تنفيذ ترامب لمخططات اللوبي الصهيوني على حساب المصالح الامريكية

طهران / تسنيم // ترى عضو مجلس الشعب السوري "منال الشيخ امين"، ان ترامب ينفذ مخططات اللوبي الصهيوني على حساب المصالح الامريكية التي ستتضرر على الارجح ضررا بالغا في الايام القادمة و الرهان على شعوب المنطقة التي ستضغط بدورها على الحكام و تحرجهم.

وكتبت عضو مجلس الشعب السوري "منال الشيخ امين" مقالا خاصا بـوكالة تسنيم الدولية للانباء تطرقت فيه الى تداعيات قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وموقف المسؤولين الايرانيين تجاه هذا القرار.

وجاء في المقال؛ نرجع قليلاً للخلف حتى نستطيع التدرج في المقال و استيعابه بالشكل اللازم، بعد تأسيس الكيان الإسرائيلي عارضت الولايات المتحدة إعلان إسرائيل القدس عاصمتها في عام  1949 وعارضت خطة الأردن لجعل القدس عاصمة ثانية أعلنت في عام 1950.

كما عارضت الولايات المتحدة ضم إسرائيل للقدس الشرقية بعد حرب 1967.، وقد اقترحت الولايات المتحدة أن يكون مستقبل القدس موضوع تسوية تفاوضية.

وقد حافظت الإدارات اللاحقة على نفس السياسة التي مفادها أن مستقبل القدس لن يكون موضوع إجراءات أحادية الجانب يمكن أن تضرّ بالمفاوضات، مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

في عام 1995، أصدر الكونغرس قانون سفارة القدس الذي أعلن بيان السياسة بأنه «ينبغي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب،كما نصّ مشروع القانون على أن السفارة الامريكية يجب أن تنتقل إلى القدس خلال خمس سنوات، ومنذ ذلك الحين، وقع كلُّ رئيس أمريكي تنازلاً لمدة ستة أشهر، ممّا أدّى إلى تأخير هذه الخطوة.

وفي 6 ديسمبر 2017، اعترفت إدارة الرئيس دونالد ترامبرسميًّا بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأضاف ترامب أنّ وزارة الخارجية الأمريكية ستبدأ عملية بناء سفارة أمريكية جديدة فى القدس.

الخلاف على القدس كعاصمة لإسرائيل

ضغطت "إسرائيل" منذ فترة طويلة على الدول لنقل سفاراتها إلى القدس؛ في حين يعتبر الفلسطينيون وكثيرون من المجتمع الدولي القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية في المستقبل.

الولايات المتحدة هي من ضمن الدول التي ناقشت موضوع نقل سفارتها إلى القدس منذ زمن طويل وقبل أكثر من عشرين سنة. فسنّت هذه الدولة قانونًا في عام 1995 ينصّ على نقل سفارتها، بيد أنه منذ ذلك الحين وقّع كل رئيس أمريكي تنازلاً لمدة ستة أشهر يؤخر هذه الخطوة، مشيرين إلى مخاوف بشأن الأمن القومي.

خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، كانت إحدى وعود حملة ترامب هى نقل السفارة الامريكية فى "اسرائيل" من تل أبيب الى القدس التي وصفها بأنها «العاصمة الابدية للشعب اليهودي».

وفي 1 يونيو2017، وقّع ترامب تنازلًا عن قانون سفارة القدس، مما أدّى إلى تأخير نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لمدة ستة أشهر أخرى. وقال البيت الأبيض أن هذا سيساعدُهم على التفاوض على اتّفاق بين "إسرائيل" وفلسطين وأنّ الخطوة الموعودة ستأتي فى وقت لاحق.

