الجيش السوري على أبواب "دوما".. "جيش الإسلام" يطلق حملة استغاثة


الجیش السوری على أبواب "دوما".. "جیش الإسلام" یطلق حملة استغاثة

تعيش المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية لدمشق حالة من الهلع والخوف بعد التقدم التدريجي للجيش السوري الذي أصبح على بُعد 3 كيلومترات فقط عن معقل "جيش الإسلام" في دوما.

"قضم المساحات الجغرافية" سياسة بات يتبعها الجيش السوري  في الغوطة الشرقية منذ حوالي العام، منذ أن بسط الجيش سيطرته على كامل القطاع الجنوبي للغوطة المتضمن 11 بلدة وقرية استراتيجية، حيث تابعت القوات السورية عملياتها في عمق الغوطة، واضعة نصب أعينها الوصول إلى المعقل الأكبر لإرهابيي "جيش الإسلام"؛ مدينة دوما.

حقق الجيش السوري في الساعات الأخيرة إنجازاً نوعياً عبر سيطرته  على المزارع الممتدة بين "الريحان" وتل كردي، ليصبح بذلك  على بعد أقل من 3 كيلومترات فقط عن دوما، وتفيد المصادر أن نقاطاً للجيش تعرضت لهجوم من قبل المجموعات الإرهابية، قبل أن يشن الجيش السوري هجوماً مضاداً سيطر خلاله على العديد من المزارع وقضى على عشرات الإرهابيين فيها.

التقدم النوعي لقوات الجيش السوري جعلها تشرف على كامل خطوط الإمداد الواصلة إلى دوما، الأمر الذي يضيق الخناق أكثر على تنظيم "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" داخل المدينة، وبالتالي بات الجيش أقرب من أي وقت مضى لفتح معركة دوما الكبرى.

الإنجاز الكبير الذي حققه الجيش السوري دفع المجموعات الإرهابية إلى إطلاق نداء استغاثة مع مسلحي الغوطة الشرقية، حيث عمد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق حملة تضامن بعنوان "الغوطة في خطر"، ما يشير إلى حالة الارتباك في صفوف المجموعات الإرهابية واقتراب الجيش من فرض سيطرته على معقل الإرهابيين "دوما"


العملية الأخيرة، كانت استكمالاً لمعارك بدأها الجيش السوري قبل حوالي الشهرين، عبر السيطرة على منطقة "حوش الفارة"، التي تبعد عن مدينة دوما حوالي الخمسة كيلومترات، ومن ثم التقدم إلى بلدة "حوش نصري"، بعد عمليات كر وفر استمرت لعدة أيام، أنهاها الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية، بعزل المنطقة عن محيطها، وقطع جميع خطوط إمداد المسلحين إلى "حوش نصري".

لتبدأ بعد ذلك عملية التقدم البري عبر مختلف المحاور، انتهت بالسيطرة الكاملة على بلدة "حوش نصري"، التي تعد البوابة لدخول الجيش السوري إلى مزارع الريحان القريبة من مدينة دوما، وهي الخطوة المتوقعة خلال الفترة القادمة.

يتضح من سير العملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري في الغوطة الشرقية قبل أشهر، أنه لا يميل إلى فتح المعارك المباشرة، بل يتبع سياسة قضم مساحات جغرافية صغيرة، مع استنزاف للإرهابيين في الغوطة، إضافة إلى عزل القرى والبلدات عن بعضها، عبر قطع خطوط الإمداد الواصلة إلى كل منها، وبالتالي تصبح المعركة أسهل وأكثر ضماناً للنتائج حتى لو لزم الأمر فترة زمنية طويلة نسبياً، وهو ما جعل الجيش يسير ببطء باتجاه مدينة دوما.

تشكل الغوطة الشرقية العمق الاستراتيجي للعاصمة دمشق، لذا يسعى الجيش إلى تأمين المنطقة بشكل كامل مانعاً أي خطر قادم منها، سواء عبر قذائف الهاون الذي يطال أحياء العاصمة أو اعتداء إرهابي على حواجز الجيش.

ورغم استمرار الجيش في عملياته العسكرية داخل الغوطة، إلا أنه في الوقت نفسه يترك المجال مفتوحا أمام أي حل سياسي سلمي، سواء عبر تسوية شاملة لمنطقة بأكملها كما حدث من قبل في داريا بالغوطة الغربية، أو عبر حالات فردية لتأمين خروج بعض العائلات الهاربة من الغوطة الشرقية نحو العاصمة دمشق.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة