هل يتحالف الجيش السوري مع الأكراد لمواجهة العدوان التركي شمال البلاد؟


هل یتحالف الجیش السوری مع الأکراد لمواجهة العدوان الترکی شمال البلاد؟

تطور جديد طرأ في الشمال السوري بعد إعلان وقف هجوم قوات "درع الفرات" المدعومة تركياً، على بلدة تل رفعت الحدودية، الذي تزامن مع أنباء عن تشكيل تحالف عسكري يضم قوات كردية وسورية لمقاومة العدوان التركي الذي يسعى لإنشاء منطقة عازلة شمال البلاد.

يُشكل الشمال السوري المنطقة اﻷكثر تعقيدا في الأزمة السورية، نظراً للتداخل الكبير بين مناطق سيطرة الجيش وباقي الفصائل المسلحة، وقربه  من الحدود التركية، إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية التي باتت تتمتع بها مدينة حلب على المستوى الدولي، وما تسخره بعض الدول الغربية من دعم وإمكانيات للمجموعات الإرهابية في سبيل وقف تقدم القوات السورية، خاصة بعد الأنباء التي تحدثت عن اقتراب تشكيل تحالف جديد بين قوى سورية وأخرى كردية لصد العدوان التركي شمال البلاد.

لم يكتفِ الجيش السوري بالتقدم داخل الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بل بدأ عملية عسكرية في الجنوب الغربي، وتحديدا على محور الكليات العسكرية، بهدف تعزيز الطوق الأمني المفروض على شرق المدينة، ليتمكن خلال الساعات الماضية  من استعادة كتيبة الدفاع الجوي وتلة بازو الاستراتيجية، ويضرب بذلك مشروع تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، في فك الطوق عن الأحياء الشرقية.

وزارة الخارجية الروسية كانت أعلنت قبل أيام أن "جبهة النصرة" والمجموعات الإرهابية تستغل الهدنة في حلب لتقوية نفسها، كاشفة عن معلومات مفادها أن النصرة تعد لهجوم إرهابي قوامه 1200 مسلحاً انطلاقا من جنوب غرب حلب، بهدف فك الطوق الأمني الذي يفرضه الجيش السوري على الأحياء الشرقية، إلا أن الخطة باءت بالفشل بل عزز الجيش السوري من تواجده بعد تعزيزات ضخمة وصلت إليه عبر طريق إثريا خناصر  قادمة من مدينة النبك بريف بريف دمشق، كما يعمل الجيش على تعزيز مواقعه وتثبيت نقاطه في البلدات والقرى التي وصل إليها وتحديدا على محور الكاستيلو شمال حلب، وصولا إلى اطراف بلدتي نبل والزهراء.

التقدم الكبير للجيش السوري في الشمال، ترافق مع العمليات العسكرية  المتواصلة لما يسمى قوات "درع الفرات" المدعومة تركياً، ضد الوحدات الكردية وتنظيم "داعش" حسب الأهداف المعلنة من الجانب التركي، إلا  فصائل "درع الفرات" مدعومة بالجيش التركي  اصطدمت مؤخرا بقوات كردية  على محور بلدة تل رفعت الحدودية، حيث فشلت الفصائل من دخول البلدة، نتيجة المقاومة الشديدة ما دفع بها لاعلان وقف الهجوم تحت ذريعة ما اسمته "تطورات دولية".

إعلان وقف الهجوم من قبل تركيا، شكّل تساؤلات عديدة، خاصة وأن قوات "درع الفرات" لم تتعرض لأي مقاومة من تنظيم "داعش" في كل مرة كانت تهاجم فيها بلدة أو قرية، وعادة ما كان الدواعش ينسحبون قبل وصول القوات المدعومة تركيا، إلا أن ما جرى في تل رفعت، كبح جماح الأتراك، وتزامن ذلك مع أنباء تحدثت عن تشكيل مقاومة عربية كردية في الشمال السوري لوقف العدوان التركي ليأتي بيان الجيش السوري ويدعم تلك الأنباء، حيث أكد البيان أن التدخل التركي يُشكل عدوانا سافراً على الأرض السورية وسيتم الرد عليه بالوسائل المناسبة.

فهل تشهد الأيام القادمة تحالفا استراتيجيا بين الوحدات الكردية والجيش السوري، لمواجهة التدخل التركي والفصائل التي تدعمها أنقرة في الشمال؟ وهل يمكن لهذا التحالف أن يتبلور أكثر على امتداد الأرض السورية، كما كان الحال سابقا لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي شمال وشرق سوريا؟

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة