يوم القدس العالمي أعادَ القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد

أحيت الشعوب العربية والإسلامية يوم امس الجمعة ذكرى "يوم القدس العالمي" الذي يُصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المُبارك من كلِّ عام.

خاص /تسنيم: مازالَ "يوم القدس العالمي" البوابة التي تقولُ فيها الشعوب العربية والإسلامية كلمتها بصوتٍ أعلى وأقوى، فإلى جانبِ مسيرات العودة المليونية التي خرجت في قطاعِ غزّة، هناكَ مواقفُ وأصواتٌ داعمةٌ لها، وجدت في هذا اليوم مناسبةً لتُعلنَ التأييد الكامل للقضية الفلسطينية والاستمرار بدعمها، كون "إسرائيل" تترقبُ بكلِّ أجهزتها تفاصيل إحياء هذهِ المناسبة في كلِّ أنحاء العالم العربي والإسلامي، وتحسبُ الحسابات للمدّةِ المتبقيةِ لها في المنطقة، فالغضبُ العربي الشعبي يتصاعد في وجهها، وهي تُدركُ مُتيقنةً مدى هشاشةِ موقفها.

وحولَ رمزيةِ "يوم القدس العالمي" الذي أطلقهُ المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله روح الله الموسوي الخميني قدس الله نفسه في الجمعةِ الأخيرة من شهرِ رمضان المُبارك، أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء حواراً خاصاً مع مسؤول المكتب السياسي في حزب الله العراقي السيّد "جاسم الجزائري".

"الجزائري" تطرَّقَ في بدايةِ حديثهِ إلى دور الشعوب العربية في طبيعة المواجهات، وهو الأمر الذي أدركهُ الاستعمار الحديث فحاولَ تكبيل إرادة هذهِ الشعوب بأنظمةٍ فاسدة وتابعة وعميلة تُحقق مصالح المشروع "الصهيو أمريكي" في المنطقة، وبالتالي حاولت تغييبها عن قضايا الأمة المهمة لاسيما القضية الفلسطينية التي تُعتبرُ القضية المركزية والأساسية بالنسبةِ للعالم العربي والإسلامي وقال الجزائري:

" إنَّ الشعوب العربية بشكل عام وشعبنا في الساحة العراقية الذي عانى سنوات طوال وعجاف من نظام الاستكبار الطاغوتي، باتوا اليوم أكثر وعياً وإدراكاً وفهماً لطبيعة المشروع الصهيوأمريكي، لذلكَ ماتشهده اليوم عواصم الدول العربية من إحياء يوم القدس العالمي، يأتي إيماناً منهم أنَّ القدس هي قضية عربية إسلامية، وهم العنصر المؤثر في تحريرها رغم هذهِ الأنظمة المستبدة، وبالتالي توجيه البوصلة نحو الهدف الأساس وهو إزالة الغدة السرطانية المُتمثلة بإسرائيل الجاثمة على عرب فلسطين والشعوب العربية والإسلامية."

وحولَ تأثير "يوم القدس العالمي" في الساحة العربية والإسلامية أكَّدَ "الجزائري" أنَّ المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله السيّد الإمام الخميني قدس الله سره، وبإطلاقهِ لهذا اليوم، فقد أعادَ القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، وأعطاها بعداً قوياً، في أن تكون حاضنتها الشعوب العربية والإسلامية، فكانت صرخة مدوية طيلة السنوات الأربعين الأخيرة وتابعَ قائلاً:

" إلى يومنا هذا تشهد الشعوب العربية والإسلامية مظاهراتٍ عارمة من أجل إحياء هذهِ القضية التي أُريدَ لها أن تُغيّب عن وعي الشعوب العربية والإسلامية، وأعتقد اليوم ونتيجة ردود الفعل التي نشهدها من أمريكا وإسرائيل وبعض الأنظمة المرتبطة بها عن يوم القدس ومن محاولات تشويهه، فهذا يُعتبر دلالة واضحة على تأثير هذا اليوم الذي تخرج فيه الجماهير، والتي تتطلع من خلال ممارستها لهذهِ الشعيرة التي باتت بحكم الشعائر الإسلامية، إلى توحيد الصف وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود وتحرير فلسطين والقدس قريباً إن شاء الله".

"الجزائري" وخلالَ حديثهِ أشار إلى أهمية أن تُمارس الشعوب العربية ضغوطاً على أنظمتها في وقتٍ لا يوجد مجال أن يكون أحداً أسيراً ومسلوب الإرادة، معرباً عن تفاؤلهِ بوعي الشعوب العربية الذي كشفَ مدى الحرج الشديد الذي تعيشهُ قوى الاستكبار، مؤكداً على دورها الكبير في إفشال المشروع "الصهيو أمريكي" وبالتالي في تحرير كامل فلسطين.

وفيما يتعلّقُ بالرسالة التي يحملها "يوم القدس العالمي"، أكَّدَ "الجزائري" أنَّهُ يُعبّر عن هم العالم الإسلامي بأسره، الذي يجبُ أن يكون أكثر وعياً وحرصاً ودراية بمخططات الأعداء التي تهدف إلى تغييب القضية الفلسطينية عن طريقِ إثارةِ الفتن بين مكونات الشعوب العربية والإسلامية وقال:

"يوم القدس هو رسالة إلى العالم الإسلامي أنَّ يكون أكثر وعياً وحرصاً ودرايةً بمخططات الأعداء، يوم القدس يعني يوم الوحدة الإسلامية نحو هدفٍ واحد وقضيةٍ واحدة، يوم القدس يعني أنَّ لهذهِ الأمة عدوٌّ واحد يجب أن تُوجَّهَ إليه كل الطاقات والإمكانات وألا ندخل في جوانب وزوايا أخرى يحاول من خلالها العدو النفاذ إلى الجسد الإسلامي، يجب أن نبتعد عن الخلافات والفروقات المذهبية والعقائدية، لذلك فإنَّ هذا اليوم يُعتبر جزء من مكونات العالم الإسلامي، ولا يوجد فيه ما يُعكّر الصف، إذ تعايشت هذهِ المذاهب طيلة القرون الماضية، ولكنها بدأت تدخل في أتون حربٍ طائفية عندما علمَ المشروع الصهيو أمريكي أنَّه لا يمكن لهذهِ الأمة أن تقوى إذا دخلت في مثل هذهِ القضايا والفتن، إذاً يوم القدس هو إيقاظ وتنبيه للوعي العربي والإسلامي والتنبيه إلى خطورة هذا العدو وأيضاً توجيه البوصلة نحو هدفٍ واحد منشود هو فلسطين التي تُعتبر القضية الأساسية والمحورية لهذهِ الأمة".

/انتهى/