أمير عبداللهيان: كان بإمكاننا استهداف الموانئ الإسرائيلية


أشار وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع شبكة NBC إلى رد إيران على الكيان الإسرائيلي، وقال: كان بإمكاننا ضرب حيفا وتل أبيب، واستهداف جميع الموانئ الاقتصادية للكيان الإسرائيلي، لكن خطنا الأحمر كان المدنيون.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن أمير عبداللهيان قال في هذه المقابلة ردا على سؤال حول افضلية التعامل والتفاوض مع ترامب او بايدن، إن الانتخابات الامريكية متعلقة بالشعب الامريكي وحده فهو من يختار وفقا لوجهات نظره  وطبعا سيتم احترام ذلك.

وأضاف، اما بالنسبة لإيران فهناك مبادىء معروفة في سياستها الخارجية ، وانه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين وانما الفارق الحقيقي يكمن في اسلوب وتعامل الادارة الأمريكية وعليه يمكن لإيران ان تحكم على ما إذا كان اسلوب أمريكا يعتمد على عدم التدخل واحترام الشعب الإيراني واحترام سيادة إيران ووحدة أراضيها.

وتابع، إن الواقع يشير الى ان أساليب بايدن وترامب قد تكون مختلفة في تطبيق السياسة الخارجية، لكن خلال فترة رئاسة بايدن، لم نشهد أي تقدم ملموس في القضايا المطروحة على الطاولة بين إيران والولايات المتحدة، بما في ذلك قضية خطة العمل المشترك الشاملة( JCPOA) مضيفا بأن ايران أظهرت الكثير من حسن النية في هذا الصدد، لكن بايدن واصل سياسة العقوبات القصوى التي فرضها ترامب بطريقة مختلفة.

 ولذلك فإن حكمنا ليس على أساس من هو الحزب الذي سيحكم في أمريكا ومن هو الشخص الذي سيكون الرئيس إنما حكمنا يستند الى اسلوب وتعامل ادارة البيت الأبيض و إذا تم التعامل مع إيران وشعبها باحترام، سيكون ردنا متبادلا ومحترما.

وردا على سؤال حول اسقاط مسيرات صغيرة فوق اصفهان ومزاعم الهجوه الصهيوني على ايران ، قال أمير عبداللهيان إن الادعاءات الواردة في وسائل الإعلام ليست دقيقة بناء على المعلومات المتوفرة لدينا، بل إن الكيان الصهيوني يسعى لخلق انتصار من هزيمته المتكررة، مضيفا انه إذا اتخذ الكيان الصهيوني اي  إجراء ضد ايران وثبت أنه صحيح بالنسبة لنا، سيكون فوريا  وحاسما وعلى أقصى مستوى وسيجعله يندم على فعلته.

وتابع، إن ماحدث في اصفهان لم يكن بهجوم انما كان بمثابة تحليق طائرتين او ثلاثة في سماء اصفهان تشبه الالعاب التي يستخدمها اطفال إيران وتم استهداف هذه الطائرات واسقاطها من قبل الدفاعات الجوية الايرانية اليقظة والتي هي دائما على اهبّة الاستعداد.

وعن القلق من وقوع حرب كارثية بين إيران والكيان الصهيوني، اشار امير عبداللهيان الى انه ومنذ اندلاع حرب غزة اعلنت ايران مرارا وتكرارا عدم ترحابها أبدا بتطور الحرب والتوتر في المنطقة مؤكدا على ان ايران تقف في الجانب الإيجابي من التطورات الإقليمية، سواء في الحرب ضد الإرهاب في السنوات الأخيرة أو في الجهود المبذولة لوقف الحرب في غزة وإعادة الأمن والهدوء الى المنطقة من ساحل البحر الأبيض المتوسط الى البحر الأحمر.

وتابع في هذا السياق موضحا بأن الرد العقابي الايراني كان وفقا للقوانين الدولية في اطار الدفاع المشروع  عبر استهداف  القواعد العسكرية التي تم منها الهجوم على القنصلية الايرانية في دمشق. وعليه وفور انتهاء هذه العملية الناجحة تم ابلاغ الادارة الامريكية انه لا نية لإيران في مواصلة العملية ضد الكيان الصهيوني .

