استاذ جامعي عراقي لـ"تسنيم": فيلق القدس والحرس الثوري هما العصا التي دخلت في عجلة المخطط الأمريكي وعطلته

طهران / تسنيم // أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية ببغداد عزيز الشيال، ان فيلق القدس والحرس الثوري هما العصا التي دخلت في عجلة المخطط الأمريكي وعطلته، قائلا، ان حقيقة العلاقة مع ايران تصب في مصلحة العراق.

وحيا أستاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية عزيز الشيال في حوار خاص مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس حرس الثورة الاسلامية من قبل الامام الخميني (رض)، حرس الثورة الاسلامية والامام الخميني (رض)، قائلا، "ان الحرس الثوري والسيد قاسم سليماني بذل جهودا كثيرة خدمة للشعب العراقي من خلال تنقلاته بين السليمانية وبغداد واربيل، هذا لا يمكن لأحد ان ينساه، ولا ننسى دوره في مسألة ضبط الحدود الايرانية العراقية ومساعدة العراقيين على فرض هيمنة الدولة على المنافذ الحدودية من خلال التنسيق العالي المستوى بين الطرفين، ولا ننسى التنسيق العالي المستوى بين العراق وايران وروسيا وسوريا من خلال مكتب التنسيق الذي كان للسيد سليماني له دور كبير في ذلك حيث تم انشاء هذا المجلس التنسيقي الاستخباراتي لغرض تبادل المعلومات وكانت نتيجة كبيرة جداً لهذه الاطراف".

ايران حريصة جداً على أن يبقى العراق موحداً

ونوّه أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية إلى ان ايران ليس من مصلحتها أن يتجزأ العراق، لذلك هي حريصة جداً على أن يبقى العراق موحداً، كما ينبغي على القيادة العراقية أن تحافظ على بلدها، ومن هنا فإن الجار و الآخرين الذين يتبنون مسألة وحدة العراق يجب أن يبذلوا جهوداً مضاعفة، لأن المصلحة الآن تلاقت بشكل كبير عند هذا الأمر.

وأضاف، أن الأخوة في الحرس الثوري، كانوا مثابرين على وحدة العراق وأدوا أدواراً متميزة جدا، وليس بمعنى انهم حشدوا قوات لكي تقوم بغزو اقليم كردستان او منطقة أخرى، ولكن من خلال العمل الهادئ والدبلوماسي وايضاً استخدام الاقناع كوسيلة للوصول إلى حلول.

ورأى أن الحلول القادمة على العراق سيكون لإيران فيها دور كبير، والتأثير الإيراني الذي سبق هذه الفترة هو تأثير ايجابي كبير جداً على مستوى العلاقات بين العراقيين.

الإخوة في فيلق القدس لم يتوانوا لحظة من أن يقدموا مساعدة لإخوتهم العراقيين

وحول الخدمات التي قدمها فيلق القدس للعراق والتي جائت بطلب رسمي من قبل الحكومة الشرعية في هذا البلد من أجل محاربة الارهاب والمحاولات السعودية والامريكية لتشويه صورة الحرس الثوري وفيلق القدس وقائده الجنرال قاسم سليماني، قال الشيال،" ان الحرس الثوري هو مؤسسة عسكرية وهذه المؤسسة لها مهمات داخلية وخارجية حسب رؤية القيادة الإيرانية، و فيلق القدس هو جزء من هذه المنظومة العسكرية، وقدمت خدمات جلّية في الخارج كما هي في الداخل، ولكن برزت بشكل كبير جداً هذه المؤسسة من خلال أدائها الجيد وتحديداً الإدارة المُشرِفة على هذا الفصيل من فصائل الحرس الثوري الإيراني".

واضاف، ان الإخوة في فيلق القدس لم يتوانوا لحظة في مساعدة إخوتهم العراقيين خلال المحنة التي تعرضوا إليها بعد اجتياح داعش، وتبين فيما بعد أن داعش ليس هو إلا تنظيم مُصطنع من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

الادارة الأمريكية قلقة من ايران الدولة المهمة والمتقدمة

وتابع، "الأمريكان لديهم استراتيجية واضحة وهي أولاً، تفكيك المنطقة، ثانياً عزل ايران، ثالثا جعل العراق ميدان للصراع الايراني الأمريكي، ورابعاً يريد الأمريكان استمالة العراق إلى جانبهم وإلى جانب حلفائهم لكي يكون العراق نداً وخطاً معادياً لإيران.

واردف قائلا، (الأمريكييون) غذوا نزعة لدى مكون من الشعب العراقي وهو المكون السني، بأن عدوهم الحقيقي هو إيران وتحديداً فيلق القدس، وبذلك أرادوا أن يمحوا التضحيات التي قدمها هذا الفصيل من الحرس الثوري في العراق سواء من خلال الشهداء الذين قدموهم و من خلال الإسناد اللوجستي ولا سيما في وقت كان العراق بأمس الحاجة إلى بندقية.

ورأى ان نتيجة التخطيط الذي اتبعته قيادة فيلق القدس في تحديد الاحتياجات السريعة والآنية للعراق حين ما هجم الارهاب عليه، أدى إلى أن تفتح مخازن الأسلحة الايرانية لكي تقوم بتسليح العراقيين سواء كانوا من منظمة عسكرية أو في الحشد الشعبي.

وأضاف، لا يريد الأمريكان أن تنشأ في المنطقة تحالفات ممكن ان تؤذي الاستراتيجية الأمريكية، بل تريد أن تجعل الكيان الصهيوني سيد المنطقة، لذلك يحاولون إبعاد قوى المنطقة عن توحيد جهودها باتجاه العدو الحقيقي ألا وهو اسرائيل.

وتابع، بدأت الادارة الأمريكية تقلق من أن هناك دولة مهمة ومتقدمة ولديها صناعات عسكرية متطورة، ولديها أيضاً مخططين عسكريين ممتازين، خبرتهم من سنوات الحرب العراقية الإيرانية، وايضاً كذلك التدريب الذي تلقوه بعد الحرب، هؤلاء (الأمريكيين) يروا أن فيلق القدس والحرس الثوري هما المعضلة الرئيسية، أو العصا التي دخلت في عجلة المخطط الأمريكي في المنطقة، وأعاقتها عن التقدم أولاً في احتلال العراق، ومن ثم في جعل العراق حليفاً للأمريكيين".

وأضاف، "لهذا الأمر لا بد ان يكون هناك شيء أكبر من ذلك، وكان هذا الشي تمدد داعش حتى وصلت إلى حدود بغداد، في الوقت الذي عجز العراقيين (امام تمدد داعش) ولا أقول يأسوا، بل عجزوا لأن الصدمة كانت مذهلة كذلك تخاذل بعض القيادات العسكرية العراقية، الأمر الذي أدى إلى تمدد هذه المنظمة الارهابية، وربما كان محتمل أن تجتاح العراق كله وتأتي إلى دول الجوار".

وبشأن الاسباب التي تقف وراء تقديم فيلق القدس الدعم للشعب العراقي، قال "إن فيلق القدس تحرك بدافعين، الدافع الأول هو نصرةً لأشقائهم في العراق، والدافع الثاني، هو المحافظة على الأمن القومي الايراني، وهذا من حقهم، هم لا يريدوا ان تنتقل المعركة إلى أراضيهم، ولذلك ساعدوا العراقيين بهذا الاتجاه، وهذا شيء ممتاز جداً أن دولة تخطط لحفظ أمنها من الخطر القادم من الخارج، بدلاً من أن يصل البلاء إلى داخلها وربما تتفاقم الأوضاع وتصبح تهديداً للعالم كله".

و عن اسباب افتعال الأزمات في المنطقة من قبل أمريكا وحلفائها بهدف اضعاف محور المقاومة خدمة للمشروع الصهيوني قال: إن العقيدة والقيادة الايرانية بشكل عام وكذلك التوجهات الشعبية والعمق المجتمعي الايراني كله مناهض للكيان الصهيوني، ومن هنا بدأوا بتجميع ذيولهم بالمنطقة من خلال الامارات والسعودية وباقي الدول الخليجية اذا ما استثنينا الكويت إلى حدٍ ما وعمان ايضاً، لذلك افتعلوا حرب اليمن والعراق و سوريا.

ايران قدمت للعراق ما من شأنه تعزيز ارادة المقاومة في المنطقة و الارادة الشعبية في العراق

وعن آمال الشعوب في المنطقة ومن بينها الشعب العراقي التي بنيت بناءً على ما قدمه فيلق القدس والحرس الثوري له، قال، هناك محور في المنطقة، محور ممانعة للمخطط الامريكي، ومحور أخر يستسلم لهذا المخطط، ويكون جزء منه، مضيفاً، ان الاخوة في ايران قدموا للعراق ما من شأنه تعزيز ارادة المقاومة في المنطقة و الارادة الشعبية في العراق التي لا ترغب بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وترفض التواجد الامريكي وغير الامريكي على اراضيها.

واضاف، تجري الان محاولات عديدة في داخل العراق ومن خارج العراق، وهذه المحاولات كلها تهدف إلى تخريب العلاقة بين ايران والعراق، والمادة التي يستخدمونها هو موضوع فيلق القدس، واشاعة أن هذا الفيلق قادر على تنصيب هذا السياسي ومنح ذلك المنصب الحكومي لمن يشاء (في العراق)، وكأن الشعب العراقي مطية يركبها من يشأ، هذه فيها اهانة للشعب العراقي قبل أن تكون هي محاولة لذرع الخلافات بين إيران والعراق، الشعب العراقي شعب حُر يختار أصدقائه وفقاً لمصلحته كما ان الاصدقاء يقتربون من العراق وفقاً لمصالحهم، وهذا في الحقيقة واجب شرعي على العراقيين وعلى الايرانيين، ويجب ان يتعاونوا، لأنه هناك مصلحة مشتركة للطرفين والعراقي استفاد من العلاقة مع إيران بشكل كبير جداً، اذا لماذا نعادي ايران؟!.

وتابع، يحاول الاخرون أن يفبركوا الاحداث وان يختلقوا بعض القضايا، فانا اسمع الكثير من الناس الذين هم يعارضون التعاون والعلاقة مع ايران، "هل العلاقة مع ايران تصب في مصلحة العراق أم لا؟". هذا هو السؤال المركزي، وهنا تجد هؤلاء يفتشون عن اشياء ويفبركون احداث كلها تقع في مجالات الافتراضات وليس في مجال الحقيقة الموضوعية".

ليس هناك رغبة ايرانية لفرض ارادتها على العراقيين

واكد ان حقيقة العلاقة مع ايران تصب في مصلحة العراق، قائلا، ان مصلحتنا تتطلب التوافق وتنسيق العلاقات مع ايران، وذلك للأسباب التي ذُكرت واضافةً لذلك أن بين العراق وايران 1300 كلم حدود، كيف يمكن أن نسمح لأنفسنا أن ندع على هذه الحدود الطويلة عدو، وهم يريدوا ان يجعلوا من ايران عدو، وهل نحن مستسلمين لهذا المخطط؟!، ومن يمكن ان يستفاد من هذا المخطط سواء الامريكان؟، هم يريدوا ان يجعلوا من العراق ذيلاً لهم كما السعودية وباقي دول المنطقة، وان يكون العراق بنفس الوقت هادماً لهذه المصالح، بينما ايران لا تريد أن تهدمها، لان مفهوم الامر لا يتناسب مع نفسية العراقيين، ولا هناك رغبة ايرانية ان تفرض ارادتها على العراقيين، لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية الواقعية.

فيلق القدس مدرب بشكل جيد وعالي المستوى وقدم خدمات كبيرة في حروب الصحراء

ونوه الى ان مصادقة ايران افضل من مصلحة العراق لمعاداته، اذاً لنستفيد من هذه الامكانات والقدرات، يجب أن لا ننسى أن المجاهدين في الحشد الشعبي، استفادوا كثيراً من خبرة فيلق القدس، سواء كان في التجهيز والتسليح والتدرب، وانا قلت أن هؤلاء مُدربين بشكل جيد وعالي المستوى، لذلك قدموا خدمات كبيرة وخاصة في حروب الصحراء، والابقاء على ظهر القوات محمية عندما دخلت وحررت الموصل.

وفيما يخص بعض الجهات التي تحاول الترويج الى أن هنالك مخطط إيراني للتدخل في الشؤون الداخلية العراقية، اوضح الشيال أن "هذا السيناريو هو نوع من الافتراء والبهتان الذي سيعاقبهم الله عليه".

من مصلحة العراق أن تكون علاقاتها مع ايران

وعن حقيقة الشائعات التي يتم الترويج لها أن ايران تحتل اربعة عواصم عربية ومن بينها بغداد، تسائل قائلاً، " اذا كانت ايران تحتل بغداد لماذا لا نجد معاداة لإيران في الداخل (العراقي)؟ اذا كان في التواجد الايراني مشكلة اين هم عن الامريكان؟، اين هم عن البريطانيين؟، والفرنسيين؟. لماذا فقط تجاه خبراء ايران يتعاملوا على ان ايران محتلين والاخرين اصدقاء وحلفاء؟.

وأضاف، عندما توكل الامور الى منطق العقل والموضوعية، نجد أن من مصلحة العراق أن تكون علاقاتها مع ايران، واليوم الذي يمكن لأحد أثبات ان ايران تدخلت بالشأن السياسي في العراق، سأكون أول الواقفين ضد هذا التدخل، لكننا لا نستطيع أن نفترض أنهم يتدخلون أي لا استطيع ان أكذب الكذبة واصدقها، فهي لا تستقيم مع المنطق العلمي الذي يستوجب الموضوعية، وهذا كله يجري في الحقيقة من أجل بث الفرقة الطائفية لكي تبقى الحروب مستعرة".

الخوف من هؤلاء الذين يغذونا بالعداء لإيران، وخاصةً السعودية

وتابع متسائلاً، "هل اليمن حقاً محتل من قبل ايران؟!، هل ايران تحتل جنوب لبنان؟ على رغم العلاقات الجيدة مع الفصائل المقاومة في هذه المناطق، أو هل ايران تحتل سوريا؟ الأمريكان ايضاً محتلين في سوريا والاتراك متواجدين في بعشيقه في العراق والان يريدوا أن يتدخلوا في باقي مناطق العراق ويتوعدوا ويهددوا.

وأضاف، ان الخوف من هؤلاء الذين يغذونا بالعداء لإيران، وخاصةً السعودية وعدد من دول الخليج (الفارسي)، لننظر إلى مؤتمر القمة الأخير كان محاولة لحرف الاتجاهات لدول جامعة الدول العربية تجاه الذي يعادي ايران، ولم نرى احداً يسأل ما هي مصلحة العرب في معاداة ايران.

وتابع، اذا كان الموضوع هو دعم ايران لحركات التحرر على انه تدخل في الشأن الداخلي، لنسأل من الذي يتدخل في الشأن العربي، هل أرسلت إيران طائراتها لضرب الشعب اليمني الاعزل، اذا كان هناك من هو حريض على الشعب اليمني فليسأل نفسه لماذا الطائرات السعودية تقصف الشعب اليمني يومياً وعلى مدار 24 ساعة، هذا هو التدخل، وليس التدخل أن تساعد اشقائك واخوتك في الانتصار على تنظيم ارهابي يهدد امنهم، وتُعد هذا احتلال، وبالحقيقة هذه مهزلة، ولا اعرف كيف أجد العذر لهؤلاء، يبدو لي هنا أن الجهل سيد الموقف، وكذلك التبعية للأفكار الوهابية والأفكار التي تريد ان تزرع الفتنة بين البلاد".

وعن صحة كلام الاعلام وبعض الشخصيات حول ان فيلق القدس والسيد سليماني يفرض على الحكومة العراقية ماذا عليها ان تفعل او لا، قال،"ان هذا الكلام مئة بالمئة لا صحة له هذه مجردة كذبة كذبتها السعودية، وهل هذه المصادر الاعلامية التي تروج لهذا أليست تابعة لهذه الاطراف!، هل من جانب منصف يؤكد هذه المسألة؟!، إن فيلق القدس والسيد سليماني لم يتدخلوا، وغير مسموح لهم أن يتدخلوا بالشأن السياسي العراقي، وهذا الكلام يفهمه الايرانيون جيداً، والعراقيون تركز وعيهم على رفض أي تدخل سواء كان من قِبل أي طرف كان".

ايران وفرت الأمن الغذائي ومساعدات كثيرة يعجز اللسان عن وصفها

وحول تقديم فيلق القدس والحرس الثوري مئات الشهداء في العراق في سبيل محاربة الارهاب، في وقت لم تخسر أمريكا أي جندي في هذا المضمار قال، "العقل يحدثنا هكذا، والواقع يصدّق ما يذهب إليه العقل، أنا اتحاكم مع الواقع كالمثال الذي تم ذكره، وليس الموضوع فقط الدماء، لكن الدماء عزيزة وهي تقع في المقدمة، اذا ما كان الواقع يقول لنا بأن هذا قد ساعدك وأن مصلحتك الوطنية والقومية تتطلب أعلى درجات التنسيق والتحالف، حتى في خصوص التحالف

هل من المعقول ان اتحالف مع الولايات المتحدة الامريكية التي تبعد آلاف الكيلومترات ونعادي الجار، هل يتفق هذا مع منطق المصلحة.

 

وأضاف ان العلاقات العراقية الإيرانية هي ليس فقط في موضوع الانتصار على داعش والسلاح، بل هنالك العلاقات الاقتصادية المتطورة، الأمن الغذائي الذي أمّنته إيران، وايضاً مساعدات كثيرة يعجز اللسان عن وصفها، لذلك هؤلاء يرعبهم الاعداد المتدفقة والعلاقات الطيبة بين العراق وايران مئات الآلاف من الزوار الايرانيين يأتون ومئات الآلاف من العراقيين يذهبوا إلى إيران، هذه هي الفكرة التي دمرتهم، اذا ما أحصيتهم على مدار السنة نجد ان ربع الشعب الايراني يأتي إلى العراق، ونصف الشعب العراقي يذهب إلى ايران".

/انتهى/