بيان الرئيس ترامب عن القدس، 6 ديسمبر 2017

في 6 ديسمبر 2017 اعترف الرئيس ترامب رسميا القدس عاصمة لإسرائيل، وذكر أن السفارة الأمريكية سيتم نقلها من تل أبيب إلى القدس. وقد شكّل هذا تحوّلًا بعيدًا عن ما يقرب من سبعة عقود من الحياد الأمريكي في هذا الشأن. ولم يُشر دونالد ترامب في بيانه إلى القدس الشرقيةعاصمة دولة فلسطينية في المستقبل إلا أنه قال إن اعتراف الولايات المتحدة لم يحلّ النزاع حول حدود العاصمة الاسرائيلية. وأعلن الرئيس ترامب صراحة تأييده للحفاظ على الوضع القائم في المواقع المقدسة داخل البلدة القديمة.

وعقب إعلان ترامب أصدرت السفارات الأمريكية في تركيا والأردن وألمانيا وبريطانيا تنبيهات أمنية للامريكيين المسافرين أو الذين يعيشون فى الخارج فى تلك الدول. كما تصدر الولايات المتحدة تحذيرًا عاما للأمريكيين بالخارج حول احتمال حدوث احتجاجات عنيفة.

وقد فرضت القنصلية الأمريكية في القدس قيودًا على سفر موظفي الحكومة إلى البلدة القديمة في القدس. وقد حظرت السفارة الامريكية فى الأردن الموظفين من مغادرة العاصمة وأبلغ أطفال موظفي السفارة بعدم الخروج من منازلهم إلى المدرسة.

تصريحات وزارة الخارجية

وأوضح وزير الخارجية (الامريكي) ريكس تيلرسون في وقت لاحق أن "بيان الرئيس لم يشر إلى أي وضع نهائي للقدس وكان واضحا جدا فإن الوضع النهائي، بما في ذلك الحدود، سيترك للطرفين للتفاوض واتخاذ قرار".

وقال مسؤولو وزارة الخارجية الامريكية في 8 ديسمبر أنه لن تكون هناك أي تغييرات عملية فورية فى كيفية تعامل الولايات المتحدة مع القدس. وهذا يشمل سياسة الولايات المتحدة بعدم إدراج بلد في جوازات سفر المواطنين المولودين في القدس. وفي 8 ديسمبر، قال مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد «لم يحدث أي تغيير في سياستنا فيما يتعلق بالممارسة القنصلية أو إصدار جوازات السفر في هذا الوقت».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت ردًّا على سؤال حول ماهية الحائط الغربي في البلاد "نحن لا نتخذ أي موقف على الحدود العامة، ونحن نعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل".

ما هي مصلحة الولايات المتحدة من نقل السفارة؟

التأثيرات السلبية المنتظرة من وراء مثل هذا الإعلان على الأمن القومي الأمريكي لا يمكن أن تعد ولا أن تحصى، ولعل أبرزها استعداء الشعوب العربية والإسلامية عبر العالم والقضاء على ما يسمى حل الدولتين واجهاض ما يسمى بمحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية وتشجيع التطرف وغير ذلك كثير. لكن السؤال الذي يبقى هو: لماذا إذن تصر الولايات المتحدة الأمريكية على الاعتراف بالقدس عاصمة "لإسرائيل" ونقل سفارتها إليها وما هي مصالحها الكبرى من وراء ذلك؟

بالتدقيق لا اجد اي مصلحة للامريكان بنقل السفارة بل على العكس من ذلك، الا انني ارى بوضوح تنفيذ ترامب لمخططات اللوبي الصهيوني على حساب المصالح الامريكية التي ستتضرر على الارجح ضررا بالغا في الايام القادمة و الرهان على شعوب المنطقة التي ستضغط بدورها على الحكام و تحرجهم .

موقف ايران من القرار

شجب زعماء إيران القرار الذي أعلنه ترامب بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. ودعم القضية الفلسطينية ومعارضة إسرائيل كان دوما جزءا مهما من السياسة الخارجية منذ الثورة الإسلامية في إيران عام1979.

قائد الثورة الاسلامية في ايران الامام علي الخامنئي قال إن نية الولايات المتحدة إعلان القدس عاصمة لإسرائيل علامة على عجزها وفشلها.

