معارض بحريني لـ"تسنيم": شعب البحرين لا يرى بصيص أمل في اصلاح النظام..سنواصل النضال

أكد المعارض البحريني علي مشيمع، ان شعب البحرين لا يرى بصيص أمل في اصلاح نظام آل خليفة، مؤكدا ان الشعب البحريني سيواصل النضال ضد النظام.

وأشار المعارض البحريني علي مشيمع في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء إلى أن النظام داخل البحرين لا يريد أحد ان يعترض عليه أو ان يبدي رأياً مناهضاً لرأيه وهو يمارس الانتقام ضد جميع معارضيه، والأداة التي يستخدمها النظام أداة ارهابية واضحة في كل تفاصيلها.

ولفت إلى ان هذه السياسة العدوانية ليست سياسة ينفرد فيها النظام الخليفي لوحده انما هي سياسة محور تقوده السعودية وهي سياسة التهجير والتخريب والحرق.

وأوضح ان السيناريو المتوقع من شعب البحرين هو الاستمرار في النضال فنحن في صراع وهذا الصراع يحتاج الى صبر والى صمود وهذا ما يتحلى به شعب البحرين.

واكد شعب البحرين لن يركع وانما سيواصل في صموده ونضاله وسيستمر في ثورته وهو مؤمن متيقن واثق الخطى ثابت القدم لأن موعده النصر, لأن الدماء والتضحيات العزيزة التي قدمها لا يمكن أن تكون عاقبتها الا النصر.

وأضاف، نحن نواجه نظام عميل ونطام يحظى بدعم أجنبي وفي حقيقة الامر نحن لا نواجه فقط النظام الخليفي وانما من وراءه حلفاؤه ومن يدعمونه, وفي هذه الصورة وفي هذا المشهد ان البحرينيين لا يدافعون فقط عن كرامتهم وانما يدافعون عن سيادة بلدهم الذي بدا بلدا مستباحا تحكمه قواعد عسكرية أجنبية وعربية.

واكد ان موقف شعب البحرين واضح فالمعارضة وحتى الموالاة ترفض أي شكل من أشكال التطبيع, القضية الفلسطينية هي قضية مبدأية لكل مسلم ولكل عربي.

وفي ما يلي نص الحوار مع المعارض البحريني علي مشيمع:

تسنيم: ما وراء ارتفاع نسبة سياسة الضغوط والتضيق التي بات يمارسها النظام البحريني بشكل متزايد في الآونة الأخيرة تجاه المعارضة، حيث نرى ان النظام بات يقدم بشكل جنوني على اصدار احكام الإعدام والتهجير القسري والزج بالمعارضين في السجون وذلك بدل اعتماد الحوار والمفاوضات مع المعارضة؟

مشيمع: باتت سياسة النظام واضحة لكل من يراقب الأوضاع داخل البحرين ولكل المواطنين لأنها سياسة عدوانية تستهدف كل ما يمس بالدولة وتاريخها وشعبها وثقافته وحتى معتقداته بالاضافة الى كل ما هو أصيل في البحرين، الأمر الاخر أنها تعادي أي صوت معارض فالنظام داخل البحرين لا يريد أحد ان يعترض عليه أو ان يبدي رأياً مناهضاً لرأيه وهو يمارس الانتقام ضد جميع معارضيه، والأداة التي يستخدمها النظام أداة ارهابية واضحة في كل تفاصيلها، ولو رجعنا الى الجريمة الأخيرة التي تم فيها اعدام الشهيدين "أحمد الملالي و علي العرب" لرأينا في تفاصيل التحقيق الذي أجري معهما والتعذيب الذي طالهما, العقلية الانتقامية, حيث تعرضا الى تعذيب وحشي جشع مخز, وقد ذكرت منظمة حقوق الانسان بعض تفاصيل التعذيب الذي تعرض له الشهيد علي العرب وقالت انه تم قلع أظافر قدميه وتم صعقه بالكهرباء, وبقي الشهيد أحمد الملالي لأكثر من ثلاثة وعشرين يوماً وهو مصاب بالرصاص ولم يتم اخراج الرصاص من جسده بل تم تعذيبه وهو جريح ومن ثم تعرض الى محاكمة جائرة في اعتراف كل المنظمات الحقوقية بما فيها الأمم المتحدة, والجريمة الثالثة هي اعدامهم والجريمة الرابعة اخفاء قبرهم أو في مواراة أجسادهم بغير ما يريده أهاليهم و منعهم حتى من زيارة قبورهم , لايوجد عدالة أو قانون داخل البحرين, القانون الذي يطبقه النظام هو قانون الغاب وقانون الارهاب الذي يتهمنا فيه, وفي الواقع هؤلاء الشباب اتهموا بالإرهاب ولكنهم في الحقيقة هم ضحايا الارهاب الخليفي داخل البحرين, وأنا أتصور شخصياً ان هذه السياسة العدوانية ليست سياسة ينفرد فيها النظام الخليفي لوحده انما هي سياسة محور تقوده السعودية وهي سياسة التهجير والتخريب والحرق واننا نشاهد ما يجري حولنا في المنطقة كيف يقصف ويقتل ويجوع شعب اليمن وتستهدف المدارس والمستشفيات والمجمعات السكنية, هذه الثقافة وهذه العقلية التي تحكمنا في البحرين وهذا هو الخطر الذي يواجهه شعب البحرين ولهذا فشعب البحرين واضح في انه لا يرى بصيص أمل في اصلاح هذا النظام , وأنه يصرخ بصوت واضح في ان الخلاص ومستقبل البحرين لن يكون مستقبلاً زاهراً وينعم شعبه بالأمان طالما بقي النظام الخليفي هو النظام الحالكم في البحرين.

تسنيم: في ظل استمرار هذه السياسة التي وصفتها بـ "السياسة العدوانية" من قبل النظام البحريني، فما هي السيناريوهات المتوقعة لنضال الشعب البحريني وماهي خطط المعارضة لمواجهة بطش النظام في مواجهة مطالب المعارضة السلمية؟

مشيمع: السيناريو المتوقع من شعب البحرين هو الاستمرار في النضال فنحن في صراع وهذا الصراع يحتاج الى صبر والى صمود وهذا ما يتحلى به شعب البحرين ووسائل الصمود نتعلمها في الواقع من أمهات الشهداء، يعني لو نظرنا الى والدة الشهيد أحمد الملالي وهي تقول "هنيئاً لك ياولدي انني ارفع رأسي عالياً لما قدمته من تضحية , أنا أزفك شهيداً الى الوطن , أنا أفتخر و أتباهى بك" انما هذه وسائل الصمود الذي تنطلق من أم ثكلى بولدها وهي تنثر الورود وتقول للطاغية انه مهما تعاملت بجميع وسائل الارهاب وقتلت من أبنائنا وعذبت من شبابنا واعتقلت من شيوخنا ومهما استبحت من المقدسات وتعرضت الى الحرائر وتم زجهم في المعتقلات فشعب البحرين لن يركع وانما سيواصل في صموده ونضاله وسيستمر في ثورته وهو مؤمن متيقن واثق الخطى ثابت القدم لأن موعده النصر, لأن الدماء والتضحيات العزيزة التي قدمها لا يمكن أن تكون عاقبتها الا النصر. فما علينا على ما أعتقد في مثل هذه الظروف الا ان نحتسب ونستمر وان نصبر, ويبقى وسائل وأدوات وآليات عديدة يبذلها كل النشطاء وكل من موقعه يعني النشطاء الموجودون في الخارج عليهم مسؤولية ان يرفعوا صدى صوت الثورة والآهات والظلم الى كل بقاع العالم وان يمارسوا كل وسيلة ممكنة للضغط على الأنظمة الحليفة التي تدعم البحرين في السلاح وتوفر لهذا النظام الغطاء السياسي و العسكري وان يستخدموا كل الوسائل المشروعة في معركة النضال من أجل الحرية ومن أجل الكرامة.

