الرئيس الإيراني يؤكد أهمية الوحدة لحماية مصالح الأمة الإسلامية


قال الرئيس الإيراني آية الله ابراهيم رئيسي، اليوم الأحد، إن الوحدة اليوم لا تعني وحدة الأديان أو الجغرافيا، بل تعني الوحدة لحماية مصالح الأمة الإسلامية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الرئيس الإيراني آية الله ابراهيم رئيسي، قال اليوم الأحد، في كلمة أمام المؤتمر الدولي الـ 37 للوحدة الإسلامية، إن الوحدة اليوم لا تعني وحدة الأديان أو الجغرافيا، بل تعني الوحدة لحماية مصالح الأمة الإسلامية.

وفي بداية كلمته حيا الرئيس رئيسي ذكرى كل من يتابع فكر تقريب الأديان في العالم الإسلامي، مشيدا بجهود الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب حجة الاسلام شهرياري في مجال تعزيز الوحدة الاسلامية.

وأضاف، اليوم قضية الوحدة مهمة للغاية وتتزايد يوما بعد يوم في العالم الإسلامي ويجري التأكيد عليها، مؤكدا بأن الاهتمام بها ليس وجهة نظر عابرة للقطاعات بل هي نظام فكري يتمحور حول الحقيقة، موضحا بأن الوحدة اليوم لا تعني وحدة الأديان أو الجغرافيا، بل تعني التآزر والتضامن لحماية مصالح الأمة الإسلامية.

ولفت رئيسي الى ان الهدف من عقد المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية هو خلق الوحدة والتضامن بين المسلمين، وتقريب وجهات نظرالعلماء العلمية والثقافية، وكذلك دراسة وتقديم الحلول العملية من أجل تحقيق الوحدة الإسلامية. وتكوين أمة واحدة في العالم الإسلامي، وحل مشاكل المسلمين وتقديم الحلول المناسبة في هذا الشأن.

وأضاف، أن العام الماضي عقد مؤتمر الوحدة الإسلامية الدولي الـ 36 بحضور 200 مفكر من 60 دولة و100 شخصية سياسية وثقافية محلية تحت عنوان "الوحدة الإسلامية والسلام وتجنب الانقسام والصراع في العالم الإسلامي ؛ حلول تنفيذية وتدابير عملية "..كما عقدت مؤتمرات إقليمية على مدار العام في محافظات كلستان وسيستان وبلوشستان وخراسان وكردستان، فضلا عن مؤتمرات على مستوى بعض الدول الاقليمية.

وأوضح اية الله رئيسي  أن سر انتصار المسلمين عبر التاريخ هو وحدتهم وتآزرهم المرتكز على القرآن والرسول الاعظم(ص)، وعدم تحقيق رغبات الاعداء، مشيرا الى ان نظام الحكم اليوم يدرك ان أهم عائق أمامه هو الأمة الإسلامية التي تؤمن بالديناميكية في حياتها وتعتبر الركود موتها.

ولفت رئيسي الى ان المؤشر المهم لمعرفة ما يبحث عنه العدو هو أن تدرك بأنه لا يريد للأمة الإسلامية أن تكون موحدة، معتبرا من يتحرك في اتجاه الوحدة فهو يتحرك ضمن استراتيجية الإسلام ومن  يحاول القسمة  والتفرقة فقد تحرك في اتجاه استراتيجية العدو.

واكد أن الاهتمام بحرية القدس الشريف وفلسطين هو أهم دليل على وحدة الأمة الإسلامية، موضحا بأن السعي الى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني هو مؤشر في مسار الرجعية والتقهقر لأي حكومة كانت لأنه امتثال لإرادة أجنبية معارضة.

واشار اية الله رئيسي الى ان اعتماد خيار المقاومة في مواجهة العدو اثبت نجاحه بإمتياز وحذفه لخيار الاستسلام والتسوية واجبار العدو على التراجع والانهزام .

وأشار الى ان اجتماع اليوم هو اجتماع مناهض للصهيونية ومناهض للهيمنة والاستكبار العالمي، وأكد أن استراتيجية الوحدة اليوم يمكن أن تقوي الأمة الإسلامية في مواجهة العدو في حروبه المشتركة.

وأكد رئيسي ضرورة أن يكون شغلنا الشاغل صون وتعزيز مصالح الأمة الإسلامية التي تتمثل بمجموعة تؤمن بالله وبرسوله (ص) وبيوم القيامة ذات هدف واحد ووجهة واحدة، الا وهي  السير نحو الحقيقة، وعبادة الله والعمل بشرعه بأسمى المظاهر الانسانية في جميع مستويات وأبعاد الحياة.

كما أكد رئيسي ان الرسول الاكرم (ص) كأفضل خلق الله هو قدوة للبشرية جمعاء لان الله انعم عليه بصفات سامية ،افضلها واسماها سعة ورحابة الصدر.وعليه فقد كان الرسول الاكرم (ص) ناجحا وموفقا لكثرة صبره وايمانه وجهاده في سبيل الله عز وجل، مؤكدا على العمل بسلوك واخلاق الرسول الاكرم (ص) لأنه سلوك حياة أهل الحق.

