معلومات استخباراتية تكشف أن مجموعات تكفيرية تحضر الى أكبر عمليّة إرهابيّة في تاريخ لبنان ؟!


معلومات استخباراتیة تکشف أن مجموعات تکفیریة تحضر الى أکبر عملیّة إرهابیّة فی تاریخ لبنان ؟!

كشفت معلومات استخباراتية تضمنها تقرير نشرته صحيفة "الاخبار" اليوم الخميس أن مجموعة إرهابية تكفيرية تقوم بتدريبات ميدانية في شمال لبنان، تمهيداً لمهاجمة إحدي القري، وخطف مجموعة كبيرة من المدنيين، للتفاوض مع الحكومة اللبنانية والمساومة بهم من أجل إطلاق سراح سجناء تكفيريين معتقلين لدي السلطات اللبنانية.

و حسب التقرير فأن أربع بؤر تقلق الجمهورية اللبنانية ، بحسب بعض أركانها المطلعين علي أحوالها .. أولاً جرود عرسال ومناطق انتشار المسلحين المعارضين للسلطات السورية هناك غرب القلمون وثانياً نقاط تجمع المسلحين أنفسهم في الشمال ، بين بعض أحياء طرابلس وبعض المخابئ العكارية و ثالثاً مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين ، ورابعاً سجن روميه المركزي . و في هذا السياق تري صحيفة «الأخبار» في تقريرها أن عرسال باتت تحت الضوء. وهو أمر كاف للتخفيف من خطرها خصوصاً في ظل التعاون الميداني الواضح لمعالجة تلك البؤرة، بين الجيشين اللبناني والسوري، كما بين حزب الله والقوي السياسية السنية. مفارقتان لا يحكي عنهما الكثير في الإعلام. غير أن دقة الوضع الناتج عن الخطر الداعشي في المنطقة، فرضتهما علي الأرض رغم كل التناقضات والتباينات والحسابات المختلفة . و في عين الحلوة، يتابع المطلعون أنفسهم، الخطر نفسه. لكن حجمه أصغر. فأعداد المجموعات التكفيرية داخل المخيم أقل مما هي عليه قبالة عرسال.. نطاقها الجغرافي محدود لا بل محاصر ومضبوط. فضلاً عن وجود فسحات لا بأس بها داخل المخيم، لحركة القوي الأمنية والعسكرية اللبنانية، كما للقوي الفلسطينية المتعاونة معها. وهو ما ترجم أخيراً بالخطة الأمنية التي طبقت في عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان. لكن يبقي عاملان أساسيان في قراءة مشهد عين الحلوة ورصده ومتابعته. أولاً احتفاظ سلطة أبو مازن بنفوذ راجح داخل المخيم، يشكل عنصر ضبط وسيطرة. وثانياً، اندلاع المعارك في قطاع غزة، بما يحرف أنظار التكفيريين داخل المخيم عن أجنداتهم الخاصة، ويركز الاهتمام علي نتائج المعركة في القطاع المحاصر . و تقول «الأخبار»: في الشمال تدور حرب مخابراتية شرسة بين الدولة اللبنانية والتكفيريين. في محصلتها يبدو أن الأجهزة الأمنية قد حققت نقاطاً مهمة جداً لمصلحتها. غير أنها كلما اقتربت من حسم العقول المدبرة وشارفت قطع رؤوس الإرهاب، اثيرت في وجهها الذرائع المذهبية والفتنوية، وصولاً إلي تهديد السلم الأهلي وتفجير الوضع الشمالي برمته. ما يدفع بالأجهزة الرسمية أكثر من مرة إلي فرملة اندفاعتها وإبطاء استثمارها لإنجازاتها المخابراتية . ويعطي المطلعون مثالاً دقيقاً علي تلك المفارقات، ما جري بعد إلقاء القبض علي أحد أبرز محركي المجموعات الإرهابية في الشمال، خالد محمود الملقب بـ «أبو عبيدة»، نهاية حزيران الماضي. فالموقوف شكل كنزاً معلوماتياً حول عمل الإرهابيين وشبكاتهم المختلفة، من التجنيد إلي التنفيذ، مروراً بالتجهيز والتخطيط. ونتيجة