ناشط بحريني لـ"تسنيم": المحاكم العسكرية ستفشل في ثني عزيمة الشعب البحريني

طهران / تسنيم // اكد الناشط البحريني عبد الإله الماحوزي، على ان المحاكم العسكرية البحرينية ستفشل في ثني عزيمة الشعب البحريني؛ منوها الى ان اصدار احكام بإلاعدام لـ 6 من ابناء الشعب البحريني ينفي صدق الشائعات حول الانفراج في المناخ السياسي داخل البلاد.

وفي تصريح لـ مراسل وكالة تسنيم الدولية للانباء، حول محاكمة الشعب البحريني في المحاكم العسكرية بدلاً عن المحاكم المدينة، قال الناشط البحريني عبد الإله الماحوزي : لقد حاول النظام منذ 2011 وحتى الآن تركيع الشعب باستخدام شتى الوسائل؛ منها الاعتقال، والسجن، والتعذيب، وسحب الجنسية، والترهيب.

وأضاف، "في هذا السياق وبعد أن فشلت كل الوسائل لجأ النظام إلى أسلوب آخر، تمثل في استخدام المحاكم العسكرية من اجل تغليب الاحكام والتحكم بها وجعلها سريعة ومغلبة، وفيها نسبة كبيرة من الاعدامات؛ مبينا بقوله، "فبالتالي تأتي هذه الخطوة في سياق الترهيب وتخويف الناس، لكن النظام سيفشل حتما في هذا الاسلوب؛ وكما فشلت كافة الوسائل السابقة في إخضاع ارادة الشعب البحريني ستفشل هذه المحاكم العسكرية في تحقيق هدفها الذي تسعى لثني عزيمة الشعب".

وعن اصدار حكم اعدام ستة من مواطنين الشعب البحريني بتهمة محاولة اغتيال قائد جيش البحرين، نوه الناشط البحريني الى ان هناك عنوان عام هو محاولة إلصاق ايران في كل تهمة من تهم الداخل، حيث تستخدم إيران وكأنها شمّاعة يعلق عليها النظام فشله الذريع في تحقيق مطالب الشعب البحريني.

النظام البحريني يلفق التهم للحصول على مكاسب سياسية

وأضاف، الشعب البحريني يؤكد أنه لا يوجد أي صلات مع دول خارجية مثل الجمهورية الإسلامية، وهذه المخططات عبارة عن مخططات مُفتعلة ومسرحيات حزينة، المخرج لها هو النظام وهو كاتب السيناريو ويلفق التهم للحصول على مكاسب سياسية.

وتابع، بما يتعلق بتفاصيل هذه القضية أعتقد أنّها قضية جداً مهمة، اولاً افراد هذه القضية بعضهم متواجد خارج البحرين والجزء الآخر داخل البحرين، ومن ضمن الأفراد المتواجدين داخل البحرين "الشهيد محمد كاظم زين الدين"، وهو من الاشخاص الذين ارتقوا شهداء على أبواب سماحة الشيخ آية الله عيسى قاسم، يعني بفترة قبل الهجوم على قرية الشيخ، وبالتالي أراد النظام زج هذا الاسم لتبييض ساحته من عملية قتل الشهيد، وبالتالي تم زج أسمه في هذه المسرحية، وثانياً زج النظام اسم السيد علوي علوي أيضاً هو المرافق الشخصي لسماحة الشيخ عيسى قاسم، وأراد النظام أن ينتقم من سماحة الشيخ باعتقال الملازم له وتلفيق التهم ضده، ليعطي رسالة إلى سماحة الشيخ ورسالة إلى العالم بأن ( الشيخ عيسى قاسم ) الذي يدّعي رجل السلام والإصلاح إنما هو رجل قتل وارهاب واغتيالات.

وأردف قائلا، لقد  اعتقل النظام ايضاً بعض الاشخاص الذين كانوا أعضاء في "جمعية الوفاق" حيث كانوا يعملون في الجانب الحقوقي، كالمعتقل محمد المتغوي وهو الان محكوم بالإعدام، حيث هذا الرجل كان يعمل بالمجال الحقوقي في جمعية الوفاق، وأيضاً تم اعتقاله وتلفيق له هذه التهمة.

ولفت الناشط البحريني الى ان الرسالة السياسية من وراء ذلك أن جمعية الوفاق كونها جمعية سياسية تهدف إلى تحقيق المطالب بالطرق السلمية، يحاول النظام بهذا الفعل أن يوصل رسالة أن هذه الجمعية ليست جمعية سياسية، وانما هي جمعية قتل واغتيالات وجمعية ارهابية واعضائها ارهابيون، ويزعم النظام أن هذه الجمعية لا تلتزم الطرق السلمية لتحقيق أهدافها، وأراد النظام أن يحبك مسرحية عبر استهداف مجموعة من الافراد؛ كل فرد ينتمي إلى مجموعة معينة، ويحمل دلالة معينة، لكي يوصلوا للعالم مجموعة من الرسائل الباطلة.

حكم إعدام 6 من ابناؤ الشعب البحريني ينفي صدق الشائعات حول الانفراج في الجو السياسي داخل البحرين

وتابع الماحوزي قائلا، ان الرسالة الاخيرة الذي يحاول النظام إيصالها هي أن الموت والاعدام جزاء تيار المطالبين بالديمقراطية في البحرين، وأن كل من يطالب بهذا التحول الديمقراطي في البحرين يمكن أن يكون في طرفة عين مصيره الاعدام كهؤلاء الشباب.

وأوضح ان لهذا الحكم تبعات ومن ضمن هذه التبعات هو إبعاد الحل السياسي في القريب على الأفق، لأن هناك شائعة في هذه الايام انطلقت من احد المقربين من النظام في أن "هناك سيكون انفراجاً في الجو السياسي في البحرين تحت حكم الملك حمد"، واليوم يصدر حكم بإعدام 6 من ابناء الشعب البحريني؛ هذا القرار ينفي صدق مثل هذه الشائعات، ويفند القرار هكذا شائعات.

وأضاف : الأمر الاخر، هو ان هذا القرار يجعل القضاء والعدالة في البحرين في مهب الريح، حيث ان بهذه الدماء لا يمكن الحديث عن عدالة أو محاكمة عادلة تحدث في البحرين، ولا حتى يمكن الحديث عن المحاكم العسكرية، فإن كل هؤلاء المعتقلين هم أصحاب رأي، وكما هو معروف بالقانون الدولي والاعراف الدولية، أن معتقل الرأي يجب الإفراج عنه فوراً، ولا يحاكم في محاكم عسكرية ولا في محاكم مدنية، واريد ان اقولها صراحةً إن المسؤول القانوني والاخلاقي عن إصدار مثل هذه الأحكام هو ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

الاحكام مُعلبة وسياسية بامتياز

وأكد عبد الإله الماحوزي ان الاحكام مُعلبة وسياسية بامتياز؛ مبينا ان النظام لن يسمح للسجناء بتوكيل محامي، أو حتى لقاء أهاليهم، حتى في داخل المحكمة هؤلاء المظلومون تم إخفاؤهم قصرياً لأكثر من سنة كاملة وتم تعصيب أيديهم لأكثر من ستة أشهر، و وضعهم بزنزانات فردية لفترة طويلة، وتم تعريضهم لتعذيب فاحش بمختلف الطرق والاساليب للحصول على اعترافات منهم تحت التعذيب، والمحكمة أخفت التقرير الطبي والشرعي الذي أثبت مدى التعذيب الذي تمت ممارسته على أجساد هؤلاء المعتقلين، والقاضي لم يحقق بهذا الموضوع لأنه كان قد تم إخفاء التقرير والحقيق، وغير ذلك فإن هذه المحاكم تفتقر إلى كل معايير المحاكمات العادلة في العالم، فضلاً عن بطلانها من أساسها.

واردف، إن ملك البحرين ذهب إلى مثل هذه المحاكم لتشريع الاحكام واعطائها صفة الشرعية، فإن هؤلاء المعتقلين معروفون في اوساط المجتمع البحريني، وانهم بعيدون كل البعد عن مثل هذه الاتهامات وعمليات الاغتيال الملفقة، لذلك يجب أن نقول بشكل واضح، ان من يحاكم اليوم هو قائد قوى دفاع البحرين، لأن هذا الرجل يتورط في قضية قتل عام 2011 كقضية "الشهيد بوحميدي" الذي أصيب برصاص في رأسه، وقضية "الشهيدة بهية العرابي" التي أصيبت برصاص قوات الجيش البحريني، ومن هذه الانتهاكات مثل فض اعتصام دوار اللؤلؤة بالقوة، الذي أدى الى سقوط الشهداء والجرحى، وبالتالي قائد قوات دفاع البحرين هو رجل متورط بقضايا قتل وقضايا اعتداء على سلامة المواطنين البحرين الأبرياء، هو من يجب أن يُحاكم.