وأضاف، -أمام مسؤولين إيرانيين وإقليميين كبار وشخصيات دينية في مؤتمر بطهران- "هذا الإعلان ناتج عن عجزهم وضعفهم.. فأيديهم مكبلة فيما يخص القضية الفلسطينية وليس بإمكانهم التقدم باتجاه أهدافهم".

وتابع، ان الانتصار سيكون من نصيب الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية بتحريرفلسطين.

بينما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن القدس تخص الإسلام والمسلمين والفلسطينيين، ولا مكان لمغامرات جديدة يقوم بها طغاة عالميون.

من جانبه وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الإعلان الأميركي المتوقع اليوم الأربعاء بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه "مؤامرة كبرى" ودعا جميع المسلمين حول العالم إلى "أن يهبوا ضد هذه المؤامرة".

حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية قال إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بمثابة اللعب بالنار الذي لن يتحمله ترامب وسيحترق به نتنياهو.

وأضاف عبد اللهيان أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس سيؤدي إلى اشتعال نيران انتفاضة المسجد الأقصى من جديد.

وتابع الدبلوماسي الإيراني أن القدس هي القبلة الأولى للمسلمين وقضية فلسطين لن تحل إلا بإنهاء الاحتلال غير الشرعي، مشيرا إلى أن طهران ترفض مسألة حل الدولتين بشكل كامل لأن أرض فلسطين التاريخية ملك للشعب الفلسطيني فقط.

وأعرب عبد اللهيان عن دعم إيران بقوة للمقاومة الفلسطينية ووحدة جميع فصائلها.

وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، قال إن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، سيعجل بدمار تل أبيب.

ونقلت وسائل الإعلام عن حاتمى قوله: إن الخطوة التى اتخذها ترامب "ستعجل بدمار النظام الصهيونى وستعزز من وحدةالمسلمين".

والى ذلك، أكد رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الجنرال محمد باقري، أن "الخطوة الحمقاء" التى اتخذها ترامب قد تكون بداية انتفاضة فلسطينية جديدة.

كما اتصل من اللواء سليماني باقطاب المقاومة الفلسطينية معلنا وقوف ايران جيشا و شعبا لجانب ابطال المقاومة الفلسطينية .

وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية، اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وفقا لما جاء في بيان نشرته وزارة الخارجية الإيرانية: "ندين وبشدة نية الولايات المتحدة نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي".

وأضافت أن الأقصى جزء لا يتجزأ من القدس، وكذلك القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين، وأن هذا المكان المقدس أحد أهم الأماكن المقدسة الثلاثة لدى المسلمين.

واعتبرت الخارجية الإيرانية في بيانها أنه "لا يحق لأي جهة التصرف بالقدس وترحيل سكانها إلى مناطق أخرى وتهويد هذه المدينة"، مؤكدة أن أحد أهم أسباب عدم الاستقرار في المنطقة هو استمرار احتلال مدينة القدس.

الموقف السوري

أدانت الحكومة السورية عزم الإدارة الأمريكية اتخاذ هذه الخطوة، مؤكدة أن ترامب وحلفاءه في المنطقة يتحملون مسؤولية التداعيات الخطيرة التي ستنجم عن هذا القرار. وقال مكتب الرئيس بشار الأسد أن "مستقبل القدس لا تحدّده دولة أو رئيس بل يحدّده تاريخها وإرادة وعزم الأوفياء للقضية الفلسطينية".

الخاتمة

شاهدنا على الشاشات التظاهرات الكبيرة و الضخمة في معظم دول العالم و السمة الطاغية على المتظاهرين سمة الشباب و هذا يدل على وجود امل في هذا الجيل لاعادة المقاومة الى وجهتها الحقة و توجيه البندقية الى فلسطين المغتصبة من قبل كيان ارهابي غاصب.

* عضو في مجلس الشعب السوري

/انتهى/