عضو برلمان سوري: نحن لن نترك حماس طالما أنها تمثل الأهداف والتطلعات والأحلام الفلسطينية


عضو برلمان سوری: نحن لن نترک حماس طالما أنها تمثل الأهداف والتطلعات والأحلام الفلسطینیة

تحدث عضو مجلس الشعب السوري الأستاذ خالد العبود عن مضمون الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد بعد أدائه القسم الدستوري ورد الفعل الأمريكي على هذا الخطاب، كما أكد أن هناك أمراً خطيراً قادما للمنطقة في ظل التطورات الأخيرة في العلاقة مع السعودية، وشدد على العلاقة المتينة التي تربط سوريا بحركات المقاومة الفلسطينية.

و حول الخطاب الأخير للرئيس الأسد والنبرة القوية التي تحدث بها تجاه بعض الجهات التي وقفت ضد الدولة السورية منذ بداية هذه الأزمة قال الأستاذ خالد العبود " نلاحظ أن هناك مستويان للتحدث ، المستوى الأول من الطبيعي أن يتحدث به  ومن خلاله الرئيس بشار الأسد ، إذ أنه وبعد هذه المعركة الطويلة هو موجود وهو يسجل جملة من النقاط على خصمه وعدوه خاصة وأن الهدف الاستراتيجي للعدوان قد تم إعلانه  منذ اللحظات الأولى بأنه " إسقاط النظام " أي أنه يعني إسقاط الرئيس بشار الأسد يبنما مرت هناك ثلاث سنوات وأربعة أشهر ولم يسقط لا النظام ولا الرئيس بشار الأسد وأنا في تقديري أن لغة التحدي نابعة بشكل موضوعي ومنطقي وحقيقي من المعركة فأنا لوكنت بعيدا واطلعت على هذا المشهد من بعيد لقلت أن الرجل محق وهو ينتصر وأعتقد أن البعض قد قارب هذا العنوان " وأضاف العبود :"  ولكن هناك مستوى آخر اكتشفته وكنت على بعد أمتار من الرئيس الأسد وأقول أنه لا يتقن لغة الشتم ولا يقف عند وصف الخصم من اللاشيء وكانت لغة التحدي طافحة بهذا المعنى وكان واضحاً أن  هناك شيئاً خطيراً قادما للمنطقة ، وأقول أن مستوى التحدي الذي أبداه كان بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة الأخيرة مع مملكة الرمال ومملكة آل سعود وأعتقد بأن هناك شيئا ما قد قرأه الأسد ولم يقرأه آخرون". وعن موقف الرئيس الأسد من السعودية واستهدافها بهذا الشكل المباشر في خطابه قال العبود "  هناك شيء جديد في مشهد خطاب الرئيس الأسد ، بمعنى أنه لم يعلق في خطابه على دبلوماسية سعودية لحظية ولم يعلق على مرحلة سياسية تمر بها السعودية وآل سعود ، بل هو أطلق الرصاص على كل المستويات الأخرى ، بمعنى أنه منذ اللحظة الأولى لإعطاء هذه الوثيقة ، وثيقة بيع فلسطين "لليهود"  ، تصور أن الرجل قد تناول هذا المفصل وقال معلومة أنا أول مرة أسمعها بهذا الشكل الواضح وهو أن هناك تهديدا لمنظمة التحرير والفلسطينيين منذ عام 1981 هذا التهديد هو سعودي وجاء باتجاه منظمة التحرير ووجودها في لبنان ، ثم كان اجتياح 82 واجتياح بيروت  وبالتالي أنا في تقديري إطلاق النار بهذه المساحة المفتوحة هو دال هام بجهة أن العلاقات أصبحت في مكان آخر " وتابع العبود :" وإذا ما تذكرون أن الرئيس الأسد قد قال منذ سنوات بأنه إذا ما استهدفت سوريا فهذا يعني بأن زلزالاً سوف يحصل على مستوى المنطقة ، ونحن قلنا في التحليل عماذا يتحدث الأسد ؟ والآن نحن نعيش هذه المرحلة ، ليس هناك زلزال إنما هنالك زلازل ، إذا الرجل يقرأ ويرى أكثر مما نرى ، ليس لأنه بشار الأسد وإنما لأنه مفصل أساسي وحلقة أساسية في نسق مقاوم على مستوى المنطقة والإيرانيون ليسو بعيدين عنه ، وقيادة المقاومة ليست بعيدة عنه ، إذا باعتقادي أن شيئاً قادما للمنطقة خاصة لمملكة الرمال " وحول تركيز الرئيس الأسد في خطابه للحديث عن تركيا والسعودية وابتعاده عن الولايات المتحدة الأمريكية أكد العبود أن :"  هنالك على سبيل المثال ولا أقول التقارب الإيراني الأمريكي ، فالإيراني لا يقارب ولا يحدث مقاربة مع الأمريكي ،  لكنه في بعض الأحيان نتيجة التعب والوهن الذي أصاب الأمريكي يحاول أن يذهب معه إلى منتصف طريق على عناوين تكتيكية أو تستفيد منها شعوب المنطقة ،  نعم أعتقد أن الرئيس الأسد على تواصل عميق وقوي مع حليفه الإيراني وحليفه لبنان ، لاحظ مثلاُ أنه لم يذكر صاحب العدوان الأساسي الولايات المتحدة الأمريكية ، في حين أنه ذهب إلى عناوين إقليمية يعني عندما تحدث عن أردوغان وعندما تحدث عن المملكة السعودية وأنا باعتقادي أنها العدو الرئيس وقائد العدوان الأساسي على سوريا ، وبالتالي يدرك الرئيس الأسد أن صديقه وحليفه الإيراني يدير هذه الزوايا بشكل أو بآخر فتجاوزها " وتابع العبود قائلاً: "  لايريد الآن أن يقترب من هذه العناوين ، لأنني أعتقد أن الرئيس الأسد يترك لحليفه هامش المناورة فيها ولا يريد أن ينقض في هذا العنوان كي يستطيع حليفه أن يتقدم في مثل هذه العناوين الأخرى ، لذلك لم يقترب من الأمريكي كثيراً ولم يسلط ناره عليه "
وحول ردة فعل الامريكي تجاه خطاب الرئيس الأسد أوضح العبود : " نحن الآن  في لحظة اشتباك ولايمكن تتوقع من خصمك إطلاقا من خلال إطلالة يقوم بها الرئيس الأسد أن يسلم له مباشرة أو أن يقول له أنت محق ونحن مخطئون ، ففي السياسة الأمور ليست كذلك وإذا أردت أن تصغي إلى موقف الأمريكي على خطاب الرئيس الأسد ، فعليك أن تعود لما قاله الأمريكي أوباما قبل أيام  ، فأوباما يدرك أن الرئيس الأسد سوف يطل بهذه الإطلالة وسوف يتحدث بجملة عناوين وربما سكت عن جملة عناوين أخرى ، يدرك أوباما أن الرئيس الأسد قد تقدم فيها ، لذلك إذا أردت أن تقرأ الرد ، عليك أن تتذكر ما قاله أوباما قبل أيام حول المعارضة ذاتها ، والجملة التي تم تداولها " حلم إسقاط الرئيس الأسد"  والآن الدبلوماسية الأمريكية لابد من أن ترد بهذه الطريقة ، المناورة في ظل الاشتباك ، فهي لا تستطيع أن تقول غير هذا الكلام وعليك أن تنتبه إلى عناوين أخرى تديرها الشقيقة إيران وعليك أن تنتبه لقيادات أمريكية ماذا قالت عن ناتج العدوان على سوريا " وأضاف العبود أن : "  هناك تناقض في التصريحات التي تقدمها الإدارة الأمريكية على لسان بعض رؤسائها ، فعندما يؤيد أوباما معارضة أو نسقا ما  من المعارضة ، ويتقدم آخر ويتحدث عن معارضة أخرى ويضيف نعتا أو  صفة فهذا يسمى تناقض ، وفي معنى من المعاني الرجل مشتبك معك ، ولا يمكن أن يلقي بأدواته وإلا هزم هزيمة كبرى ، وإذا ما أردنا أن نتعرف على  الكلام الموضوعي علينا أن نتابع ما تكتبه بعض الصحف الأمريكية علينا أن نتابع ما يقوله بعض المحللين الأمرييكيين الذين يقفون بشكل أو بآخر خارج المشهد ". ورداً على الادعاءات التي تقول أن الدولة السورية هي من أوجدت الإرهاب في المنطقة قال العبود :" سأقول أن هناك أنساقا من " الجيش الحر " قامت بأفعال إرهابية حتى أن تقارير محايدة ذكرت هذا الكلام ، يعني أول من أكل كبد جندي سوري كان ينتمي " للجيش الحر " وأول من مارس الذبح كان ينتمي " للجيش الحر " إذا هناك "الجيش الحر وجبهة النصرة وداعش" وأنا سأفترض الآن أن الذي دربها وشجعها وأطلقها إلى الشوارع هو المخابرات السورية ولكن السؤال هنا ولنفرض أن المخابرات السورية هي من أوجدت كل هؤلاء فلماذا تقومون بتبني عملياتها ولماذا تدعمونها بالمال والسلاح  ، ونحن نذكر أن معاذ الخطيب قال بملء فمه أن " جبهة النصرة " هي جزء أساسي من المعارضة السورية ، ثانياً فإن المملكة السعودية وضعت " جبهة النصرة " و " داعش " على لائحة الإرهاب منذ أيام قليلة لذلك يجب الانتباه إلى هذه القضية جيداً وهؤلاء هم أدواتهم وسوريا كانت جاهدة خلال هذه الفترة الماضية للقضاء على تلك الأدوات ". وبالحديث عن التنظيم الإرهابي داعش وهدف وجوده في المنطقة أكد العبود أن :" داعش أداة استعمال وهي ليست ناتج أيديولوجيا معينة وليست ناتج نسق فكري وفلسفي معين هي عبارة عن أداة استعمال تم تجميعها وفتحت لها أبواب ونوافذ باتجاه عناوين غرائزية وثقافة تسيطر على جغرافيا معينة ، وهذه الثقافة أعني بها ثقافة شبه جزيرة العرب ببعض رؤوسها ، انظروا ما الذي فعلته الولايات المتحدة الأمريكية ، هي استعملت هذه الأداة كي تبحث عن مشتركات فيما بينها وبين بعض الرؤوس الإقليمية المشتبكة معها بالأساس ، لذلك عندما أعلنت داعش احتلالها لبعض الكيلومترات في الأراضي العراقية ، سارعت الإدارة الأمريكية لكي تقول أنه يجب أن نتعامل مع إيران للوقوف أمام الإرهاب وهذا في السياسة يعني إحداث منصة إرتقاء لتعاون من الممكن أن يثمر في مكان آخر وعندما تحدث العراقي عن طائرات سورية قصفت داعش داخل الأراضي العراقية ، اعترض الأمريكي وهذا هو ما أقصده  بأن داعش هي أداة استعمال للأمريكي ليحدث بها نقاط اشتراك مع قوى إقليمية مشتبك معها ، ولكن إيران وسوريا تريد الآن أن تعزل الأمريكي ولا تريد أن تعطيه هذه المنصة كي تشاركه في مواجهة أداة هو من ولفها ودفعها باتجاه هذه الجغرافيا ". وبالنسبة للموقف السوري مما يجري في فلسطين وعلاقة سوريا بحركات المقاومة الفلسطينية قال العبود :" هناك معنيان هامان  لفهم المشهد الفلسطيني خلال العلاقة مع سوريا ، فنحن نلاحظ أن سوريا تفصل بين الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية السياسية فإذا تبنت الفصائل تطلعات وأحلام الشعب الفلسطيني وحقوقه ، فسوريا منحازة لهذا الفصيل ، ثانياً إذا خرجت رؤوس في الفصيل ذاته تتجاوز هذه الأحلام وهذه الأهداف فإن سوريا تبقى بجانب هذا الفصيل وتقف ضد هؤلاء القادة الذين خرجوا على هذه الأحلام وهذه التطلعات ، وهذا ما حصل في عام 82 وحصل مع ياسر عرفات ذاته ، لذلك نحن لن نترك حماس طالما أنها تمثل الأهداف والتطلعات والأحلام الفلسطينية ولكن عندما يخرج شخص يريد أن يتاجر بحماس فإن حماس تتعامل معه تاريخياً وتلفظه ، هذا هو فهمنا لطبيعة المعركة ، أما أن نتخلى عن الأشقاء الفلسطينين وندير ظهرنا لهم معاذ الله "

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة