ماذا يفعل وزير الخارجية العماني في إيران؟

يتواجد وزير الخارجية العماني "يوسف بن علوي" في إيران منذ يوم أمس حيث التقى بكبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم الرئيس "حسن روحاني" ووزير الخارجية "محمد جواد ظريف" ورئيس مجلس الشورى الاسلامي "علي لاريجاني" وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي "علي شمخاني".

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ، ان هذه الزيارة هي الثالثة للسيد بن علوي إلى إيران خلال العام الماضي، وقد أدت هذه القضية وتواجده في إيران بشكل خاص وموضوع سلطنة عمان بشكل عام إلى تكهنات عديدة حول أسباب ومهمة وجوده في إيران. فقد توسطت عُمان في عدة مناسبات بين إيران وامريكا، بما في ذلك قضية إطلاق سراح السجناء لدى الطرفين، والأهم من ذلك، المحادثات النووية بين إيران وامريكا.

وضمن متابعة الأسباب من قبل بعض المسؤولين تشير التقارير إلى أن قضية مبادرة هرمز للسلام (HOPE) ، التي طرحها الرئيس روحاني في الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، كانت واحدة من القضايا الرئيسية التي ناقشها المسؤولون الإيرانيون مع وزير الخارجية العماني. بالإضافة الى انه تم مناقشة قضية "حرب اليمن" في هذه المحادثات. حيث تسعى المملكة العربية السعودية إلى انهاء هذه الحرب محاولةً التخلص من هذا المأزق محافظةً على ماء وجهها، بعد العديد من الإخفاقات والضربات الشديدة التي تلقتها من المقاومة اليمنية.

ومع ذلك، لم يؤكد أي مسؤول هذه التكهنات حول تفاصيل هذه المفاوضات حتى الآن.

الا ان بن علوي كان قد التقى أيضًا بوزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" الأسبوع الماضي، وعززت زيارته لإيران بعد هذا اللقاء التكهنات بأنه قد يحمل رسالة من الأمريكيين وترامب إلى إيران. ووفقًا للمباحثات بين إيران وامريكا خلال الأشهر الماضية، وفي حال كان موضوع الرسالة صحيحاً فمن المرجح أن مضمون الرسالة لن يكون مختلفاً عما سبق وستحمل في طياتها متابعة الدافع الأمريكي السابق لإيران.

وتقول بعض المصادر غير الرسمية إنه إذا أثير مثل هذه الأمر خلال هذه الاجتماعات، فمن المؤكد أن رد إيران لمقترحات التنمر الأمريكية ستكون "لا" بالتأكيد ولا شيء آخر.

ويقول بعض المحللين إن الأميركيين ربما قد شموا رائحة الشواء عقب اعمال الشغب الأخيرة في إيران، وهذا أمر طبيعي. لأن امريكا تسعى لاضغاف قدرة إيران الوطنية وبالتالي استسلامها ورضوخها تحت الإرادة الأمريكية من خلال توفير الدعم والحماية للكوادر المسببة لأعمال الشغب ودعم العصابات  الإرهابية التي كان دورها في بعض المناطق في إيران واضحًا أيضًا خلال الاضطرابات الأخيرة.

ويعتقد المحللون أن أي تقصير في مواجهة التنمر الأمريكي في فترة ما قبل اعمال الشغب الاخير  عمليا بمعنى تأييد  اداء حملات الضغط الشديدة ضد إيران. وهذا يعني ان لو رأت امريكا أي موافقة من جانب ايران على الشروط القسرية عليها مثل المفاوضات التي تتعدى الاتفاق النووي  أو  المفاوضات الإقليمية أو  الصاروخية، فإنها لن تقلل من ضغوطها فحسب على ايران بل كانت ستكثفها وتشدد العقوبات حتى يمكنها المضي قدمًا نحو الاستسلام النهائي للشعب الإيراني. ولكن الآن وبعد اعمال الشغب  الأخيرة التي شهدتها ايران استشم ترامب رائحة الشواء،  ان الانسحاب امامه  تعد تلقي ضربة  شديدة للمصالح الوطنية، وضربة هائلة لحرية الشعب الإيراني في تقرير مصيره وأنه اللدغ من نفس الجحر لعدة مرات.

وفي الواقع، إنها خباثة صارخة من قبل الأمريكيين، الذين قاموا بتوجيه أجهزة الأمن الخاصة بهم وبعض دول المنطقة لاستغلال اعتراض بعض أفراد الشعب الإيراني على رفع سعر البنزين لخلق فتنة والتسبب في دمار واسع النطاق وزعزعة الأمن في ايران وفي المحصلة  كانوا وراء استغلال اعمال الشغب التي كانوا سبباً فيها.

/انتهى/