تسنيم: قد اشرت خلال حديثك الى دعم السعودية للنظام البحريني، ومن ضمنه على سبيل المثال ارسالها قوات عسكرية للبحرين، مما مكنه ذلك الدعم في انتهاك القانون وارتكاب ممارسات غير قانونية تجاه الشعب البحريني، فكيف تصف دور السعودية في تأزيم الوضع في البحرين؟

مشيمع: ان موقف السعودية واضح جداً, ونحن نعتقد ان النظام الخليفي لا يحكم فعلياً البحرين ولا يتمتع بالسيادة والاستقلال الكامل, فبعد قرابة شهر من تفجر الثورة في العام 2011 دخلت القوات السعودية وكل العالم قد رآها وكانت واضحة, وبعد يومين من دخول القوات السعودية والاماراتية الى البحرين سويت عشرات المساجد بالتراب وكان أول الخبائث التي عمل عليها النظام السعودي في البحرين هو محاولته لتأجيج الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وخاطب هذه المسائل ثم ارتكبت جرائم عديدة يعني حتى لو قارنا هذه الجرائم بما فعله الاستعمار حيث كانت البحرين مستعمرة بريطانية, وبريطانيا احتلت البحرين لأكثر من 100 عام لم نسمع أو نقرأ في التاريخ ان مساجد هدمت من قبل هذا الاستعمار الذي لاينتمي الى البلد وثقافته ولا ينتمي الى الاسلام فهو لم يتعرض الى المقدسات في هذه الصورة , بينما أول جرائم السعودية و أول انجازاتها هو استهداف دور العبادة التي يرفع فيها صوت الحق, وما زالت السعودية تتواجد عسكرياً في البحرين وبالتالي هذه أكبر جريمة, والأمر الاخر كما ذكرت أنفاً ان النظام داخل البحرين في نهاية المطاف يستقي بما يحظى به من الدعم وأنه في الاساس يعتمد على قوات مرتزقة وليست من المواطنين، يعني ربما يوجد من المواطنين بعض المسؤولين وبعض السلطات ولكن قوام الجيش داخل البحرين وقوام الجهة الأمنية مكون في غالبيته من المرتزقة ومن جنسيات مختلفة، وبالتالي نحن نواجه نظام عميل ونطام يحظى بدعم أجنبي وفي حقيقة الامر نحن لا نواجه فقط النظام الخليفي وانما من وراءه حلفاؤه ومن يدعمونه, وفي هذه الصورة وفي هذا المشهد ان البحرينيين لا يدافعون فقط عن كرامتهم وانما يدافعون عن سيادة بلدهم الذي بدا بلدا مستباحا تحكمه قواعد عسكرية أجنبية وعربية.

تسنيم: بالرغم من تنامي رقعة المقاطعة الدولية تجاه الكيان الصهيوني ليس من قبل الشعوب العربية والإسلامية فحسب، بل حتى من قبل الكثير من الشعوب الأوروبية أيضا، فلماذا في ظل مثل هذه المقاطعة المتزايدة، تستضيف المنامة مؤتمرا لاستقطاب الاستثمارات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولماذا تحاول البحرين تطبيع علاقاتها بالكامل مع الكيان الإسرائيلي؟

