الانتظارُ في فلسطين… حكايةُ "نصرة" بين قبرٍ مؤجَّل وسجنٍ طويل
- الأخبار الشرق الأوسط
- 2025/11/04 - 16:40
تجلس نصرى لزبيدي من بلدة برقين قضى جنين لتروي حكاية عائلة رسم الاحتلال ملامحها بالقهر بين شهيد وجريح وأسير وبيت هدم مرارا، لم تكن أمًا عادية، بل الأم والأب معانا بعد أن فقد زوجها بصره فعاملت في السهول وشقت الأرض بيديها لتزرع في أبنائها جذور السمود والحرية.
قالت نصرة الزبيدي لوكالة تسنيم: "أنا عندي ابني نضال الله يرضى عليه استشهادة استشهد في 16 سبعة 2001، وما زال جثمانه عندهم، ما أعطوني شيئاً، وإسماعيل كان مطارد سنة وأعتقلوا وانحكم 30 سنة، صار له عندهم 23 سنة، وعندي محمد انحبس 5 سنين، وعندي نبيل انحبس 26 شهر، وعندي قسام انحبس 20 شهر، وعندي طارق صار يوفق 5 سنين، والحمد لله، والبيت هدموه، وإسماعيل بقى مطارد، وابن ابنتي الثانية محبوس اولاد أخوي طه و داود ومرت أخوي، هذا اعتقال وايضا تدمير البيوت، والبقية مطاردين، وزياد العامر، ونضال العامر، ويوسف العامر، ومحمد العامر، وأيهم، وأيسر، ومحمد الزكرية، والحمد لله، ولا نعلم الآن من دوره".
رحلة انتظارها طويلة هي أمّ الشهيد نضال أبو شادوف، الذي ما زال جثمانه محتجزًا في مقابر الأرقام منذ أربعةٍ وعشرين عامًا، وأمّ الأسير إسماعيل أبو شادوف المحكوم بالسجن ثلاثين عامًا تروي لنا رحلتها مع السجون.
أكملت نصرة لوكالة تسنيم: "انا مريضة في الغدة وغيرها من الامراض، من كثر ما ذهبت على المحاكم وعلى زيارات، ذهبت على سجن نفحة، وعلى سجن عسقلان، و على الرملة، على النقب، وذهبت على سجن مجدو، ولا سجن بإسرائيل أنا ما ذهبتش عليه، ولما إحنا نطلع من الصبح، وشوف يعني على المحاسيم والحواجز قديش بغلبونا وعندما نصل الى سجن النفحة لنروح من نص الليل، والله العظيم كنا في أيام كان حاجز الجلمة مغلق كانو يوقفونا عليه والدنيا يكون شتاء كنا نروح على بيوتنا كلنا مي، واصعب شيء الواحد يفقد ابنه".
عندما أُعلن عن صفقة التبادل الأخيرة بين المقاومة والاحتلال، تركت نصرة كل شيء، وجهّزت نفسها، ظنّت أن اللحظة المنتظرة قد حانت أخيرًا… لكن الاحتلال قرّر غير ذلك. عاد الأبناء إلى أحضان أمهاتهم، إلا هي… بقيت تنتظر.
أضافت نصرة الزبيدي لتسنيم: "الصفقة الأخرة يعني كنت أنا متأمل 100% أنه يصبح ابني وكل المؤبدات هم يطلعوا وهو يعني حكم عالي ومتبقي له سبع سنين، أنا واللهي كنت متأمل يعني كثير كثير وكنت فرحان، والله العظيم ما كانت الفرحة واسعة ولكن الأمانة لما ما طلع اسم ابني يعني أنا انصدمت لحد الآن لا احب أطلع من الدار، يعني جهزت كل شيء لابني".
أخذتنا نصرة إلى بيت بنته بيدها لابنها زرعت حوله ما كان يحبه إسماعيل على أمل أن يعود.
قالت نصرة : "زرعت له كل شيء وبنيت له منزل كبير ومن حوله ما يتمناه أشجار زيتون فواكه خضار كله مثمرة كنت متأمل بأن يخرج وياكل منها لم ادع احد ياكل منها ولكن للاسف يبدو انتظاري سيطول".
في فلسطين، الأم لا تنام، والأب لا يُطفئ النور… فبين ٧٤٥ جثمانًا محتجزًا وأكثر من ١٠ آلاف أسيرٍ، يمتدّ انتظارٌ لا نهاية له.
/انتهى/