وأشار الى اقامة مؤتمر الوحدة الاسلامية كل عام، وقال انه يحمل في كل عام رسالة وخطابا يبحث في القضايا المستجدة في العالم الإسلامي، مؤكدا على ضرورة ان تتوحد الأمة الإسلامية ضد التيار التكفيري المتمثل بجرائمه المروعة التي ترتكب في المساجد والمراكز الدينية في باكستان وأفغانستان وقتل الناس وجرائم عملاء أمريكا والكيان الصهيوني في كل مكان من الدول الإسلامية.

كما أشار رئيسي الى ان عقد اجتماعات مثل المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية قد خلقت فهما مشتركا لاحتياجات العالم الإسلامي بين المعنيين، موضحا بأن النظرة المشتركة للعلماء والحاضرين في هذا المؤتمر هو التقريب ومواجهة التكفير، مؤكدا على أن "الرؤية المشتركة اليوم هي الصمود والمقاومة أمام الأعداء وليس التطبيع والاستسلام".

واضاف، ان اعتماد خيار المقاومة في مواجهة العدو اثبت نجاحه بإمتياز و حذفه لخيار الاستسلام والتسوية واجبار العدو على التراجع والانهزام.

وتابع، ان العدو قد بذل قصارى جهده في كل المجالات، وعلى حد تعبير قائد الثورة الإسلامية الحكيم إن "العدو أراد ولم يستطع لكن نحن أردنا واستطعنا ونجحنا".

واردف بالقول، أن الذين جلسوا على الطاولة ووقعوا اتفاقيات كامب ديفيد وشرم والشيخ وأوسلو مع العدو الذي لم يلتزم بأي من هذه الاتفاقيات لم يحققوا شيئا بينما المقاومة في كل المناطق سواء فلسطين واليمن وسوريا وافغانستان والعراق جعلت العدو مكتوف الايدي امام انجازاتها وتفوقها.

وعلى الساحة الفلسطينية، اضاف بأن المبادرة اليوم بيد المجاهدين الفلسطينيين التي تقوى وتزداد في ظل وحدة الأمة الإسلامية ووحدة وتماسك الفصائل الفلسطينية وهي استراتيجية قادرة على تقوية الأمة الإسلامية اليوم للوقوف في وجه العدو.

وأكد رئيسي أن الطريق لمواجهة الحرب الثقافية والإعلامية والاقتصادية هي الوحدة الإسلامية ومسؤوليتها في التنوير الاعلامي وجهاد التبيين الذي يحافظ على الشباب من التضليل.

ووجه رئيسي خطابه للعلماء والمفكرين المشاركين في هذا المؤتمر، بالقول، إن يجهزوا أنفسهم للعب دور مهم في النظام العالمي الجديد بنظرة شمولية متماسكة وموحدة، لافتا الى انه من المهم  تعطيل النظام الحالي وخلق نظاما عادلا في العالم.

وأشار الى ان العالم الإسلامي عالم قوي، فمن ناحية لديه رافعة اقتصادية وموقع جغرافي مهم للغاية، ومن ناحية أخرى لديه تاريخ غني وتاريخي ومستعد للعب دورعالمي بارز، واكد أنه اليوم وبفضل دماء شهداء الأمة الإسلامية تم اكتشاف الذات التاريخية في العالم الإسلامي، ويؤمن الجميع دائما بأمن وسلام وراحة ورفاهية العالم الإسلامي وبأن الأمة الإسلامية بوحدتها تسعى إلى تحقيق التقدم على كافة المستويات وفي كافة المجالات.

وأشار الي دور الشهداء العظماء مثل سليماني والمهندس وغيرهما من الشهداء في مختلف البلدان الإسلامية، وأكد أن هذا الدور جعلنا جميعا أمام مهمة ثقيلة الا وهي الوحدة والتازر والصمود والمقاومة في طريق الهدف والأمل في المستقبل.

وأكد على الحفاظ على وحدة وتازر الامة الاسلامية وعلى العلاقات الجيدة مع الجيران والدول الاسلامية وذلك عملا بتوصيات مفجر الثورة الاسلامية و صاحب فكرة اسبوع الوحدة الاسلامية الامام الخميني (قدس سره ).

ورأي رئيسي ان الدبلوماسية الثقافية والسياسية مهمة جدا في كافة المجالات، سواء على المستوى الفردي او السياسي والاجتماعي والثقافي، لافتا الى ان دور تجمع العلماء والمثقفين في مجال الدبلوماسية الثقافية يمكن أن يكون فعالا جدا لربط آسيا بإفريقيا وإفريقيا بأوروبا والبلدان المختلفة.

وأضاف، أن الامة الاسلامية اثبتت بأن العدو قد اخطأ في حساباته واكدت انها ماضية في نهج رسول الله محمد (ص) وفي نهج الشهداء لأنه طريق اهل الحق والعدل.

وأشار الى السلوك الغربي الممنهج في معاداة الاسلام عبر إهانة المقدسات والقرآن الكريم والتطبيع مع الكيان الصهيوني واستخدام وسائل الاعلام المغرض لتحقيق هدفهم .

وأعرب رئيسي عن امله في  أن يتمكن هذا المؤتمر الرائع، بحضور المثقفين والعلماء وبالتفكير المشترك، من السير على الطريق المشرق لوحدة الأمة الإسلامية وتضامنها واتخاذ خطوات أفضل في هذا الطريق من ذي قبل.

/انتهى/