من الهاغانا إلى جيش الظل: الاحتلال وإعادة التاريخ في غزة
- الأخبار الشرق الأوسط
- 2025/10/30 - 16:05
- يشهد قطاع غزة ظاهرة خطيرة تتمثل في ظهور ميليشيات محلية تعمل تحت أنظار الاحتلال الإسرائيلي، وبتنسيق مباشر مع أجهزته الأمنية
- هذه المجموعات التي تحمل أسماء وطنية وشعارات مقاومة، تشكّل في جوهرها نسخة محدثة من عصابات الهاجاناه والإرغون وشتيرن التي أسست لقيام الكيان الصهيوني عام 1948
- انطلقت الظاهرة من جنوب رفح مع مجموعة "القوات الشعبية" بقيادة ياسر أبو شباب، المتهمة بنهب المساعدات والتواصل مع الاحتلال تحت ذريعة "حماية الناس"
- في خان يونس، ظهر حسام الأسطل ليؤسس ما سماه "القوة الضاربة لمكافحة الإرهاب"، وهو اسم يعكس تقاطعاً واضحًا مع القاموس الأمني الإسرائيلي
- هذه التشكيلات المسلحة، رغم مظهرها الفوضوي، تُدار ضمن هندسة أمنية إسرائيلية دقيقة تهدف إلى تفكيك البنية الداخلية للمقاومة في القطاع
- تمتد هذه المجموعات من رفح جنوباً إلى بيت لاهيا شمالًا، وتتحرك ضمن ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، أي الشريط الأمني الخاضع لمراقبة الاحتلال
- تشير تقارير ميدانية وإسرائيلية إلى أن هذه الشبكات تتلقى دعمًا مباشراً من جهاز الشاباك وبالتنسيق مع الوحدة 8200 المختصة بالحرب الإلكترونية
- الهدف من هذه المجموعات ليس فقط تفجير الصراع الداخلي، بل إنشاء "جيش ظلّ" فلسطيني بإدارة إسرائيلية، يواجه حماس من الداخل كما جرى سابقًا مع "جيش لحد" في لبنان
- لا يعتمد الاحتلال في صورته الحديثة على الدبابات، بل على "هندسة الوعي والسيطرة الاجتماعية" من خلال زرع خصوم محليين يتقاتلون بالنيابة عنه
- بهذه الطريقة، تتحول أدوات الاحتلال إلى جزء من النسيج الفلسطيني نفسه، فيصبح الصراع داخلياً يبرر بقاء العدو الخارجي
- في المقابل، تتحرك الأجهزة الأمنية في غزة لتطبيق قانون العقوبات الثوري لعام 1979 ضد المتعاونين، وقد نفذت عمليات مختلفة ضد عشرات المسلحين
- العشائر الفلسطينية بدورها بدأت تتبرأ من أبنائها المنخرطين في هذه العصابات، في محاولة لاستعادة الوحدة الأخلاقية للمجتمع
- يعيد هذا المشهد التاريخ إلى بدايات المشروع الصهيوني، حيث تحوّلت العصابات إلى "جيش نظامي"، واليوم يحاول الاحتلال إعادة إنتاج العصابات داخل المجتمع الفلسطيني
- يهدف هذا النسخ الاستعماري إلى تحويل غزة لمختبر لاحتلال غير مرئي، يسيطر على الوعي أكثر من الأرض، لكن الفلسطينيين ما زالوا يملكون ذاكرة مقاومة لا يمكن استنساخها
/إنتهى/