عزام الأحمد لـ "تسنيم": أمريكا تحاول تنفيذ الحلم الصهيوني من خلال فرض "دولة إسرائيل الكبرى" على العالم الإسلامي

قال عزام الأحمد ان المشكلة الجوهرية التي تواجه القضية الفلسطينية في الوقت الراهن هو المخطط الأمريكي لفرض دولة "إسرائيل الكبرى" لـتنفيذ الحلم الصهيوني في المنطقة وفرض الاستسلام على الامتين العربية والإسلامية وأن "أمريكا لم تعد وسيطا نزيها ولا تصلح أن ترعى أي عملية سلام".

وجاء تصريحات عزام الأحمد، القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، في حوار خاص مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، أكد فيها على أن "ورشة البحرين ولدت ميتة قبل أن تبدأ"، مؤكد انه ينبغي على الفلسطينيين النضال بكل الأساليب حتى استعادة كامل حقوقهم وتشكيل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

أهم نقاط الحوار:

العراب الأول للانقسام هي إسرائيل

المفاوضات في الوقت الراهن أمر مستحيل

أمريكا لم تعد وسيطا نزيها ولا تصلح أن ترعى أي عملية سلام

كوشنير يعاني من الجهل السياسي وفضح نفسه بنفسه خلال مؤتمر البحرين

أمريكا تتحرك لتصفية القضية الفسلطينية من خلال: فرض استسلام على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، ضم القدس لإسرائيل، تصفية قضية اللاجئين، حل "الأونروا"، إعادة النظر بتعريف من هو اللاجئ وضم المستوطنات في الضفة الغربية

ورشة البحرين ولدت ميتة قبل أن تبدأ

الذي يريد أن يقاوم عليه أن يوحّد الصف الوطني الفلسطيني

آن الأوان لكي ينتهي كل اشكال الانقسام

إقامة ورشة البحرين خطأ والمشاركة فيها أيضا خطأ

وفي مايلي نص الحوار الكامل الذي اجراه مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء مع عزام الأحمد:

تسنيم: نشهد هذه الأيام مقاطعة قوية من قبل السلطة الفلسطينية تجاه ما بات يعرف بـ "صفقة القرن" وكذلك "مؤتمر البحرين"، فما هو سبب هذه المقاطعة من قبل السلطة، بعد ان كانت قد اختارت المفاوضات مع الإسرائيليين لعدة عقود؟

القضية ليست قضية ورشة البحرين، القضية هو فيها الأساس صفقة القرن، او خطوة التحرك الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض استسلام على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، من خلال ضم القدس لإسرائيل واعتبارها عاصمة موحدة لـ "دولة" إسرائيل، وتصفية قضية اللاجئين من خلال حل "الأونروا"، وإعادة النظر بتعريف من هو اللاجئ وضم المستوطنات في الضفة الغربية، التي تشكل مع الطرق الرابطة فيها حوالي 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية، وهذا يعني تصفية كاملة للقضية الفلسطينية واستحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.

أرادوا الالتفاف من خلال ورشة البحرين على المقاومة الفلسطينية العنيدة التي قادتها منظمة التحرير الفلسطينية، واسقطت صفقة القرن قبل أن تولد، رغم ما قامت به الولايات المتحدة وإسرائيل من إجراءات سواء حول القدس او حول اللاجئين او حول المستوطنات وضم الجولان العربي السوري الى إسرائيل، والاعتراف به انه تحت "السيادة" الإسرائيلية. لذلك عندما طرحوا بنود صفقة القرن في جريدة "إسرائيل اليوم"، هذا ما طرح ليس تسريب وانما فعلا هذه هي بنود صفقة القرن التي اشرت اليها. لاحظوا ردة الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية وحتى الدول الصديقة في أوروبا وروسيا والصين، لذلك لا يريدوا الاعتراف بالفشل فحاولوا الالتفاف من خلال تنظيم ورشة اقتصادية (في البحرين). علما انه لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، مستحيل، هذا كلام هراء، يمشي فقط عند الجهلة، وعندما طرحوا أيضا، لاحظوا ان المقاطعة الفلسطينية الصارمة و"الاجماعية" لورشة البحرين وأيضا مقاطعة من الصين وروسيا ومقاطعة معظم أوروبا ومقاطعة معظم العرب، سواء حكومات او قطاع خاص وبعض المشاركات الخجولة من قبل بعض الدول بسبب علاقاتها الخاصة مع الولايات المتحدة، كان خطاب كوشنير واضح في الافتتاح انه لا يمكن ان يتمكن من تنفيذ ما يتفق عليه اقتصاديا دون الاتفاق السياسي. جهل كوشنير السياسي فضحه بنفسه. حتى الدوائر الإسرائيلية سواء الاعلام او السياسيين ومن أبرزهم نائب رئيس حكومة إسرائيل الأسبق الذي قال "ولدت ميتة".

 

ورشة البحرين ولدت ميتة قبل أن تبدأ وبالفعل نحن بمليء الفم نقول ان المشكلة هي المخطط الأمريكي لفرض "دولة" إسرائيل الكبرى، تنفيذ الحلم الصهيوني في المنطقة وفرض الاستسلام على الامتين العربية والإسلامية وكل الدول التي لها مصالح ولها أماكن دينية في القدس وفي فلسطين.

تسنيم: لطالما واجهت السلطة الفلسطينية انتقادات كثيرة سواء من قبل فصائل المقاومة داخل فلسطين او من جهات خارج فلسطين، إثر اعتمادها لعدة عقود على خيار المفاوضات مع الإسرائيليين، هل يمكن القول ان السلطة الفلسطينية اليوم وصلت الى مشهد واضح لا لبس فيه أن المفاوضات مع الإسرائيليين وأيضا الرهان على الوساطة الأمريكية، مجرد مضيعة للوقت، ولا يمكن ان تلبي طموحات الشعب الفلسطيني، خاصة انه وبالرغم من تلك المفاوضات فلا زال الكيان الإسرائيلي مستمرا في سرقة المزيد من أراضي الضفة الغربية وسياسة التهويد ونهب خيرات الأراضي الفلسطينية؟

أولا منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وكل طرف، سواء كان دولة او تنظيم او حزب لا يقر بهذه الحقيقة، هو خصم للشعب الفلسطيني. حركة فتح علّمت (الكثير من) الشعوب العربية وشعوب منطقة الشرق الأوسط معنى الكفاح المسلح، وتعبت حركة فتح كثيرا حتى اقنعت الذين يرفعوا هذا الشعار اليوم، وبالتالي يريدوا المزاودة علينا. المفاوضات متوقفة مع إسرائيل منذ كامب ديفيد الثانية، عندما أيضا دفع الرئيس عرفات حياته ثمن. حاول الرئيس (أبو مازن) استئناف المفاوضات وفق قرارات الشرعية الدولية كما تفعل أي حركة تحرر وطني في العالم. الصين، فيتنام، كوبا، كوريا الى أخره، المفاوضات هي شكل من أشكال المقاومة وبالتالي المقاومة ليست شعار بلا مضمون. طيب ماذا ينبغي ان نسمي التهدئة بين إسرائيل وحماس؟، والأموال التي تدخل عن طريق إسرائيل الى قطاع غزة، كما قال نتانياهو من أجل عدم اضعاف سلطة حماس حتى يضمن فصل غزة عن الضفة الغربية، العراب الأول لهذا الانقسام هي إسرائيل، كل من يدعم الانقسام بالسياسة، بالمال، او بالكلمة، نعم هو خصم للشعب الفلسطيني. الذي يريد أن يقاوم عليه أن يوحّد الصف الوطني الفلسطيني. الشعب الفلسطيني لقد انتزع تمثيل منظمة التحرير، تمثيلها عربيا وإسلاميا وفي منظمة عدم الانحياز ودوليا بدماء شعبنا وبالتالي كل من يريد ان يطرح بشكل مباشر او غير مباشر أي بديل (لمنظمة التحرير) فهو عدو، ليس خصم، هو عدو.

لان منظمة التحرير ليست فصيل وليست جبهة، هي الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير تمثل دولة فلسطين في الأمم المتحدة، في القمة الإسلامية، في الجامعة العربية، في حركة عدم الانحياز وهذا الذي يريد ان يلتف تحت شعارات طنّانة ورنّانة، هو يريد تنفيذ المخطط الإسرائيلي الأمريكي بتصفية القضية الفلسطينية تحت شعارات براقة. آن الأوان الجميع ينخرط في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني. إذا توفرت ظروف حقيقية للمفاوضات، نعم سنقدم على المفاوضات، لكن الآن مستحيل، مستحيل. أمريكا لم تعد وسيطا نزيها ولا تصلح أن ترعى أي عملية سلام للتوصل الى اتفاق. الجميع يبحث عن طرق. يعني لاحظ التوتر الحالي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، أحيانا يتناغموا في الاعلام ويقولوا لا نريد الحرب ونريد الاتفاق، ولكن من حق إيران ان تقول (ما تريد ان تقوله) وفق حقوقها المشروعة ووفق المحافظة على سيادتها. كذلك أي بلد في العالم من حقه، وكما قلت المفاوضات هي شكل من أشكال النضال وبالتالي هنالك بعض الفصائل والتي أنت بسؤالك تعنيها يتكلموا عن مقاومة صفقة القرن ونقول لهم صح النوم، اسقطناها دونكم. أمريكا عندما نشرت بنود صفقة القرن في جريدة "إسرائيل اليوم"، يقول البند الأول ان ثلاثة أطراف توقع، وهي: إسرائيل ومنظمة التحرير وحماس وكأنما الشعب الفلسطيني مقسّم وهذا جزء من المؤامرة لذلك انا أقول آن الأوان لكي ينتهي كل اشكال الانقسام وبالتالي نعود كلنا موحّدين في إطار منظمة التحرير. نوحّد صفوفنا ونناضل بكل أساليب النضال حتى نستعيد كامل حقوقنا غير منقوصة.

تسنيم: إذن إذا ما كانت الولايات المتحدة وكما تقول انت أيضا انها ليست جديرة بان تكون وسيط نزيه وان إسرائيل غير مستعدة لتعيد حقوق الشعب الفلسطيني، فلماذا كل هذه الهرولة من قبل بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، بينما كنا نتوقع مقاطعة حقيقية خاصة في الآونة الأخيرة تجاه أمريكا وإسرائيل بعد ما نقلت أمريكا سفارتها الى القدس المحتلة، لكن للأسف على عكس هذه التوقعات فقد رأينا دعوات جديدة لعقد مؤتمرات على سبيل المثال في البحرين لتكريس سياسة التطبيع، فلماذا تصر هذه الأطراف على مثل هذا السلوك؟

بصراحة أعطيت ورشة البحرين أكثر من حجمها، نحن كفلسطينيين تهمّنا النتيجة، نريد ان نكسب اخوتنا واشقائنا أولا، هناك أخطاء كثيرة موجودة حول التطبيع مع إسرائيل سواء من دول عربية او إسلامية بأشكال مختلفة، ثانيا، ان الولايات المتحدة تهيمن على القرار الدولي حتى الان رغم ان بوادر انتهاء سياسة القطب الواحد بدئت تظهر في الأفق وان شاء الله تزول الى الابد وان لا تبقى الولايات المتحدة تتحكم في قرار هذه الدولة او تلك الدولة. كل مؤتمر يعقده اشقائنا العرب وايضا الدول الإسلامية وكان اخرها قمة مكة الأخيرة قالوا نلتزم بمبادرة السلام العربية، كل الدول الإسلامية وافقت عليها، لا تطبيع الا بعد انتهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة والقدس عاصمتها وما دون ذلك مرفوض ونحن كفلسطينيين لن نسمح به وسنتصدى له من أي جهة أتت. وبالتالي إذا كان البعض شارك بخجل ولا اريد ان أقول ان المستوى متدني والجميع حتى الذين شاركوا أكدوا على التزامهم بمبادرة السلام العربية ولكن انا أقول إقامة الورشة (في البحرين) خطأ والمشاركة بها خطأ. علينا ان نتمسك بقرارات القمم العربية والقمم الإسلامية التي تتمسك (بمبدأ) لا تطبيع قبل انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقدس عاصمتها.

حاوره / سعيد شاوردي

/انتهى/