"جبهة النصرة" تحجز المدنيين في حلب بالرصاص ولا خروج لأي مسلّح + صور


"جبهة النصرة" تحجز المدنیین فی حلب بالرصاص ولا خروج لأی مسلّح + صور

سياراتُ إسعاف وكوادر طبية وباصات مجهزة وعناية فائقة كانت تنتظر المسلحين وعائلاتهم في ثمانية معابر على أطراف الأحياء الشرقية لمدينة حلب، لاستقبالهم ضمن هدنة أعلن عنها الجانب السوري برعاية روسية إلا أن أحداً من المسلحين لم يخرج!

كل التحضيرات المتوقعة تم اتخاذها من قبل الدولة السورية التي حرصت على تنفيذ كافة شروط المجموعات المسلحة وتذليل العقبات أمام خروجهم، حيث وضعت سواتر على كافة الباصات لتأمين خروج "مشرّف" لهم ولمنع تصويرهم، أثناء مرورهم من أمام حواجز الجيش السوري، كما فسحت المجال أمام من يريد دخول الأحياء التي تسيطر عليها الدولة في حلب أو التوجه إلى محافظة إدلب مع السلاح الفردي، لمن لا يريد أن يعود مواطناً مدنياً بعد أن يسوي وضعه لدى الدولة.

رغم كل تلك الإجراءات والتسهيلات من قبل الدولة السورية، لم يسجل من البارحة حتى الآن خروج أي مُسلح عدى أربعة فقط وصلوا إلى الطرف المقابل بشق الأنفس بعد أن تعرضوا لرصاص القنص من قبل جبهة النصرة التي فرضت حظر تجوال بالقوة على جميع المدنيين في الداخل وأصدت بياناً يقضي بالمحاكمة الميدانية الفورية رمياً بالرصاص لكل من يهمّ بالخروج من الأحياء الشرقية باتجاه نقاط الجيش على إحدى المعابر، كما أكدت أنباء عن نشوء انقسام داخل الفصائل المسلحة أسهم في منع أي مسلّح من الخروج.


شراسة "جبهة النصرة" في منع المدنيين والمسلحين من الخروج من الأحياء الشرقية لحلب، يأتي من أن هذه الخطوة تشكل صفعة قوية للتنظيم بعد أن يخسر الدرع البشري الذي كان يتحصن خلفه طيلة الفترة الماضية، كما أن خروج المدنيين يسحب الذريعة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تدّعي محاربة الإرهاب، ويفسح المجال أيضاً للجيش السوري وحلفائه في شن عمليات عسكرية على معظم الأحياء الشرقية من دون محاسبة أو انتقاد من أحد، إذا ما أصبحت خالية من المدنيين ولم يبق فيها إلا "جبهة النصرة" المصنفة عالمياً على لائحة الإرهاب.

لذا عمدت عناصر النصرة منذ بدء إعلان الدولة السورية عن سريان مفعول الهدنة صباح الخميس، إلى إطلاق قذائف الهاون، كما نشرت القناصات على أطراف المعابر التي حددتها الدولة، ليستهدف القناصون أي شخص يريد أن يخرج من شرق حلب، بالمقابل تحلى الجيش السوري بأعلى درجات ضبط النفس ولم يطلق رصاصة واحدة على مصادر إطلاق النيران من قبل العناصر المسلحة رغم جرح العديد من عناصر الأمن والكوادر التي كانت تستعد لاستقبال القادمين من الداخل.

الإعلام المعادي المتمثل بالعديد من الوسائل الخليجية والغربية، لم يجد تعليقاً على هذه الهدنة إلا الترويج لكذبة مفادها أن الجيش السوري يستهدف من يريد الخروج من الأحياء الشرقية بالرصاص والقذائف، لتعكس الصورة تماماً وتحرف نظر المُشاهد عن الحقيقة وتواصل الحديث عن المعاناة والنقص في الدواء والغذاء الذي يعيش به أحياء حلب الشرقية لتحميل الدولة السورية المسؤولية عن كل ما يحدث.

مصدر ميداني تحدث لمراسل تسنيم عن مبادرة أهلية لإخراج الجرحى والمرضى من داخل الأحياء الشرقية، لافتاً أن عدداً من الوجهاء المحليين دخلوا منذ الصباح الباكر إلى خطوط التماس بين الأحياء الشرقية والغربية لإجراء مفاوضات، حي

 من المتوقع أن يخرج حوالي 200 شخص من المدنيين، وأكد المصدر أن هذه المبادرة لا علاقة لها بإخراج المسلحين لأن هذا الأمر يحتاج إلى جهود دولية ونحن لسنا في هذا الوارد.
حالة نادرة تجلت في خروج إحدى العائلات الحلبية، التي سلكت طريقاً عبر البساتين والأحراش لتصل إلى نقاط الجيش ليس من خلال المعابر المحددة، نظراً لوجود رصاص القناص، حيث تحدث أفراد العائلة عن الظلم الذي يتعرض له أهلي الأحياء الشرقية على أيدي عناصر جبهة النصرة، وأكدوا أن معظم الأهالي في الداخل يريدون الخروج لكن المجموعات الإرهابية تمنعهم.

 

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة