الرسائل الإيرانية من استهداف داعش بصواريخ بالستية في دير الزور السورية

دمشق- تسنيم: قال الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني في حديثه لمراسل تسنيم في دمشق: إن إطلاق إيران صواريخ بالستية على أهداف لداعش في دير الزور سيحدث تغييراً جذرياً في أشكال الصراع مستقبلاً.

وعن الرسائل التي أوصلتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال استهداف مقرات تنظيم داعش في دير الزور شرق سوريا، قال الخبير الاستراتيجي عمر معربوني: "يمكن أن تندرج هذه العمليات التي قامت بها القوى الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني في مجال أكبر بكثير من الرد على العملية الإرهابية التي نفذها  تنظيم داعش في طهران، فمن جهة التوقيت، فإن هذه العملية ترتبط بإعادة ضبط الحدود بين العراق وسوريا وبالتالي بين طهران وبيروت" مضيفاً: "إن إعادة فتح الطريق سيغير في شكل الصراع ومضمونه على مستوى المواجهة بين محور المقاومة وبين الكيان الصهيوني بشكل أساسي"

وقال الخبير العسكري معربوني: "أعتقد أن استخدام صواريخ بالستية بعيدة المدى من الطراز الذي يصل مداها إلى أبعد من 750 كيلومتر هو رسالة لداعش بشكل مباشر، لكنها رسالة موجهة للكيان الصهيوني بشكل غير مباشر ولأمريكا التي وصل مشروعها في المنطقة إلى إخفاقات كبيرة، ولذلك أقول أن إطلاق هذه الصواريخ البالستية هو مؤشر كبير على طبيعة المرحلة القادمة لجهة آليات وأدوات الصراع وما سيحصل في المرحلة القادمة هو بالتأكيد مغاير لكل أشكال الصراع التي حصلت في المرحلة السابقة"

وأضاف الخبير معربوني: "هناك مسألة في غاية الأهمية وهي أن الوضع الأكثر رعباً وخوفاً وذعراً يعيشه الآن الكيان الصهيوني، ومجمل العمليات التي حاول الأمريكي تنفيذها على خط الحدود السورية العراقية من خلال توضيع قوات له في قاعدة "التنف" التي كانت برأيه مقدمة لعزل الحدود والسيطرة عليها لتثبيت ما أسماه "قوس العزل" الممتد من القنيطرة إلى درعا فالسويداء وصولاً إلى التنف وحتى البوكمال، هذا القوس العازل يهدف بشكل أساسي إلى عزل سوريا عن العراق وإيران وعزل سوريا أيضاً عن فلسطين المحتلة، لكن مجمل العمليات التي حصلت تذهب باتجاه ضرب هذا المشروع الأمريكي بشكل نهائي، بمعنى أن عملية الربط حصلت في النهاية وبالتالي أصبح الطريق من طهران إلى بيروت سالكاً، وعليه بدأنا نلحظ مستوى التوتر الأمريكي، الذي تجلى اليوم في إسقاط الطائرة الحربية في منطقة الرصافة جنوب الرقة، حيث يتم تحقيق الهزيمة لتنظيم داعش في نقطة استراتيجية  جداً"

وعن الأهمية الاستراتيجية لخط الإمداد الذي فُتح بين الجانبين السوري والعراقي بعد التقاء القوات، قال معربوني: "قبل تحقيق الربط على الحدود العراقية السورية، كانت عملية الإمداد للجبهة في سوريا تتم عبر البحر وعبر الجو، وكانت في الحقيقة عمليات إمداد بطيئة، أما الآن على العكس، فتستطيع إيران الآن أن تزود سوريا بشكل أساسي لمحاربة تنظيم داعش، وأيضاً هذا الخط هو خط إمداد أساسي لمواجهة الكيان الصهيوني، من خلال الوصول إلى لبنان عبر سوريا".

لافتاً أنه "من خلال هذا الخط الاستراتيجي تستطيع إيران أن تتفاعل مع الصراعات بشكل مباشر وأن تؤثر في شكل الصراع ومضمونه، لأن السرعة الناتجة عن استخدام طريق البر ستؤثر في ميزان القوى الاستراتيجي وسترجح الكفة بشكل أكبر لمحور المقاومة إن كان على مستوى العديد البشري أو المعدات أو حتى الجانب الاقتصادي"

وعن احتمال أن نشهد ردة فعل أمريكية تجاه الصواريخ التي أطلقتها إيران على تنظيم داعش في دير الزور، أشار الخبير العسكري معربوني إلى أنه "لم يعد باستطاعة أمريكا أن تُحدث متغيرات جذرية في التحولات التي تحصل على مستوى الميدان، وسيقتصر ردها على حالات موضعية كاستهداف هنا أوهناك، لكن هذه الاستهدافات الأمريكية لن تؤثر في طبيعة المواجهة التي انتقلت إلى مرحلة متقدمة بعد التقاء الجيشين السوري والعراقي والذي سيؤدي بعد فترة إلى إنهاء تنظيم داعش بشكل نهائي."

/انتهى/