من الهاغانا إلى جيش الظل: الاحتلال وإعادة التاريخ في غزة

 

  1. يشهد قطاع غزة ظاهرة خطيرة تتمثل في ظهور ميليشيات محلية تعمل تحت أنظار الاحتلال الإسرائيلي، وبتنسيق مباشر مع أجهزته الأمنية
  2. هذه المجموعات التي تحمل أسماء وطنية وشعارات مقاومة، تشكّل في جوهرها نسخة محدثة من عصابات الهاجاناه والإرغون وشتيرن التي أسست لقيام الكيان الصهيوني عام 1948
  3. انطلقت الظاهرة من جنوب رفح مع مجموعة "القوات الشعبية" بقيادة ياسر أبو شباب، المتهمة بنهب المساعدات والتواصل مع الاحتلال تحت ذريعة "حماية الناس"
  4. في خان يونس، ظهر حسام الأسطل ليؤسس ما سماه "القوة الضاربة لمكافحة الإرهاب"، وهو اسم يعكس تقاطعاً واضحًا مع القاموس الأمني الإسرائيلي
  5. هذه التشكيلات المسلحة، رغم مظهرها الفوضوي، تُدار ضمن هندسة أمنية إسرائيلية دقيقة تهدف إلى تفكيك البنية الداخلية للمقاومة في القطاع
  6. تمتد هذه المجموعات من رفح جنوباً إلى بيت لاهيا شمالًا، وتتحرك ضمن ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، أي الشريط الأمني الخاضع لمراقبة الاحتلال
  7. تشير تقارير ميدانية وإسرائيلية إلى أن هذه الشبكات تتلقى دعمًا مباشراً من جهاز الشاباك وبالتنسيق مع الوحدة 8200 المختصة بالحرب الإلكترونية
  8. الهدف من هذه المجموعات ليس فقط تفجير الصراع الداخلي، بل إنشاء "جيش ظلّ" فلسطيني بإدارة إسرائيلية، يواجه حماس من الداخل كما جرى سابقًا مع "جيش لحد" في لبنان
  9. لا يعتمد الاحتلال في صورته الحديثة على الدبابات، بل على "هندسة الوعي والسيطرة الاجتماعية" من خلال زرع خصوم محليين يتقاتلون بالنيابة عنه
  10. بهذه الطريقة، تتحول أدوات الاحتلال إلى جزء من النسيج الفلسطيني نفسه، فيصبح الصراع داخلياً يبرر بقاء العدو الخارجي 
  11. في المقابل، تتحرك الأجهزة الأمنية في غزة لتطبيق قانون العقوبات الثوري لعام 1979 ضد المتعاونين، وقد نفذت عمليات مختلفة ضد عشرات المسلحين
  12. العشائر الفلسطينية بدورها بدأت تتبرأ من أبنائها المنخرطين في هذه العصابات، في محاولة لاستعادة الوحدة الأخلاقية للمجتمع
  13. يعيد هذا المشهد التاريخ إلى بدايات المشروع الصهيوني، حيث تحوّلت العصابات إلى "جيش نظامي"، واليوم يحاول الاحتلال إعادة إنتاج العصابات داخل المجتمع الفلسطيني
  14. يهدف هذا النسخ الاستعماري إلى تحويل غزة لمختبر لاحتلال غير مرئي، يسيطر على الوعي أكثر من الأرض، لكن الفلسطينيين ما زالوا يملكون ذاكرة مقاومة لا يمكن استنساخها

/إنتهى/