وضع الشيخ عيسى خطر ويحتاج إلى معاينة

وعن الوضع الصحي للشيخ عيسى قاسم بعد العملية، وحول محاولة تطبيع العلاقات بين الصهاينة وآل خليفة، على سبيل المثال حضور الوفد البحراني في الاراضي المحتلة، قال، بما يتعلق بالوضع الصحي للشيخ قاسم فإنه يقبع الآن تحت الإقامة القصرية، واليوم يكمل حوالي سنتين وأربعة عشر يوم تحت الإقامة الجبرية، والقرية التي يقطن بها الشيخ تُكمل حوالي خمسمئة وخمسين يوم من الحصار، وبالتالي كون فضيلته تحت الإقامة الجبرية، أي أن الطبيب المختص بمعاينة الشيخ لا يستطيع الوصول للشيخ لمعاينته، وهذا ما ادى لتدهور وضعه الصحي، وهذا ايضا ما يجعلنا لا نعرف وضعه الصحي بالتفصيل، كما يمنع أي من أبناء الشعب البحريني من زيارة الشيخ، وهذا الحصار يحول دون معرفة وضعه الصحي بدقة، ولكن وضعه خطر لأنه في سن متقدم ويحتاج إلى الرعاية الصحية.

الوفد البحريني الذي ذهب إلى الكيان الصهيوني يعكس إرادة الحكومة

وقال الناشط البحريني، بما يتعلق بمسألة التطبيع مع الصهاينة فمن الواضح أن هناك إرادة حكومية وهناك إرادة شعبية، الإرادة الحكومية دائماً هي معاكسة للإرادة الشعبية، وكما يعلم الجميع أن ثورة الرابع عشر من فبراير عام2011 ، انطلقت لتطالب أن تصبح الحكومة في البحرين تعكس الارادة الشعبية، وأن تعبر عن ارادة الشعب البحريني، لا أن تعبر عن إرادة أفراد الحكومة أو عن إرادة آل سعود، أو عن ارادة العائلة الحاكمة آل خليفة أو الامريكان. بل يجب أنّ تعبر الحكومة عن ارادة وضمير الشعب البحريني.

وتابع، ولأن المشكلة ما زالت قائمة فإن هذا الوفد الذي ذهب إلى الكيان الصهيوني الذي يحاول تطبيع العلاقات مع الصهاينة، ويعكس إرادة الحكومة، وإرادة الملك الذي هي عبارة عن أداة لإرادة النظام السعودي والامريكي، الذي يريد التطبيع والتقرب من هذا الكيان الغاصب، ويريد هذا الوفد أن يوصل رسالة  أن الشعب الشيعي في البحرين يعيش بسلام وأمان، وأنهم يريدون أيضاً التطبيع مع الكيان الصهيوني، وليس الوفد أكثر من دعاية  ومسرحية إعلامية يريد النظام أن يظهر بها؛ ولكن انتفض الشعب البحريني بكل أبنائه من السنة والشيعة، بوجه هذه الخطوة البشعة والوجه القبيح لهذا النظام الذي يسترخص ويستخف بالقضية المركزية والاساسية للإسلام والمسلمين والعرب.

ونوه الماحوزي الى انه وصل الأمر بوقاحة هذا النظام إلى أن يقوم وزير الخارجية البحريني بتغريده على تويتر، ويقول أنه لا يجب الاصطدام مع أمريكا بقضة جانبية كالقدس، ويعلن من خلال هذا الكلام أن القدس بالنسبة إليه عبارة عن قضية جانبية وثانوية، لا تستحق العناء والاعتراض، وانما الشعب البحريني يؤكد أن قضية القدس القضية المركزية والقضية الاولى، واهم القضايا في داخل البحرين، ونحن انطلقنا في البحرين نطالب أن يكون لدينا حكم يجعل من القدس قضيته الاولى وليس قضية ثانوية.

/انتهى/