صالحي: الرقابة على المنشآت النووية لا تعني إرسال صور مباشرة إلى فيينا

أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن الرقابة على المنشآت النووية الإيرانية لا تعني على الإطلاق إرسال صور مباشرة الى فيينا، بل يعني أنه يتم إرسال الصور الى غرف مجاورة للمواقع النووية لتسهل عملية الرقابة للعاملين في هذا المجال دون الحاجة الى التواجد في جميع نقاط المنشآت النووية.

جاء ذلك في مقابلة مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أجرتها معه وكالة تسنيم الدولية للانباء وتحدث فيها بتفصيل عن آخر مستجدات الإتفاق النووي كما تطرق الى آخر أخبار المنشآت النووية الايرانية بما فيها مفاعل المياه الثقيلة في أراك ومؤسسات فردو النووية، هذا بالاضافة الى حديث صالحي عن بعض الخروقات الأمريكية للإتفاق النووي وتفاصيل عمليات الرقابة عن المنشآت النووية في ايران.

وفي ما يلي نص المقابلة التي أجرتها وكالة تسنيم الدولية مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي:

تسنيم : ما هي آخر أخبار مفاعل أراك للماء الثقيل؟

صالحي: كما جاء في نص الاتفاق النووي تم تعيين فريق عمل مشترك من خبراء ايرانيين وصينييين وأمريكيين لتحديث مفاعل أراك للماء الثقيل  وقد بدأ هذا الفريق عمله منذ ذلك العهد وعقدت حتى الآن عدة  اجتماعات في طهران وبكين وفيينا ومدن أخرى".

وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: كما نص الإتفاق على أن تكون إيران هي المالكة الوحيدة لهذا المشروع وهذا أمر هام جدا، حيث يعني اننا من يقوم بتخطيط له وتوفير الإحتياجات الفنية والتقنية ونقدم تحليلاتنا ثم يقوم الطرف الآخر بتقييم هذه التخطيطات والتحليلات ويذكر نواقصه ومستلزماته.

وتابع علي أكبر صالحي: كانت وقود المفاعل النووي هذا (أراك) من نوع اليورانيوم غير المخصب لكن ونظرا الى ضرورة تحديثه فيتطلب استخدام اليورانيوم المخصب كوقود له وكنا قد أنتجنا هذه الوقود في ايران بعد الخبرات التي اكتسبناها من الروس سابقا.

وقال : في جلسات التفاوض قال المفاوضون لإيران أن مفاعل أراك ينتج 10 كلم مادة البلوتونيوم وهذا من شأنه أن يستخدم في صنع الأسلحة النووية، وهذا الزعم لا يمكن اثباته عمليا لكن في الوقت نفسه لا يمكننا آنذاك اقناع الرأي العام ببطلان هذه المزاعم، لهذا قلنا سنقوم بخفض هذا الحجم  كلم واحد لتزول أسباب القلق غير المشروع، منوها" الا إننا أكدنا لهم أننا سنقوم بزيادة هذا المستوى عندما يتم تحديث مفاعل أراك للماء الثقيل ليحصل بذلك على جميع خصائص وامتيازات المفاعل الحديثة في عالمنا المعاصر".

وصرح صالحي" وتحقيقا لهذا الأمر ينبغي علينا اولا تحويل اليورانيوم الطبيعي الى اليورانيوم المخصب ولدينا الإمكانيات للقيام بهذا الأمر، مشيرا الى أن المؤشر الذي يتم فيه اختبار المفاعل هو "مستوى النيوترون"، لهذا قمنا بمضاعفة مستوى النيوترون في مفاعل أراك لترتفع قدراته وامكانياته.

وأكد علي أكبر صالحي أن الجمهورية الاسلامية الايرانية تستطيع انتاج النويدات المشعة في المفاعل الجديدة، في حين لم يتسنى لنا هذا الأمر في المفاعل القديمة وهذا الإنتاج الجديد له كلفة ليست بالقليلة نظرا الى خطورة المنتج واستراتيجية البالغة.

واوضح صالحي ان مهمة الصين في هذا الفريق المشترك هي التنسيق مع مجموعة خمسة زايد واحد وتقديم طلبات ايران للحصول عل التجهيزات اللازمة بخصوص الانتاج النووي.

وأشار رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن أمرا واحدا تم استثنائه في محادثات الاتفاق النووي وهو مفاعل أراك للماء الثقيل، بعبارة أخرى حتى لو افترضنا أنه تم وقف العمل بالاتفاق النووي والغائه فان مفاعل أراك نص عليه في قرار 2231 انه سيستمر في عمله ونشاطه.

تسنيم: بعد ابرام الاتفاق التجاري، الى أي مرحلة يصل مفاعل أراك للماء الثقيل؟

صالحي : لحسن الحظ إننا لم نتريث حتى ابرام الاتفاق بل افترضنا انه مبرم فعلا لاننا نعرف انه اتفاق مقطوع به، وعلى هذا الاساس بدأنا بالعمل منذ الوهلة الاولى ولسنا متأخرين حاليا بل اننا متقدمون في أعماله.

وأضاف صالحي أن التخطيط المفهومي قد انتهى العمل به والآن نحن في مرحلة تخطط الأسس وبالفعل قمنا بجانب من هذا الموضوع أيضا، مؤكدا أن ايران تتابع أيضا قضية الوقود وتوفيرها، حيث يطالب الصينيون على اساس الاتفاق النووي أن يكونوا هم أول من يوفر الوقود للمفاعل وقلنا لهم أن الاتفاق النووي ينص على ان تكون عملية انتاج الوقود خلال المرحلة القادمة في ايران.

تسنيم : كم يحتاج مفاعل أراك ليكون قيد العمل والتنفيذ؟

صالحي : حسب دراساتنا وتوقعاتنا فان المفاعل يحتاج الى خمس سنوات ليكون صالحا للعمل الفعلي وقد انقضى عام واحد ما يعني أنه قد بقيت اربع سنوات لهذا الأمر.

وتابع صالحي" إذا سرنا على خطة المفاعل القديمة فسيكون خلال العام القادم المفاعل مستعد للعمل لكننا وبعد تخطيط على أسس المفاعل الجديدة يتأخر عمله فعليا ثلاث سنوات لكن هذا التأخير يضمن لنا مصالح ومنافع أكثر لاننا حينئذ إزاء مفاعل متطور وحديث وأكثر أمنا ويمتلك تكنولوجيا أكثر تطورا.

واوضح علي أكبر صالحي" لو أردنا أن نشتري هذا المفاعل الجديد التي نحن بصدد انشائه من الخارج لكلفنا مليار دولار.

تسنيم : كيف تقيمون اداء الطرف الآخر حيال الاتفاق النووي؟

صالحي : في بادئ الأمر يجب ان نقول إذا كنا ننتقد الاتفاق النووي فان نقدنا هذا يتوجه الى طريقة أداء الطرف الآخر في ما يخص رفع العقوبات فحسب، وليس لنا أي انتقادات فنية للاتفاق النووي.

واكد صالحي " إذا ما نصرح بنقدنا للاطراف الأخرى حيال تعهداتها فهذا أمر مشهود حيث أن البنوك والمصارف الدولية الكبرى لم تتعامل بعد مع البنوك الايرانية وهذه حقيقة واضحة للعيان في الوقت الراهن".

ونوه رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية في المقابلة التي اجرتها معه وكالة تسنيم الى بعض نماذج الانتهاكات الامريكية لبنود الاتفاق النووي ذاكرا منها قضية التأشيرات وقد أكد أنه ضغط على نظيره الأمريكي حول هذا الموضوع وقد أعطوا وعودا لمعالجتها.

وأضاف صالحي " كنا نأمل بعد الإتفاق النووي أن يزداد مستوى التعاون الدولي مع ايران وهذا كان مفترضا، لكن رأينا انهم وبعد يوم أو يومين من إجراء الاتفاق النووي جاءوا وخلقوا أزمة التأشيرات.

وأشار صالحي الى أن هذا الموضوع تحديدا خلق بعض المشاكل والأزمات في مجال التعليم حيث كان في السابق يأتي الأساتذة الغربيون الى الجامعات الإيرانية وكانت هناك علاقات جيدة في هذا المجال لكن حاليا اما امتنع الاساتذة من المجئ واما أصبحت لديهم تحفظات وهواجس في المجئ الى ايران.

