العمق المفقود: التوغل المحدود وصمود حزب الله يحبط الطموحات الإسرائيلية
- الأخبار الشرق الأوسط
- 2025/11/03 - 11:59
- لم تكن العملية البرية التي نفذها الكيان الإسرائيلي في لبنان مجرد خطوة لحماية المستوطنات، بل كانت جزءًا من خطة استراتيجية أعمق لتغيير الواقع الأمني في المنطقة
- هدفت العملية إلى فرض "منطقة عازلة" بعمق يتراوح بين 10 و16 كيلومترًا داخل لبنان لضمان تفوق أمني طويل الأمد ومحاولة إضعاف قدرة حزب الله على تهديد الشمال الفلسطيني المحتل
- سعى الكيان من خلال هذه الخطوة إلى قلب المعادلة الإقليمية وتقليص نفوذ محور المقاومة، وعلى رأسهم حزب الله، في مسعى لإعادة رسم التوازن الإقليمي وفق مصالحه
- تضمنت خطط نتنياهو غزواً أوسع يهدف إلى تدمير البنية التحتية القتالية للمقاومة وإعادة تشكيل ميزان القوى الإقليمي بما يخدم مصالح تل أبيب على المدى البعيد
- رغم الطموحات الاستراتيجية اصطدمت العملية بعوائق ميدانية جسيمة فرضتها المقاومة ما أجبر "الجيش" الإسرائيلي على تحويل العملية إلى توغل داخل الجنوب اللبناني
- شكّلت تضاريس جنوب لبنان وقسوة البيئة القتالية، إلى جانب تكتيكات حزب الله في حرب العصابات والكمائن والأنفاق، تحديات كبيرة أعاقت التوغل الإسرائيلي وقلّصت من فعالية الحملة
- لم تتمكن القوات الإسرائيلية من التقدم أكثر من خمسة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، واكتفت بالانتشار في نقاط محددة على طول الحدود بدلاً من تنفيذ اجتياح شامل
- إنقسم المجلس الوزاري الإسرائيلي بشكل حاد بين من يريد المضي قدماً لتحقيق عمق أمني دائم وبين من فضل التسوية السياسية لتجنب حرب استنزاف مكلفة على الأرض
- شهدت الأوساط الأمنية الإسرائيلية خططاً لدفع قوات حزب الله نحو شمال نهر الليطاني لخلق عمق أمني أكبر،فإصطدمت بالقدرات القتالية للمقاومة وصعوبة التحكم بالواقع على الأرض
- رغم التصريحات الرسمية لقيادات "الجيش" و"وزير الحرب" بأن العملية شملت "مناورات هادئة" لتدمير البنية التحتية لحزب الله، لكن النتائج لم تحقق الأهداف الاستراتيجية
- أدى صمود المقاومة واستحضار "الجيش" الإسرائيلي لخسائر حرب 2006 وإقرار جنود الاحتلال بقوة وتجهيز حزب الله مقارنة بالماضي إلى تردد واضح في مواصلة التوغل
- أجبر الضغط الدولي المتزايد، لا سيما المخاوف من تدخل قرارات دولية، الكيان الإسرائيلي على الحد من طموحاته العسكرية والتحول إلى عمليات محدودة وموجّهة
- فشل الكيان في فرض منطقة عازلة دائمة أو تحقيق تدمير شامل للبنية التحتية للمقاومة، وأصبحت عمليتها محصورة في تطهير نقاط حدودية ومهاجمة أهداف محددة فقط
- أظهرت العملية البرية الإسرائيلية فجوة كبيرة بين الطموح الاستراتيجي على الورق والقدرات على الأرض، فتحوّل الغزو المخطط إلى مأزق تكتيكي يستحضر دروس حرب 2006 المؤلمة
/إنتهى/