مشيمع: ان موقف شعب البحرين واضح فالمعارضة وحتى الموالاة ترفض أي شكل من أشكال التطبيع , القضية الفلسطينية هي قضية مبدأية لكل مسلم ولكل عربي وقد تعلمنا جميعاً في المدارس ومنذ الطفولة ان القضية الفلسطينية قضية العرب وقضية المسلمين وكنا نتغنى بالأناشيد ونقرأ الأشعار ونقرأ القصص ونتعلم حتى لغتنا العربية بما يتصل ويرتبط بفلسطين وبتاريخها وبقضية الصراع فيها وبالتالي هي قضية متفق عليها عند جميع البحرانيين باستثناء النظام الذي يحكم البحرين, وهي قضية لها بعد اسلامي فهي أولى القبلتين فنحن نتحدث عن قضية لها بعد ديني راسخ متعمق, فان النظام لماذا يسعى ويتسابق للتطبيع مع الكيان الصهيوني والتعامل معه؟، فأعتقد ان ذلك لسببين أساسيين أولاً ان العقلية متشابهة فنظام الكيان الصهيوني دخيل في المنطقة فهو يريد ان يسيطر على فلسطين المحتلة, وأيضاً النظام الخليفي هو دخيل على البحرين وثقافتها وشعبها وتاريخها وبالتالي هو يتصرف بنفس العقلية والأمر الاخر هو ان النظام مستخدم كأداة, أداة سعودية أي ان السعودية تدعمه في فوهة المدفع لتختبر ردة الفعل العربية والاسلامية تجاه هذه السياسة المتواطئة والمتآمرة مع الكيان الصهيوني من أجل التطبيع في القضية الفلسطينية وهو فأر مختبرات لقوى أكبر على رأسها السعودية.

تسنيم: عندما لا يتعلق الأمر بالسعودية والبحرين في مجال حقوق الانسان فان الكثير من الدول الغربية ومن بينها فرنسا وبريطانيا وأمريكا تصدح بالكثير من الكلام حول دعم حقوق الإنسان ومعارضة الإعدامات السياسية، لكن عندما اعدمت البحرين خلال الأيام الماضية 2 من المعارضين السياسيين، لم نرَ أي موقف مندد من قبل هذه الدول، فكيف تفسر لنا المعايير المزدوجة الغربية في مجال حقوق الانسان؟

مشيمع: من الواضح جداً ان هذه الدول تعتمد سياسة النفاق والازدواجية في المعايير, فلا يوجد أوضح من قضية المآساة الانسانية في اليمن ولكن تصر الادارة الامريكية على دعم النظام السعودي وعلى دعم عدوانه وهو شريك في نهاية المطاف في الجرائم التي ترتكب في اليمن كما هو حال المملكة المتحدة (بريطانيا) وهذا الكلام ليس قولي أنا وانما قول المنظمات والمؤسسات الأهلية في بريطانيا وحتى في أمريكا، ولذلك لو نظر أحد نظرة فاحصة سيشاهد بشكل واضح ان رأي الشعوب يختلف عن رأي الأنظمة, ليست الشعوب العربية فقط وانما حتى الشعوب الغربية تختلف مع السياسات والأصوات الخارجية, فالسياسة لا تحظى بالقبول والتأييد من الشعوب الأوروبية تجاه ما يجري في اليمن وتجاه الدعم المتواصل للسعودية ورأينا حينما قام محمد بن سلمان بزيارة الى دول أوروبية والى واشنطن كيف واجه اعتراضات ومسيرات ومظاهرات واحتجاجات كثيرة, وحتى ترامب نفسه حينما زار بريطانيا قبل حوالي شهرين خرجت مظاهرات تاريخية وكبيرة وضخمة شارك فيها مئات الآلاف كلهم يرفضون هذا الشخص الذي اتصف بالعنصرية وبالتمميز وبدعم الأنظمة الديكتاتورية ويبقى انه على اعتقادي كما تصارع الشعوب العربية أنظمتها الدكتاتورية كذلك الشعوب الأوروبية, صحيح ان حكوماتها جائت بشكل ديموقراطي لكنها لا تمارس سياسة يرتضيها الشعب او الجماهير التي انتخبتها.

حاوره / سعيد شاوردي

/انتهى/