تقرير/ تسنيم.. الصحفية الفلسطينية إخلاص صوالحة تضع مولودها الأول ويحيى يصبح رمزًا بطوفان الأقصي

وكالة تسنيم الدولية للأنباء - بعد أعوام طويلة من الاعتقال والانفصال القسري، عادت الصحفية والحكواتية الفلسطينية إخلاص صوالحة لتكتب فصلاً جديدًا في حياتها، هذه المرة بعيدًا عن قصص الأسر التي روتها من قبل، بل حول مولودها الأول يحيى، الذي جاء إلى الدنيا في ظل استمرار زوجها إبراهيم، الصحفي المعتقل في السجن.

 

 

إخلاص وإبراهيم، اللذان تزوجا عام 2018، عملا في مجال الصحافة لسنوات، وكان لهما نصيب من الاعتقالات المتبادلة؛ فحينما كان إبراهيم في السجن، كانت إخلاص بالخارج، وحينما أُفرج عنها، كان زوجها معتقلًا، واستمر هذا الحال لسنوات طويلة حتى عام 2022، حين وجد كلاهما نفسه داخل الأسر في الوقت نفسه.

بعد خروج إبراهيم وإخلاص من السجن، حملت الأخيرة، لكن القدر شاء أن يُعاد اعتقال زوجها إبراهيم وهي في الشهر الرابع من حملها، رغم ذلك، وُلد الطفل يحيى، ولم يكن بإمكان إبراهيم معرفة ولادته بسبب انقطاع التواصل مع الأسرى داخل السجون.  الصدفة شاءت أن يتلقى إبراهيم أخيراً أخبار مولده؛ فقد قامت إخلاص بإرسال صورة ابنها عبر أشقاء إبراهيم الذين حضروا محكمته، حيث أُعطيت الصورة لمحاميه، وتمكن إبراهيم من رؤيتها على الشاشة داخل محكمة عوفر، ليكتشف أن لديه ابنًا اسمه يحيى، رمز الحياة بعد العناء والألم الطويل.

إخلاص، التي اشتهرت في الدامون بحكاوات التراث والأغاني التي منحت الأسيرات أملاً في أحلك الظروف، تحمل اليوم أدوارًا متعددة في آن واحد: أمًّا وصحفية، وحكواتية. اختارت اسم يحيى ليكون رمزًا للحياة بعد الطوفان، ولتؤكد أن الفلسطينيين يولدون من جديد مهما اشتدت العواصف، وأن الحكاية لا تنكسر مهما طال الأسر أو الغياب.

وقالت إخلاص في حديثها عن مشاعرها: “إنها فرحةكبيرة، فرحة تكاد تنسيك المعاناة والألم واللحظات الصعبة التي مررنا بها خلال ست سنوات من الزواج، معظمها في ظروف الاعتقال. شعور العوض الذي منّ الله علينا به لايوصف بالكلمات.”

وأضافت: “أنا دائمًا أقول إن إبراهيم محظوظ في هذه الدنيا. لقد أنجبت في 28 يوليو، بعد يوم واحد من محكمة الاستئناف. شاء القدر أن أخرج وأرسل صورة ابني ليصل إلى قلبه حتى وإن كان بعيدًا”.

ويأتي مولودها الأول بعد سنوات من النضال والتضحيات، ليجسد معنى الصمود والحياة، ويؤكد أن الأمل يولد من رحم المعاناة، وأن الحياة تبقى أقوى من كل قيود السجن. من زنازين الاحتلال إلى حضن الأمومة…تستمر الحكاية، ويستمر الصوت الفلسطيني في نقل الصمود، حتى في أحلك الظروف.

/انتهى/