وعلاوة على ذلك طلبنا مرارا وتكرارا من امريكا ان تنصح الكيان الصهيوني بعدم توسيع نطاق الحرب وهذا ما يعتمده نتنياهو لبقائه وحكومته في الحكم.

واضاف انه اذا ما اراد الكيان الصهيوني مواصلة مغامراته ضد المصالح الايرانية فسيواجه برد مختلف عن عملية "الوعد الصادق " المحدودة ، مضيفا بأن وسائل الاعلام الداعمة للكيان الصهيوني اثارت ضجة حول حادثة اصفهان مدعية بأن هذا الكيان قد استهدف قاعدة جوية في مدينة أصفهان ، وانما الواقع كان اسقاط الدفاعات الجوية الايرانية  لمسيرات صغيرة ربما كانت تقوم بالتجسس وجمع الصور والمعلومات ولم يثبت ان لها صلة بالكيان الصهيوني ولم ولم يتحمل أحد مسؤولية هذا الأمر.

لم يكن لدى ايران سوى خيار الرد العقابي  

وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك اجراءات اخرى للتعامل مع قضية استهداف الكيان الصهيوني للقنصلية الايرانية في دمشق، اشار وزير الخارجية الايراني الى أنه خلال الأشهر الستة الماضية قام الكيان الصهيوني باستهداف واغتيال مستشاري ايران في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا عدة مرات مستغلا بذلك  الظروف في غزة.

وبالمقابل مارست ايران  ضبط النفس لأنها لم نرغب في توسيع نطاق الحرب في المنطقة الا ان نتنياهو ساء فهم هذا الامر  وتجاوز الخطوط الحمراء وهاجم القنصلية الايرانية في دمشق بستة صواريخ.

وعليه تابع امير عبد اللهيان انه كان امام ايران خيارين لمواجهة هذا العدوان ، ان تقوم بالرد الفوري على الكيان الصهيوني او انها تقوم بضبط نفسها وتعطي الفرصة للحلول الدبلوماسية.لذا واحتراما منها لظروف المنطقة وضرورة  تركيز الاهتمام على قضية غزة وعدم رغبتها في توسيع نطاق الحرب توجهت ايران الى الامم المتحدة للنظر في هذا العدوان.

وفي هذا السياق،كانت ايران تتوقع بأن يصدر بيان في مجلس الأمن يدين الاعتداء على مكان دبلوماسي والذي ينتهك اتفاقيات فيينا. ولكن وللأسف، كسرت أمريكا وبريطانيا وفرنسا ممارسة الصمت تجاه هذا البيان وعارضوا صدوره.وهنا لم يبقى امام ايران سوى خيار واحد الا وهو الرد العقابي الواضح في اطار الدفاع المشروع عبر القيام بعملية الوعد الصادق.

واستطرد امير عبد اللهيان موضحا بأن ايران حددت اهدافا عسكرية وتحذيرية لردها العقابي وقامت بإستهداف القاعدتين العسكريتين اللتين استخدمتا لمهاجمة القنصلية الايرانية في دمشق. وعلى الرغم من انه كان بإمكانها ضرب حيفا ويافا (تل ابيب) واستهداف الموانىء والمؤسسات الحكومية والاقتصادية للكيان الصهيوني الا ان لدى ايران خط احمر وهو عدم استهداف المدنيين.

وبذلك تمكنت ايران من إظهار إرادتها الحاسمة واستعدادها التام في للدفاع عن المصالح الوطنية والأمن القومي الايراني، كما انها مستعدة لتحمل العواقب بعد ذلك، علاوة على ذلك نقلت رسالتها الى الكيان الصهيوني بأن الرد سيكون فوريا  وحاسما وعلى أقصى مستوى وسيجعله يندم على فعلته.

وفي اشارة الى ان أحد قادة الحرس الثوري الإسلامي، المسؤول عن حماية جميع المنشآت النووية الإيرانية، المح انه إذا هاجم الكيان الصهيوني المنشآت النووية الايراني فإن سياسة إيران النووية ستتغير أيضا، تم توجيه سؤال لوزير الخارجية الايراني مفادها هل تجاهل الكيان الصهيوني لتحذيرات الحرس الثوري الايراني وقيامه بالهجوم على اصفهان.

وهنا رد امير عبد اللهيان بأنه اوضح مرارا بأن ماحدث في اصفهان لم يكن بهجوم انما كان بمثابة تحليق طائرتين او ثلاثة في سماء اصفهان تشبه الالعاب التي يستخدمها اطفال ايران وتم استهداف هذه الطائرات واسقاطها من قبل الدفاعات الجوية الايرانية اليقظة والتي هي دائما على اهبّة الاستعداد.

واما فيما يتعلق بالبرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الايرانية ، فقد صرح امير عبد اللهيان بأنه دائما برنامج سلمي، لافتا الى ان ما يثير القلق الآن هو وجود العديد من الرؤوس النووية لدى الكيان الصهيوني الذي تجاوز الخطوط الحمراء على مدار الاشهر الستة الاخيرة وهو مسؤول عن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب مجتمعة. وعلاوة على ذلك ، اقتراح بعض المسؤولين في حكومة نتنياهو مرات عديدة استخدام القنبلة الذرية لتحقيق النصر في غزة، وهذا التهديد النووي مرتبط بأطماع الكيان الصهيوني وجرائم الحرب التي يرتكبها.

وعن عملية طوفان الاقصى وما اذا كانت حركة حماس قد ذهبت ابعد من ذلك وعلاقة ايران بهذه العملية، اكد وزير الخارجية الايراني مجددا على ان هذه العملية كانت قرارا فلسطينيا محضا ولم تكن ايران على علم بذلك.

واضاف ان اصل المشكلة ليست في 7 اكتوبر انما تعود الى 75 سنة من الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية وجرائمه المستمرة ووفقا للقوانين الدولية فأن الكيان الصهيوني هو كيان محتل ولا يخلق اي حق له مهما طالت مدة احتلاله لفلسطين ومن منطق القانون الدولي فإن الأراضي المحتلة لها قوانينها الخاصة .

ووفقا للقانون الدولي ايضا، يمكن لشعب الدولة المحتلة أن يدافع عن نفسه حتى الدخول في حرب مسلحة. وعلى الرغم من اننا نعارض قتل النساء والأطفال في أي مكان في العالم، ولكننا نعتبر تصرفات حماس كحركة تحرير فلسطينية شعبية متجذرة ضد الاحتلال، تماما في إطار القانون الدولي.

إنهاء الحرب في غزة

وعن الحرب في غزة والرغبة في انهائها، اكد امير عبد اللهيان ان ايران بذلت الكثير من الجهد في هذا الأمر خلال الأشهر الستة الماضية  وأيضا اشار الى انه خلال زيارته الأخيرة الى نيويورك ومن خلال لقائه مسؤولي الأمم المتحدة وامينها العام  أنطونيو غوتيريش،طرح وزير الخارجية الايراني أفكار مهمة للغاية وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع لوقف الحرب والتبادل الفوري للاسرى، وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من غزة، وعودة سكان غزة الى منازلهم ومناطقهم.

واعتبر انه قد حان الوقت كي يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بمبادرة في هذا المنصب الهام ويتخذ الإجراءات اللازمة لوقف الحرب في غزة على الفور. مضيقا بأن وقف الحرب في غزة يعني عودة الهدوء الى المنطقة من شواطئ البحر الأبيض المتوسط الى البحر الأحمر ، وسوف يستفيد الجميع من الهدوء والأمن الدائمين.

وعن بذل المزيد من الجهود الايرانية لإنهاء حرب غزة وتأثير ايران على حركة حماس، اوضح امير عبد اللهيان بأن حماس قد طرحت أفكارا معقولة جدا على طاولة المفاوضات، لافتا الى ان أطماع نتنياهو والكيان الصهيوني قد تسبب في إفشال المخططات التي اتبعها منذ أشهر الاخوة في قطر ومصر والذين يتبنون الأفكار كوسطاء. مضيفا بأن جزءاً كبيراً من سبب عدم التوصل إلى نتيجة هو المطالب القصوى والنظرة الاحتلالية للكيان الصهيوني تجاه أجزاء من غزة.

وتابع امير عبداللهيان انه وبكل صراحة ووضوح فإن الكيان الصهيوني لم يحقق أيا من أهدافه في الحرب، بحيث انه لم يتمكن من تدمير حماس واعتقال قادتها ونزع سلاحها داخل غزة، وايضا انه لم يتمكن من تدمير المنشآت الدفاعية للمقاومة وحركة التحريرالتابعة لحماس ونتيجة لذلك، بدأ بقتل النساء والأطفال.وحتى الآن، يريد هذا الكيان تحقيق ما لم يحققه ميدانيا على طاولة المفاوضات السياسية والتي ينبغي أن تكون التوقعات فيها معقولة وعملية.

وبالمقابل اعتبر امير عبداللهيان حماس تيارا منطقيا في فلسطين، موضحا بأنها اهتمت بالحل السياسي الواقعي، مشيرا الى انه من خلال التشاور والتفاعل مع حماس يلاحظ دائما أنها تطرح أفكارا تقدمية وواقعية وحتى ديمقراطية على الطاولة.

كما اشار الى انه ومن خلال المحادثات رفيعة المستوى مع إسماعيل هنية في طهران هناك استعداد لازم لتبادل الأسرى على شكل حزمة سياسية وإنسانية تشمل كافة القضايا.

واعتبر الآن فرصة جيدة ويمكن للأمين العام للأمم المتحدة أن يتحرك بشكل فعال للتوصل الى حزمة اتفاق تتضمن تبادل الأسرى، و مما لا شك فيه أن عملية تبادل الأسرى ستشكل جزءا مهما من اهتمام حماس بالمنظور الإنساني.

مشروع قرار منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة

 وحول مصداقية جهود إدارة بايدن للاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى بعد التصويت ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، اعتبر امير عبد اللهيان بأن خطاب الادارة الأمريكية واسلوبها المعتمد متناقضان،وعلى سبيل المثال، أمريكا تقول من ناحية، إنها تحاول وقف إطلاق النار لكنها لا تستخدم سلطتها بشكل جيد لإجبار نتنياهو على قبول وقف إطلاق النار.

واضاف امير عبد اللهيان متسائلا إذا كان نتنياهو لا يراعي أي خط أحمر تتحسس منه أمريكا، فلماذا كل هذا الدعم لنتنياهو ؟ ولماذا تتحدث أمريكا عن السلام ووقف إطلاق النار وعودة الأمن الى المنطقة وعدم تطور الحرب، وفي نفس أمريكا يتم اتخاذ قرار بإرسال مليار دولار أخرى كمساعدات أسلحة للكيان الصهيوني، ويتم إجراء محادثات مع المسؤولين الأمريكيين حول هذا الموضوع؟

وتابع إذا أرادت أمريكا ألا يتجاوز نتنياهو الخطوط الحمراء، لماذا تستخدم امريكا حق النقض ضد البيان الذي يدين انتهاك القانون الدولي؟ اولم تكن امريكا حاضرة لدعم  وحماية اتفاقيات فيينا المعروفة والتي تعتبر مهمة لحصانة جميع الدبلوماسيين والأماكن الدبلوماسية؟

وردا على سؤال حول الثورة الإسلامية الايرانية ورضا الشعب عنها، اشار امير عبد اللهيان بأن ايران أحرزت تقدما كبيرا خلال الـ 45 عاما الماضية، أولا في مجال الاستقلال السياسي، وثانيا في مجال التطورات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والصناعات والدفاع وغيرها.

وتابع بأن ايران الان من بين أفضل 5 أو 10 دول في العالم،كما حققت تقدما كبيرا في التقنيات الجديدة وفي المجالات التي لم تكن مسموحة لها بسبب الحظر المفروض عليها.

وفيما يتعلق بالمشاكل الاقتصادية اعتبر امير عبد اللهيان ان جزءاً منها يرجع الى السياسات غير القانونية والعقوبات الامريكية أحادية الجانب والتي اثارت خوف الدول الأخرى.

وختم انه وعلى الرغم العقوبات المفروضة الا ان ايران تحتل اليوم أحد أقوى مواقعها في مجال العلوم والمعرفة والتكنولوجيا والدفاع وفي المجال الاقتصادي، وبجهود شعبها وشبابها وبرامجها الحكومية سيتم إنشاء مستقبل مشرق لإيران والشعب الإيراني.

/انتهى/