خلاف تركي سعودي في حلب وتنسيق سوري روسي إيراني لوقف العدوان التركي

خلاف ترکی سعودی فی حلب وتنسیق سوری روسی إیرانی لوقف العدوان الترکی

دمشق - تسنيم: أكد الخبير العسكري الدكتور كمال جفا من داخل غرفة عمليات حلب في حديثه لمراسل تسنيم أن الطرف السعودي هو من يتحكم بالقرار داخل الأحياء الشرقية لمدينة حلب، كاشفاً عن خلاف تركي سعودي على جبهات المدينة ووجود تنسيق سوري روسي إيراني لفتح معركة الباب ووقف التدخل التركي.

وعن الخلفيات وراء فشل الهدنة في مدينة حلب، قال الخبير العسكري كمال جفا: "بعد 10 أيام من العمل المتواصل قامت به الدولة السورية لتأمين خروج آمن للمسلحين ونقل الحالات الإنسانية وتأمين شوارع حلب من أي تصرف طائش يعرقل الهدنة، فشلت هذه الهدنة لعدة أسباب أولها أن القوة الضاغطة والجهة الأمنية المسيطرة على الأحياء الشرقية هي جبهة النصرة، والمكوّن التابع لها هو المكوّن الديني المؤلف من شبكة من "رجال الدين" الوهابيين المسيطرين على جميع مساجد الأحياء الشرقية لمدينة حلب والذين قاموا بعملية تعبئة ضد الدولة السورية طيلة الفترة الماضية واتهام الجيش بارتكاب جرائم وعدم المصداقية، مؤكداً أن القرار داخل الأحياء الشرقية هو قرار سعودي وهابي باعتبار أن المؤسسة الدينية لفتح الشام (جبهة النصرة) تتبع تمويلاً وقيادةً للإرهابي السعودي عبد الله المحيسني".

وتابع الدكتور جفا: "إضافة إلى ذلك، قيام المجموعات المسلحة بقنص المدنيين على المعابر والانتقام من كل شخص يحاول الخروج وهناك اشتباكات حدثت في حيي الصاخور وبستان القصر بين الفرقة الأولى وحركة أحرار الشام بسبب رفض الأخيرة خروج مجموعة من الأولى من الأحياء الشرقية".

ولفت الدكتور كمال جفا  إلى أنه "في اليوم الثاني من الهدنة قامت مبادرة لأهالي حلب وتوصلت لاتفاق يفضي بإخراج عدد كبير من الجرحى والحالات الإنسانية وقد وافقت عليها القيادة السورية، لكن فجأة أتت تعليمات وأوامر واتصالات من تركيا طلبت وقف المفاوضات مع مدير مبادرة أهالي حلب السيد طريف عطورة".

مضيفاً "بشكل مستعجل وصل معاون الأمين العام للأمم المتحدة إلى مدينة حلب، ليطلب قيادة المفاوضات بنفسه لتأمين ضمانات خروج المسلحين والجرحى لأنهم زعموا أن الدولة السورية ومبادرة أهالي حلب غير قادرين على تأمين خروج آمن لهم، وفي اليوم الثالث دخل معاون الأمين العام الذي هو ممثل دي ميستورا في دمشق، لكنه وبعد مفاوضات لساعات عدة، لم يتوصل إلى أي شيء".

وعن الخطوة التالية للجيش السوري بعد انتهاء الهدنة، قال الخبير العسكري جفا: "بمجرد انتهاء الهدنة في الساعة السابعة من مساء يوم السبت، قام الجيش السوري بفتح عدة جبهات ضد الإرهابيين على المحور الغربي لمدينة حلب بعد عمليات تحشيد ضخمة  للإرهابيين هناك، كما قام الطيران الحربي الروسي باستهدافهم في ذاك المحور، واستمر الاستهداف على جبهة المحور الغربي تحديداً في "راشدين رابعة وخامسة" كما فتحت جبهة كتيبة الدفاع الجوي في المحور الجنوبي من مدينة حلب حتى سيطرة الجيش على الكتيبة".

ولفت جفا إلى أنه بسيطرة الجيش على كتيبة الدفاع الجوي استطاع أن يقطع خطوط الإمداد ويسيطر نارياً على الراشدين الرابعة ومشروع 1070 ويخفف الضغط على قطاع الحمدانية الغربي الذي كان يتعرض على مدار الساعة لعمليات قنص وقذائف هاون".

وقال جفا: "حاولت المجموعات الإرهابية شن هجوم معاكس لاسترجاع كتيبة الدفاع الجوي، لكن الجيش السوري صد الهجوم وألحق خسائر كبيرة بالإرهابيين الذين خسروا حوالي 20 عنصراً من قواتهم إضافة لدبابتين وعربتين ب م ب".

وعن السبب الذي دفع المسلحين داخل أحياء حلب الشرقية لعدم الخروج مع علمهم أنهم محاصرون من جميع الجهات، قال الخبير جفا: "لقد أتتهم تعليمات أنه سيتم إدخال 400 مسلح للأحياء الشرقية" لافتا أن هذا الأمر بالعلم العسكري مستحيل، لأن نقاط الحماية للأحياء الشرقية توسعت كثيراً، إضافة لأن المسلحين يراهنون على عملية عسكرية في المحور الغربي، وقد وصلتهم معلومات أنه خلال اليومين القادمين ستشن المجموعات المسلحة هجوماً واسعاً بمشاركة عدة فصائل".

ولفت جفا إلى أن القيادة الروسية والسورية متنبهون لأي هجوم وقد أحكموا القبضة على الجبهة ووصلت إمدادات ضخمة إلى الجيش السوري في حلب قادمة من مدينة النبك بريف دمشق تحديداً من الفرقة السابعة والفرقة العاشرة إضافة لوجود الصواريخ وطائرات الاستطلاع والطائرات الحربية الروسية السورية".

وعن الأسباب المحتملة لفشل هجوم حركة نور الدين الزنكي على المحور الغربي لحلب، أكد الخبير العسكري جفا أن الإرهابيين هناك يعانون من أزمة تأمين العناصر العسكرية باعتبار أن هناك فصائل مسلحة لم تقبل أن تنخرط في الحرب على الجبهة الجنوبية الغربية لحلب، لأن قرار الهجوم على المحور الغربي أتى بأوامر سعودية ويبدو أن التركي غير راض عن قرار حركة نور الدين الزنكي" لافتاً أن التركي يراهن على تقدم القوات التي يدعمها في الجبهة الشمالية  تحديداً تل رفعت وتلة الشيخ عيسى ليزيح  داعش باتجاه تل "سوسين"  لتصبح خطوط تماسه بشكل مباشر مع الجيش السوري من محور المدينة الصناعية ومنطقة المسلمية والمنطقة الحرة".

وكشف الخبير جفا إلى أن تحضير الجيش السوري لمعركة الباب قائم بالتنسيق مع الجانب الروسي والإيراني، معتبراً دخول التركي للشمال السوري هو مسنتقع وقد تم استجراره لأن قوات ما يسمى "درع الفرات" هي عبارة عن تمثيلية وغير قادرة عل القيام بأي قوة فاعلة على الأرض، لأن التركي إذا أراد الدخول بجبهة قتالية في الشمال فعليه أن يصطدم مع الروسي بشكل مباشر ولا أعتقد أنه سيقدم على هذا العمل".

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة