رغم الهدنة مازال اجتثاث الإرهاب الخيار الاستراتيجي للدولة السورية


دمشق - تسنيم :أشار الخبير العسكري اللواء في الجيش السوري سليم حربا في حديثه لتسنيم إلى أن المجموعات الإرهابية تتعامل مع وقف الأعمال القتالية على على أنه هدف لإعادة تجميع ذاتها والتقاط أنفاسها، مؤكداً أن اجتثاث الإرهاب مازال القرار الاستراتيجي للجيش والدولة السورية.

وعن التقييم الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بعد مرور ما يقارب عشرة أيام عن الإعلان عنه، قال الخبير العسكري اللواء سليم حربا: "ما أعلن عنه لا يمكن تسميته "وقف إطلاق النار" بل "وقف الأعمال القتالية" لأن وقف إطلاق النار يكون بين الجيوش" مضيفاً: "كتقييم لوقف الأعمال القتالية حتى الآن، فإن المجموعات الإرهابية لم تلتزم به لعدة أسباب، أولها  أن أغلب هذه المجموعات لا تؤمن بالحل السياسي ودائما ما تتبنى العمل العسكري الإرهابي وخاصة التنظيمات المرتبطة بجبهة النصرة وداعش، ثانياً لم تظهر الرغبة الإرادة والطلب التركي على هذه المجموعات الإرهابية لتدفعها لوقف الأعمال القتالية، ثالثاً هناك صراع حقيقي بين المجموعات الإرهابية على المستوى التنظيمي والإيديولوجي، بين يقينها أن معاركها القادمة في مواجهة الدولة السورية والحلفاء هي بالمحصلة الاستراتيجية خاسرة، وبين صراعها في أن تتحالف مع جبهة النصرة".

وأكد اللواء في الجيش السوري سليم حربا أن "ساحة التنظيمات الإرهابية على المستويين الميداني والإيديولوجي لم تنضج حتى الآن لا على المنحى الذاتي ولا على قدرة الداعمين لها والذين يدّعون أن المناخات قد نضجت للذهاب إلى الآستانا".

وعن احتمال أن يمنع وقف الأعمال القتالية، الجيش السوري عن متابعة مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية، قال الخبير العسكري سليم حربا: "إن وقف الأعمال القتالية ليس هدفاً، بل يجب أن يكون وسيلة لتحقيق الهدف الأساسي الذي يكمن في زيادة الفعالية لمكافحة الإرهاب وخلق الشروط الملائمة للعملية السياسية وتحديداً الحوار السوري السوري في الآستانا، لذلك، لا يجب أن يؤدّي وقف الأعمال القتالية، إلى ليّ ذراع الجيش السوري عن متابعة اجتثاث الإرهاب، لا سيما أن وقف الأعمال القتالية ينص صراحة على أنه لا يشمل تنظيمي داعش والنصرة والتنظيمات المرتبطة بها وقد تمّ الاتفاق على هذه النقطة مع الجانب الروسي".

وتابع حرباً: "أقول ربما ينجح هذا "الوقف" بحدود معينة إذا توفرت الإرادة والرغبة لدى الأطراف الداعمة للإرهاب" لافتاً أن كل ما يحصل الآن يؤكد أن تلك التنظيمات الإرهابية غير جادّة على الإطلاق وقد تعودنا فيما مضى أن الكثير من وقف الأعمال القتالية كانت تتعامل معه المجموعات الإرهابية على أنه هدف لإعادة تجميع ذاتها والتقاط أنفاسها لإعادة بنيتها التنظيمية وعقد تحالفات فيما بينها".

مشيراً إلى أنه "وبعد الإعلان عن وقف الأعمال القتالية مباشرة، ارتكبت المجموعات الإرهابية أكبر الجرائم بحق السوريين وهو قطع المياه عن أكثر من 6 ملايين مواطن في مدينة دمشق، لذلك فإن الإعلان عن الالتزام لا يكفي، بل يجب أن يتبعه إعلام عن أماكن تواجد جبهة النصرة والتنظيمات التي لم توقع على هذا الاتفاق وأؤكد أن قرار مواجهة الإرهاب ما زال هو الخيار الاستراتيجي للجيش والدولة السورية".

/انتهى/