طلال عتريسي لـ "تسنيم": التظاهرات تعبر عن غضب شعبي تجاه الفساد والواقع الاقتصادي السيء.. جعجع يهدف الى ادخال لبنان في الفراغ

أكد الأستاذ في الجامعة اللبنانية د. طلال عتريسي ان التظاهرات التي تشهدها لبنان في الوقت الراهن هي مشروع داخلي تأتي ضد الواقع الاجتماعي والاقتصادي السيء وهي تعبر عن غضب شعبي تجاه الفساد.

وحول المظاهرات الشعبية واهدافها في لبنان أشار المحلل السياسي اللبناني والأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور "طلال عتريسي" في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء الى ان التظاهرات المتواصلة منذ 3 أيام وهذا هو اليوم الرابع رفعت شعارات تطالب رفض الضرائب الجديدة على المواطنين، رفض الفساد وتغيير الحكومة وتغيير النظام. مجموعة من الشعارات التي رفعت لكن الأساس و الجوهر هو اعتراض الناس على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. هناك تراكم في الاقتصاد لعدد من السنوات الطويلة والفساد، وعدم محاسبة الفاسدين وتراكم الثروات في ايدي الأغنياء ومزيد من الضرائب على الناس والفقراء. ان هذه التظاهرات هي لرفع الصوت ضد هذه الإجراءات وضد هذا الواقع الاجتماعي والاقتصادي السيء.

وحول اهداف بعض التيارات السياسية من محاولتها ركوب الموجة، قال، ان الأطراف السياسية الموجودة في السلطة منذ سنوات، حاولت في الأيام الماضية ان تبرء نفسها وان تقول بأنها هي أيضا تعترض على الضرائب وهي ضد الفساد لكن في واقع الامر كانت شريكة طوال كل تلك السنوات لذلك حاولت بعض الأطراف ان تستفيد من هذا الحجم الكبير من المتظاهرين لفرض سياسات معينة.

 

واضاف، البعض يريد اسقاط الحكومة نتيجة رؤية محلية وإقليمية ونتيجة موقف معاد لرئيس الجمهورية ولتحالفاته السياسية وهذا يفسر كيف حاول البعض ان يوجه التظاهرات باتجاه اخر، كيف حاول الاعلام ان يأخذ التظاهرات باتجاه الحديث عن اطراف سياسية داخلية في لبنان ، حاول البعض ان يدخل على الخط ويوظف لمصلحة رؤيته السياسية هذا الحشد الكبير للناس والذي يحصل لأول مرة في لبنان من دون قيادة حزبية من دون قيادة سياسية.

وبالنسبة لخطاب السيد حسن نصرالله الذي تناول الموضوع من ابعاد مختلفة و طرح الحلول الناجحة التي يمكن ان تعالج المشاكل الحالية، أوضح ان بعض الأطراف السياسية التي حاولت ان تقول بانها هي أيضا ضد الفساد مثل "القوات اللبنانية" ومثل الحزب "التقدمي الاشتراكي" وغيره كانوا منذ سنوات طويلة شركاء في الحكومة وهم أيضا من الأشخاص المتهمين بالفساد و سرقة أموال الدولة والمال العام ولهذا السبب السيد تحدث عن هؤلاء بانهم لن يستطيعوا الان التنصل من المسؤولية وأن يلقوا بالتهمة على الاخرين، إما أن يتحملوا المسؤولية ويعترفوا بالخطأ و إما ان ينزل حزب الله الى الشارع ويغير كل المعادلة والسيد طرح حل وسط وهو ان يعترف هؤلاء بالأخطاء التي ارتكبوها او ان يصمتوا ويساهموا في الإصلاح الذي يجب ان يتحقق ويبدو ان الأمور تسير في هذا الاتجاه.

 

وأضاف، ان القوات اللبنانية قررت الاستقالة وهذا يعني بأن المشروع هو استقالت الحكومة و ادخال البلاد في الفراغ و افشال عهد ميشيل عون المتحالف مع حزب الله، هذا هو الهدف من كل  الضغوط التي تحصل في لبنان.

وعن اصرار "سمير جعجع" الذي كان طيلة الفترة الماضية في الحكومة على استقالة سعد الحريري وسحب وزراءه من الحكومة، قال، ان سمير جعجع هو جزء من ارتباط إقليمي سعودي امريكي، هو اليوم احد الرموز التي تعتمد عليها السعودية في لبنان، كان يريد من سعد الحريري أن يستقيل وان يبقى على استقالته السابقة التي اعلنها من المملكة السعودية في الوقت الذي وقف فيه حزب الله والرئيس عون ضد هذه الاستقالة، سمير جعجع كان مع هذه الاستقالة فهو منسجم اكثر مع الموقف السعودي من سعد الحريري نفسه ولهذا السبب ان الاستقالة اليوم هي محاولة لإسقاط الحكومة ولإسقاط التسوية التي حصلت في لبنان بين الحريري و ميشيل عون و حزب الله وهذا يفسر لماذا يصر سمير جعجع و القوات اللبنانية على الاستقالة على امل ان يساهم هذا في اسقاط الحكومة لكن بتقديري هذا الامر لن يحصل.

ونوه الى ان التظاهرات هي مشروع داخلي ومن الممكن ان تستغل هذه التظاهرات، كما هو الحال في العراق أيضا التظاهرات هناك كانت تعبر عن غضب شعبي من السياسات والفساد والى اخره، وفي لبنان نفس السبب ونفس المطالب، لكن هناك إمكانية كبيرة الى حرف التظاهرات واستغلالها سياسيا لجعلها تظاهرات دموية.

وأضاف، قد يدخل بعض الافراد ويطلق النار على الجيش ومن ثم يرد الجيش وتتحول الى تظاهرات دموية ويسقط قتلى و جرحى، وهذا يعجل في اسقاط الحكومة و تتحقق الاهداف الخارجية لكن باعتقادي هناك تنبه كبير لهذه المسألة مع استمرار المخاوف، اذاً المطالب مشروعة لكن المخاوف من الاستغلال الخارجي تبقى دائما موجودة طالما أن هناك اشخاص في الشارع.

/انتهى/