وأكد صالحي اننا قد انتقدنا هذا الموضوع وطالبنا نظيرنا الأمريكي بالتعامل مع هذا الموضوع وقد وعدونا بانهم سيعملون بجد لإستثناء المجال العلمي في أزمة التأشرات.

وقال صالحي " الموضوع الثاني  الذي أخلف الطرف الآخر بعض تعهداته فيه،  هو قضية البنوك والمصارف الدولية، حيث صرحتُ في مقابلة مع وكالة أنباء عربية أن بعض البنوك الكبرى تمتنع عن التعامل مع ايران وكان الأولى أن أقول أن جميع البنوك الكبرى تمتنع عن التعامل مع الجمهورية الاسلامية وهذا الأمر واضح اليوم ومعترف به من قبل الجمع.

وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية " الا أننا نشعر الآن أن بوادر حل الأزمة بانت في الأفق وهناك شعور لدينا بان الأوربيين راغبون في خلق مناخ جديد للتعاون مع ايران ويقومون بالضغط على أمريكا في هذا المجال".

واعتبر علي أكبر صالحي أن الاتفاق النووي بشكل عام فتح آفاقا دولية كبيرة أمام الاقتصاد الايراني وقد رفعت العديد من العوائق للكنا ما زلنا لم نصل الى ما كنا نتوقعه، مشددا على ضرورة أن يتابع مسؤولو الجمهورية الاسلامية الضغوطات على الطرف الآخر من الاتفاق النووي.

وتابع صالحي " في ما يتعلق بمفاعل فردو فقد طلب منا ان نقلص عدد جهازات الطرد المركزي ويبقى مسار التنمية والدراسة على حال مع تغييرات صورية محدودة، حيث تم تقليص عدد جهازات الطرد المركزي من 9400 الى 6100 وكما هو معروف ليس هناك فرق كبير بين العددين بالمقارنة مع عدد 190000.

وأوضح صالحي " أننا قد اعلنا في المحادثات النووية آنذاك اننا نعتزم انتاج نظائر العناصر الكيميائية وهذا أمر بالغ الاهمية، حيث أنه يتم شراء هذه العناصر من الأسواق العالمية بأسعار باهضة جدا تصل أحيانا الى مئات الدولارات وحتى آلاف الدولارات أحيانا أخرى.

تسنيم: وفق الإنتهاكات الأمريكية الحاصلة حيال الاتفاق النووي، هل برأيكم يمكن الوثوق بالولايات المتحدة الامريكية؟

صالحي " ينبغي أن نعرف أنه لا أحد في المفاوضات الدولية يتفاوض على أساس الثقة بالطرف الآخر بل ينبغي أن تكون هناك دقة وذكاء كافي ليتم تجنب الإنخداع بالطرف الآخر".

وأكد صالحي أننا قد عرفنا السياسات الأمريكية المخادعة في افغانستان والعراق وان الروس قد أشاروا اليها مؤخرا، منوها الى أننا لا يمكن لنا بشكل من الاشكال الوثوق بالعهود الأمريكية حتى في أبسط القضايا والمواضيع.

تسنيم : ما رأيكم حول تسريب المعلومات والوثائق السرية حول الاتفاق النووي ونشرها في وسائل الاعلام لغربية؟

صالحي: لقد قدمنا شكوى حول هذا الموضوع لكن ينبغي أن نعرف أن نشر هذه الوثائق والمعلومات كان بصالحنا نحن، مشيرا الى أن من قام بنشر هذه الوثائق كانوا ينتمون الى اطراف مختلفة وكانوا يهدفون الى خلق مشاكل وازمات الى بعضهم البعض.

وفي ختام المقابلة أشار علي اكبر صالحي الى الرقابة الدولية حول مفاعل ايران النووية وأكد أن الرقابة على المفاعل النووية  الإيرانية لا تعني مطلقا إرسال صور مباشرة الى فيينا، بل المقصود منها أنه يتم إرسال الصور الى غرف مجاورة للمواقع النووية لتسهيل عملية الرقابة للعاملين في هذا المجال دون الحاجة الى التواجد في جميع نقاط المنشآت النووية.

/انتهى/