توقيفه تمكنت الأجهزة من استباق وقوع بعض العمليات، كما من اكتشاف بعض مخازن المتفجرات المعدّة لذلك. غير أن الأهم، أن التحقيقات معه أدت إلي اكتشاف خيوط معلوماتية واضحة، تؤدي إلي توريط عدد من كبار الرؤوس والأسماء الشمالية. بينهم مدنيون، كما آخرون ممن يحملون صفات غير زمنية. عندها استنفر البعض وتحرك وهوّل بالتصعيد إن لم يتم الإفراج عن بعض المشتبه فيهم. كأنما الهدف هو الضغط علي الأجهزة الأمنية لقطع سلسلة الملاحقة عند مستوي معين ومنع متابعتها إلي مختلف فروعها. وهو ما يبدو أنه حصل، ولو موقتاً . و بحسب الصحيفة تبقي «بؤرة سجن روميه» . هناك، كما كشف وزير الخارجية جبران باسيل قبل يومين، تكمن إحدي غرف القيادة للمجموعات الإرهابية. أجهزة اتصال وإنترنت وتسهيلات كاملة، إما نتيجة العجز وإما نتيجة عوامل أخري. حتي أن باسيل تحدث عن تقصير رسمي فاضح، بلغ حد وجود مراسلات رسمية تكرس هذه التسهيلات للقيادة الإرهابية في روميه. كل ذلك في ظل غياب اي رؤية رسمية أو قرار حكومي علي اي مستوي كان، حيال كيفية معالجة تلك البؤرة . غير أن معطي آخر استجد قبل ايام، ربط بين بؤرتي روميه والشمال. وهو قد يهدد بتبديل المشهد وفرض امر واقع جديد علي الدولة اللبنانية . إذ كشف سياسيون موثوقون وعلي قدر كبير جداً من المسؤولية، أنه قبل نحو عشرة ايام، نقلت دولة أوروبية كبري معلومات مخابراتية إلي الأجهزة الأمنية اللبنانية، مفادها أن مجموعة مسلحة تكفيرية، تنفذ تدريبات ميدانية لها في منطقة «وادي جهنم» في الشمال. وأن عددها يقدر بنحو مئة مسلح. وأنها تستعد لمهاجمة إحدي القري الشمالية، وخطف مجموعة كبيرة من المدنيين العزّل، ومن ثم نقلهم إلي قاعدة خلفية آمنة للتكفيريين، لبدء عملية تفاوض مع الحكومة اللبنانية من أجل إطلاق سراح رفاق الخاطفين من سجناء روميه. وذلك تحت طائلة التصفية التدريجية والإرهابية للرهائن . وأكدت الصحيفة أنه فيما كانت المعلومة الأمنية الأوروبية تصل إلي بيروت، كان سكان شماليون قريبون من المنطقة المحددة في «الإخبارية» ، يفيدون عن سماعهم إطلاق نار قريب في شكل متقطّع وعلي مدي أيام عدة. غير أن اللافت، بحسب السياسيين المطلعين علي تفاصيل الملف، أن بعض القوي الرسمية تعامل ببطء، إن لم يكن بخفّة، مع الموضوع. فلم تتحرك الدوريات الرسمية في اتجاه النقطة المحددة إلا بعد شيوع الخبر وحتي إمكان تسربه. لتعود بنتيجة سلبية. غير أن قيادة الجيش لم تتساهل حيال الأمر. فعمدت طيلة الأيام الماضية إلي تسيير دوريات وتمشيط المنطقة ورصدها جوياً بشكل دائم، تحسباً لأي حادث . و اكثر من ذلك، يكشف السياسيون أنفسهم لصحيفة «الأخبار»، أن استعدادات ميدانية اتخذت في أكثر من نقطة حساسة، لحماية الأهداف المحتملة لعملية إرهابية كهذه. وهو ما لقي إجماعاً وتعاوناً من قوي سياسية متناقضة الاصطفافات. وذلك تحسساً منها بخطورة الموقف ودقته... لا داعي للهلع والذعر، يؤكد المطلعون. فالقدرات الرسمية والوطنية أكبر بكثير من أي خطر إرهابي. لكن يبقي المطلوب جهوزية رسمية ووطنية كاملة علي مستوي القرار بالتصدي لهؤلاء، وعدم مراعاة أي اعتبار من أي نوع، تحت طائلة وقوع الكارثة.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة