ما لم يشاهد في خزاعة .. الارهابيون الصهاينة يقتلون طفلاً في حضن أمه

ما لم یشاهد فی خزاعة .. الارهابیون الصهاینة یقتلون طفلاً فی حضن أمه

يبدو أن الجريمة الكبرى التي ارتكبها كيان الارهاب الصهيوني في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس لم تتكشف بعد ، في ظل منع دخول الطواقم الطبية لانتشال الشهداء والمصابين ، ففيها كما في الشجاعية ، ارتكبت قوات الاحتلال يوم الأربعاء الماضي مجازر بشعة ضد المدنيين العزل و قتلتهم ودمرت المنازل على رؤوسهم بصواريخ طائراتها الحربية و قذائف مدفعيتها الثقيلة .

و الجريمة الكبرى التي ارتكبها الارهابيون الصهاينة في بلدة خزاعة كالتي ارتكبوها في الشجاعية ، تمثلت في قتل الأطفال و النساء والشيوخ بدم بارد وهي سياسة قوات الاحتلال . و نقل شهود عيان ناجون من مذبحة "خزاعة" جريمة واحدة من هذه الجرائم ، وهي : "أطلقت قوات الاحتلال النار على الطفل معتصم محمد أحمد النجار 4 سنوات ، وهو في حضن والدته ، أثناء مغادرة مجموعة من المواطنين البلدة ، رافعين الرايات البيضاء وأيديهم الى الاعلى ، ما أسفر عن إصابته برصاصة في صدره ، بعدها أجبر الاحتلال والدة الطفل على ترك ابنها على الأرض ينزف حتى استشهاده"!! .

ويقول شوقي النجار احد الناجين من مجزرة "خزاعة" إن الشهداء والجرحى لا زالوا في البلدة ، و لم يصل الصليب الأحمر لإخلائهم من المكان في منطقة محطة خزاعة للبترول ومنطقة النجار ، مضيفا أن شقيقه سليمان النجار وخاله محمد النجار استشهدوا ولا زالوا على الأرض منذ ثلاثة أيام . ويضيف الناجي من المذبحة : أن الاحتلال يحتجز عشرات الشباب كدروع بشرية بالقرب من محطة البترول في خزاعة ومنهم مصابين . و ناشد الضمائر الحية التدخل للوصل إلى بلدة خزاعة المنكوبة لإخلاء الشهداء والجرحى ، مشيرا إلى أن مواطني البلدة نزحوا على أربعة أفواج .
و قال ناج اخر وهو الدكتور رمضان قديح ، انه "كفّن أخاه الشهيد بكفن وقرأ عليه القرآن" ثم خرج من بيته في بلدة خزاعة المنكوبة شرق خان يونس أملا منه أن تستطيع الطواقم الطبية الدخول لانتشال الجثة ، و هكذا ودع الدكتور رمضان قديح أخيه الشهيد محمد .
ويروي الدكتور قديح لحظة استشهاد أخيه فيقول : "لحظة الهجوم على بيتي من قبل الجيش «الإسرائيلي» كان أخي متواجدا عندي ، فسمع صوت القنابل والقصف ينهال على البيت ، فهو كان في الملجأ "بدروم" فخرج رافعا يده الشمال حاملا راية بيضاء وتحدث مع الجيش باللغة العبرية قائلا لهم إن عندنا أطفال ونساء لماذا تقتلونا ؟ نحن مدنيون ... فأطلق عليه الجيش الصهيوني رصاصة أصابته بالقلب و أسقطته شهيدا ، و حاولت أن أخرجه من البيت ، لكن الجيش رفض وقال "الميت لا تشيلوه اتركوه هنا" ، فكفنته و أغلقت عينيه و قرأت عليه القرآن و ودعته ثم أخرجنا الاحتلال من البيت" . و أكد قديح أن الجيش أخرج جميع المتواجدين في البيت من نساء وأطفال ورجال و أخذوا الأطفال دروعا بشرية ، ثم سيطروا على المكان وحاولنا التحدث معهم للرأفة بالأطفال ومحاولة إخراجهم سريعا من المكان الذين بانت عليهم معالم الخوف و الذعر و البكاء الشديد من شدة ما يسمعون من قذائف وإطلاق للرصاص ، لكن دون جدوى . وأردف قديح "أخي استشهد أمامي ، وبيتي دمر ، واشتعلت النيران فيه وأبنائي خائفين ، وأنا لا أستطيع أن أفعل شيئا" . وأوضح قديح أن أهل خزاعة حاولوا الاتصال بسيارات الإسعاف والصليب الأحمر لمساعدتهم وانتشال الشهداء والجرحى لكنهم ردوا أن جيش الاحتلال يمنعهم من الدخول ويجب أن يتم التنسيق معهم . و اكد قديح الذي واكب وشاهد حروب عديدة في العالم العربي وقطاع غزة ، أكد إن "هذه أصعب الحروب التي مرت علينا وأشبهها بحرب هيروشيما وناكازاكي التي دمرت كل شيء أمامها ، فالاحتلال كالجزار الذي لا يعرف غير الذبح والقتل كما فعل مع أهالي غزة" . و أشار إلى أن البلديات لم تكن جاهزة من إمكانيات ومعدات لمساعدة أهل خزاعة في إخراج الأهالي والجرحى والشهداء من المكان ، مضيفا أنه إذا وجدت هذه الإمكانيات لكان الدمار أقل من ذلك . وتابع قائلا : "بالأمس عند سماع خبر التهدئة و إعلانها صبيحة هذا اليوم (السبت) انتظرناها بفارغ الصبر ، فخرجنا إلى خزاعة لانتشال الشهداء وتفقد المنازل ، تفاجأنا بأنها مغلقة والدبابات «الإسرائيلية» ما زالت متمركزة هناك ، وحاولنا الدخول إليها فالاحتلال أطلق النيران علينا" ، هذا هو حال قديح و غيره من مئات المواطنين الذين فوجئوا بقرار المنع الصهيوني دخول منطقة "خزاعة" . ودعا قديح مؤسسات حقوق الإنسان والعالم الحر لمساندة ومساعدة أهالي قطاع غزة الذين يكتوون بنار العدوان الصهيوني .
يذكر أن العشرات من أهالي منطقة "خزاعة" مازالوا ينتظرون و يصطفون في منطقة أبو عامر الحدودية التي تبعد عن خزاعة كيلو متر ، لعل أحدا يساعدهم ويدخلهم ليتفقدوا ما تبقى من منازلهم و إجلاء جثامين شهدائهم المظلومين .

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة