زعرور لـ "تسنيم": سيادة سورية خط أحمر بالنسبة لطهران وأردوغان زج الجيش التركي بورطة

خاص / تسنيم || تكثفت اللقاءات مؤخراً بين الحكومة السورية وبين الأكراد في شمال البلاد بهدف إنجاز اتفاق يقضي بعودة مناطق نفوذهم إلى سيطرة الدولة السورية، بعد الخذلان الكردي من حليفته واشنطن.

هل باتت معركة الشمال قريبة جداً؟ أم أن الامور ستذهب إلى المفاوضات والمصالحات للحل السلمي؟ وكيف تتم قراءة كل المعلومات والمعطيات التي تقضي باتجاه القوات الكردية لتسليم الشمال والشرق والنفط للحكومة السورية؟.

الدكتور "ابراهيم زعرور" المحاضر في جامعة دمشق في حوار مع وكالة تسنيم الدولية علق على آخر التطورات في ملف الشمال السوري مؤكدا أن "قرار الدولة السورية كان واضحاً منذ بداية ظهور ما يسمى "قوات سورية الديمقراطية" التي تعتبر مجاميع مسلحة خرجت من وسط أهالينا الأكراد، هي جماعات سياسية تنتمي إلى أحزاب سياسية، تحت هذا المسمى أرادت أن تفعل ما فعلته، لكنها ذهبت بعيداً، فأساءت إلى المكون الكردي.

قرار الدولة السورية كان دائماً يقول إن سورية لا يمكن أن تخرق جغرافيتها ولا يمكن أن يخرق شعبها تحت أي مسمى، وتحت أي لون أو عرق أو مذهب.

من تسلّح أميركياً هو إرهابي..

يضيف الدكتور زعرور: "دخل إلى سورية 400 ألف مسلح، ما يعادل جيش كامل، كيف تعاملت سورية مع هذا الإرهاب؟، تعاملت معه بخطين متوازيين، المصالحات أو القتال. وبالتالي سورية لم تساوم أي جهة على موضوع السيادة، فهل يعقل أن تساوم مجموعة من الأشخاص لهم بعض المصالح هنا وبعض الارتباطات هناك، سواء مع أميركا أو مع العدو الصهيوني؟ هذا غير معقول وغير منطقي.

يؤكد الدكتور زعرور: "سورية لا تفاوض ما يسمى "قوات سورية الديمقراطية"، سورية تحاور أبناءها السوريين لتسوية أوضاعهم، هي لا تفاوض، لأن ما تطمح إليه هذه القوات غير قابل للتفاوض بالنسبة للدولة السورية".

واشنطن والغرب نجم هابط..

وحول دور واشنطن أكد الدكتور زعرور أن الولايات المتحدة الأميركية لا تمتلك مصداقية في سياستها عبر 70 عاماً، وهي تفشل اليوم وتتقهقر في بعض الأماكن، وهذا أمر طبيعي، مضيفاً: "نحن يجب أن نذكر بأن واشنطن والغرب هو نجم هابط، وروسيا والصين والجمهورية الاسلامية الإيرانية نجم صاعد في العلاقات الدولية والساحة السياسية، وهذا ظهر جلياً في الآونة الأخيرة، بعد الخيبات الأميركية والتراجع في السياسات. وبالمحصلة واشنطن ليس لديها أي خيارات سوى الانسحاب من الأراضي السورية، فهي محال أن تدخل في حرب مفتوحة مع سورية أو مع إيران.

أردوغان أمام مصير واحد..

وحول الدور التركي يؤكد الدكتور ابراهيم أن نظام أردوغان يهرب من الأزمة السياسية والاقتصادية الداخلية، مشيراً إلى أن الانقلاب المزعوم الذي قام به أسفر عن تسريح حوالي 350 ألف من رجال الجيش والإعلام والطب والاقتصاد والسياسة من خدمتهم.

وأضاف الدكتور زعرور أن هناك تعنت لدى نظام أردوغان من أجل تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج، تحت حجة الأمن القومي التركي وحماية الحدود التركية، والكل يعلم أن تركيا وسورية والعراق وإيران لن تقبل بأي حكم ذاتي كردي تحت أي مسمى، وهذه مسألة غير مرتبطة بحقوق الانسان كما يزعمون، وغير مرتبطة بأي معنى من المعاني التي تحاول المنظمات تسويقها.

وبالتالي أردوغان اليوم خسر إحدى أهم الورقات التي يعمل عليها، واليوم أمامه مصير واحد، أنه سوف يذهب إلى المحاكمة لأن أضر بمصالح الشعب التركي، مع سورية والعراق وأرمينيا والدول المحيطة، وهو اليوم يورط الجيش التركي في مساحات ليس له وليس من حقه التدخل فيها.

السيادة السورية خط أحمر بالنسبة لطهران..

وحول العلاقة بين أنقرة وطهران، وتمسك إيران بالسيادة السورية، أكد ابراهيم أن سياسة إيران ليست سياسة سرية، هي معلنة، وهناك علاقات استراتيجية بين سورية وإيران منذ قيام الثورة في ايران، وهما في خندق واحد اليوم، وبالتالي سياسة إيران هي سياسة مصالح مع تركيا عبر المصالح الاقتصادية وبعض المواقف السياسية التي تلتقي إيران فيها مع تركيا في بعض الاماكن.

يضيف الدكتور زعرور: "عندما كانت روسيا وإيران وتركيا هي دول ضامنة للاتفاق الثلاثي، البيان الأساسي للدول الضامنة كان للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتركيا وقّعت على هذا البيان، لذلك لا يوجد مجال للبحث حول اقتطاع شبر واحد من الأراضي السورية، تحت أي مسمى كان. لذا فالعلاقة التركية الايرانية واضحة على أسس معينة، لكنها لا يمكن أن تقارن بالعلاقة الإيرانية – السورية، وأردوغان قبل أن يكون من الدول الضامنة ضمن هذه المفاهيم.

الشمال هو النصر الأخير..

وحول معركة الشمال الأخيرة، ومصير العصابات الإرهابية في إدلب، تحدث الدكتور زعرور: "أنا ارى المشهد كما يلي، من استطاع أن يفكك مسألة العصابات الإرهابية المسلحة في الجنوب مع العدو الصهيوني والنظام الأردني، يستطيع أن يفكك علاقة هذه الجماعات الإرهابية في الشمال مع النظام التركي، ومصير هذه الجماعات الإرهابية هو معروف، وورد في تسجيل مسرب لوزير الخارجية الأميركي "جون كيري" عندما سألوه في الأردن: ماذا ستفعلون في هذه المجاميع الإرهابية في إدلب؟. قال: سنقلتهم جميعاً".

/انتهى/