دخل التركي لدعم فصائل أخرى بحجة تأمين حدود بلاده من خطر تنظيم "داعش"، وفي الخفاء لعبت دول خليجية دوراً بارزاً في تعزيز قدرة مجموعات إرهابية أخرى عن طريق إمدادها بالسلاح والمقاتلين.  

كل تلك الدول أرادت بتدخلاتها أن تحافظ على جزء من ثاني أكبر المدن السورية خارج سيطرة الدولة إلى أن جاء القرار للمعركة الكبرى التي أعلنها الجيش السوري مساء الخميس الماضي لتكون مفاجئة للجميع، فهي معركة تحديد مصير وستحسم نتائجها مسار الحرب.


أولى بشائر نصر الجيش السوري كان بتقدمه نحو بوابة حلب الجنوبية وتحديداً الراموسة من جهة، ومن جهة أخرى تقدمه من الريف الشمالي باتجاه منطقة الشيخ سعيد، مايعني أن طريق الكاستيلو_الجندول وطريق العامرية - الراموسة باتجاه مطار حلب الدولي ستكون مفتوحة في غضون أيام.

انعكاسات المعركة كانت مدوية سواء على الفصائل الإرهابية المتواجدة في حلب أم على داعميهم الذين باتوا يتحسسون الهزيمة، فمن ناحية بدا التخبط جليا بالبيانات الصادرة عن الجماعات الإرهابية بشأن القتال في ريف حلب الشمالي، حيث أن حركة أحرار الشام أصدرت بيانا أوجبت  فيه القتال إلى جانب الجيش التركي بما يتماشى مع مصالح الطرفين، لتصدر بعدها "جبهة النصرة" بياناً تُحرم فيه القتال تحت مظلة أي طرف إقليمي أو دولي.


من جهة أخرى، يعد أحد أهم أسباب فشل التهدئة في سوريا، هو عدم إقدام واشنطن بشكل جدي على فصل من تسميهم "معتدلين" عن أولئك الإرهابيين، فالجرائم التي ارتكبتها حركة نور الدين الزنكي المدعومة من  الولايات المتحدة الأمريكية تشكل دليلاً على استمرار واشنطن في دعم الفصائل الإرهابية، حيث لم يصدر أي تعليق على إطلاق الزنكي الغاز السام على أحياء حلب السكنية الشهر الماضي، وذبح الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى قبل شهرين، ليأتي إعلان حركة الزنكي قبل أيام عن انضمامها رسمياً إلى جانب جبهة النصرة في غرفة عمليات حلب، ويفضح المعارضة التي تدعمها واشنطن في سوريا.


الخلافات التي تشهدها المجموعات الإرهابية في حلب، والمتزامنة مع التقدم الذي يحققه الجيش السوري في أريافها وتقدمه باتجاه نقاط عدة في أحياء حلب الشرقية، استدعى معارضة الرياض لتطلب من الولايات المتحدة على لسان زعيمها رياض حجاب، وضع خطة بديلة واتخاذ إجراءات عسكرية وسياسية وديبلوماسية للحد من "تصعيد" الجيش السوري في حلب.

أما دوليا فقد نادت واشنطن ولندن وباريس لاجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التصعيد العسكري الذي تشهده مدينة حلب، كما خرجت كل من أميركا والاتحاد الأوروبي ووزارء خارجية دول غربية عدة داعين روسيا لاتخاذ خطوات استثنائية لإعادة إحياء التهدئة في بيان مشترك.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة