عبداللهيان:«اسرائيل»لا تفهم إلا لغةالقوةوعلاقاتنا مع حماس مميزة والعلاقات مع الرياض تسير قدماً باتجاه أفق واسع

عبداللهیان:«اسرائیل»لا تفهم إلا لغةالقوةوعلاقاتنا مع حماس ممیزة والعلاقات مع الریاض تسیر قدماً باتجاه أفق واسع

أعلن مساعد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية الدكتور حسين أمير عبداللهيان أن العلاقات الثنائية بين طهران والرياض تسير قدماً باتجاه أفق واسع ، كما أكد في حديث لصحيفة «الأخبار» اللبنانية علي هامش زيارته الأخيرة للبنان و نشرته في عددها الصادر اليوم الخميس ، أن المفاوضات التي تجريها إيران مع الولايات المتحدة تقتصر علي الملف النووي مشددا على ان "علاقاتنا مع حماس مميزة" و "«اسرائيل» لا تفهم سوي لغة القوة" .

و أوضح امير عبد اللهيان أنه جدد خلال محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين استعداد الجانب الإيراني للمضي قدمًا في تنفيذ عشرات الاتفاقيات الموقعة بين البلدين خلال تولي رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية ، مؤكدًا أن موضوع العدوان الصهيوني علي غزة كان الموضوع الأكثر تركيزاً في البحث مع المسؤولين اللبنانيين . وشدد عبداللهيان علي أن إيران الاسلامية لا تتدخل بتاتًا في شؤون لبنان الداخلية ومنها الاستحقاق الرئاسي الذي وصفه بأنه «مسألة داخلية بامتياز» ، أكد في المقابل «إذا كان هناك مسعي حميد يطلب من إيران من أجل المساعدة علي تيسير هذا الأمر ، فنحن لن نبخل بذلك ، وسوف نسخر الدور الإيراني المساعد والميسر لهذه المسألة» ، كاشفًا أن المسؤولين الفرنسيين كانت لهم مباحثات بهذا الخصوص مع مسؤولين إيرانيين . و ردًا على سؤال عمّا إذا كان لبنان أحد المواضيع التي تم بحثها مع الأميركيين ، أجاب : «أنا أشرت إلي أن الفرنسيين تحدثوا معنا حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان . نحن لم نخض أي مفاوضات مع الأميركيين علي خلفية استحقاق الرئاسة في لبنان ، ولم نتحدث مع الأميركيين مطلقاً في الشأن اللبناني .. و أريد أن اؤكد أن المفاوضات التي تجريها إيران مع الولايات المتحدة الأميركية تتركز حصريا علي الملف النووي السلمي لإيران .. نحن لم ندخل في إطار الحوار الثنائي مع الولايات المتحدة الأميركية حول أي موضوع من المواضيع الإقليمية» .

وعن المخاوف من أن تكون الحرب الصهيونية علي غزة نهايةً للقضية الفلسطينية بهدنة طويلة الأمد عبر مبادرة أميركية ، أكد عبداللهيان أن حل القضية الفلسطينية يمكن فقط ، وفقط ، من خلال المقاومة ، وقال: «سوف نسعي إلي أن نضع حداً للجرائم التي ترتكبها «اسرائيل» ، ومن أجل تحقق الشروط التي وضعتها المقاومة الفلسطينية . ونحن، من أجل الوصول إلي هذا الهدف ، أجرينا العديد من المشاورات الاقليمية و الدولية ، لكن اذا نظرنا الي طريقة المسلك الصهيوني، نعتقد جديا أن الطريق الوحيد المؤدي الي تحصيل الحقوق الفلسطينية العادلة هو طريق المقاومة» . و أضاف : لقد «أعلن قائد الثورة الاسلامية بصوت مدوٍّ أن علي محبي فلسطين أن يقدموا يد العون إليها، إضافةً الي قطاع غزة ينبغي أن يعملوا علي تسليح الضفة الغربية أيضاً» مؤكدا ان «اسرائيل» لا تفهم سوي لغة القوة فقط لا غير .
وردًا على سؤال قال امير عبداللهيان : «أي مساعدة أو دعم تحتاج إليه المقاومة الفلسطينية في غزة، قدمناها في السابق ، وسنقدمها اليوم ، و لكن من الناحية التسليحية ، هناك امكانية لتقديم افضل انواع الاسلحة للمقاومة الفلسطينية من شتي انحاء العالم ، والعديد من الصواريخ التي تحتاج إليها المقاومة تصنع داخلياً في فلسطين ، وفي غزة تحديداً . فالفلسطينيون حولوا صناعة الصواريخ الي صناعة محلية» . وأكد عبداللهيان أن العلاقات التي ربطت الجمهورية الاسلامية بحماس طوال السنوات الثلاث الماضية كانت علاقات جيدة ومميزة ، والجمهورية الاسلامية الايرانية ما زالت مستمرة في دعمها واحتضانها لحركات المقاومة، ومنها حركة حماس. وقال: «علي الرغم من التباين في وجهات النظر بين ايران و حماس تجاه المسألة السورية ، الا اننا كنا وما زلنا نعتقد أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والمحورية للعالم الاسلامي برمته . لذلك نحن لن نسمح بأي شكل من الأشكال بأن تؤثر الأزمة السورية في علاقاتنا مع فصائل المقاومة في فلسطين».
وحول الموقف المصري فيما يتعلق بحرب غزة، قال عبداللهيان: « نحن سعداء بالمبادرة المصرية ، لكن لدينا ملاحظات علي بنودها و محتوياتها . نعتقد أن المبادرة السياسية المصرية يجب ان تتركز علي الاطار الذي يستعيد الحقوق الفلسطينية. ونعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك المزيد من المشاورات السياسية بين مصر وإيران، في الاتجاه الذي يحصن هذه المبادرة السياسية المصرية لتحقيق أو انجاز الحقوق الفلسطينية» . و أضاف: «نحن غير متشائمين حيال المبادرات التي تقوم بها مصر ، كما نحن مصممون علي خوض حوار جدي مع المصريين في الاتجاه الذي يؤدي الي وقف الجرائم التي ترتكبها «اسرائيل» ضد غزة . ولرفع الحصار عن القطاع ، جهزنا رحلات جوية عدة تحمل مساعدات انسانية الي قطاع غزة . وهناك العديد من الجرحي من أبناء غزة، الذين يستعدون للانتقال الي المستشفيات الايرانية لتلقي العلاج . طلبنا من السلطات المصرية أن تسهل وصول المساعدات الانسانية الي قطاع غزة، وفي المقابل نقل الجرحي من غزة الي ايران. نحن جادون بمسعانا في الافادة من طاقات مصر في الاتجاه الذي يخدم المقاومة» .
وعن العلاقة مع مصر ، لفت امير عبداللهيان إلي أنه مثل رسميا الجمهورية الاسلامية المصرية في مراسم تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي ، و قال : «كانت لي فرصة التحدث مع السيسي ومع بقية المسؤولين المصريين. عبرنا عن ملاحظاتنا رسميا و بوضوح حيال مسألة الاعتقالات وأحكام الاعدام الجماعي التي صدرت في مصر ، لكن في المقابل لدينا اهتمام و توجه خاص حيال الجهود التي يبذلها عبد الفتاح السيسي ، سواء في مصر أم علي مستوي المنطقة ، و ننظر باهتمام بالغ إلي مواقفه حيال مسألة التكفير والارهاب والتطرف في سوريا، وفي العراق» ، مؤكدًا أن العلاقات بين طهران والقاهرة «حالياً تركز علي حسن التعاون» . وأضاف : «في اللحظة التي يعلن فيها المصريون رفع مستوي العلاقات ، نحن في المقابل سنكون متجاوبين حيال هذا المسعي» ، مردفًا القول : «قلنا للمصريين بصراحة إن رفع مستوي العلاقات بين طهران والقاهرة سوف يكون من دون اي شروط مسبقة. علاقاتنا بالدول الموجودة في الخليج الفارسي علاقات ممتازة، ليس هناك حاجة الي طرف ثالث يوجه إلينا النصح في هذا المجال» .
و ردًا على سؤال شدد عبداللهيان علي أنه «ليس هناك ثمة مواجهة بين ايران وتركيا وقطر، فيما يتعلق بالمسائل الإقليمية . نحن لدينا بعض التباين في وجهات النظر بشأن بعض الملفات الاقليمية ، وخاصةً حيال الازمة السورية. طبعاً نقول في هذا الاطار إن العلاقات القائمة بيننا وبين تركيا هي علاقات استراتيجية، ونحن والاتراك بذلنا جهوداً مشتركة بشكل أن لا نسمح بأن يؤثر تباين وجهات النظر حيال الأزمة السورية ، بخدش العلاقات الاستراتيجية بين ايران وتركيا . و نحن فضلا عن المسألة السورية، التي تحمل تبايناً، هناك العديد من الملفات التي تحمل رؤي مشتركة بيننا وبين الاتراك والقطريين» . وبشان اليمن أعلن عبداللهيان أن «الأمن في اليمن من أمن إيران ، ومن أمن المنطقة» ، مؤكدًا أن «العلاقات التي تجمعنا باليمن في مختلف أطيافه متوازنة ومتعادلة» ، ومشددًا علي أن المشكلة بين الحوثيين والحكومة اليمنية مشكلة داخلية. وقال عبداللهيان : «حذرنا دوماً من أن الحكومة اليمنية تريد أن تحل المشاكل الداخلية التي تعانيها علي حساب الجمهورية الاسلامية الايرانية . مشكلة اليمن داخلية. نحن لا نتدخل بأي شكل من الاشكال في الامور اليمنية الداخلية» ، لافتًا إلي أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي أعلن أكثر من مرة أن ايران تدعم الحوثيين ، أعلن قبل عدة أشهر من تنحيه عن الرئاسة ، أن مسألة الدعم الايراني للحوثيين مسألة وهمية وستسحب من التداول ، مؤكدًا أن إيران تدعم وتؤيد الوحدة اليمنية والسيادة اليمنية والاستقرار في اليمن، وتدعم المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب اليمني . وعن إمكانية التوصل إلي اتفاق في المفاوضات مع الغرب حول الملف النووي، أكد عبداللهيان أن هذه المفاوضات تتابَع علي نحو جدي «لكن مع مواجهة صعوبات» . و قال : «الفريق المفاوض الايراني يفاوض علي نحو منطقي وعقلاني، وإذا بادر الاميركيون بالتفاوض معنا علي نحو منطقي وعقلاني، فلا شك في اننا سنصل الي نتيجة عملانية علي الارض بطريقة ترضي الطرفين. في هذا الاطار، نحن متفائلون بنهاية هذه المفاوضات».
وعن واقع العلاقات مع السعودية أوضح عبداللهيان أن هناك مسألة بروتوكولية تعيق زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلي السعودية ، وقال : «لأن اللقاء المرتقب بين وزير الخارجية الايراني والعاهل السعودي لم يؤكد علي نحو مسبق ، نحن فضلنا ان نؤجل هذه الزيارة الي وقت لاحق . أما اللقاءات التي تجمعني شخصياً بالمسؤولين السعوديين في مختلف المناسبات ، فهي تجري علي نحو دائم ، بصراحة و وضوح و صدق» . وعمّا إذا اشترطت طهران أن يستقبل الملك عبدالله ، الزائر الايراني ، قال عبدالهيان : «نحن لم نضع شرطاً مسبقا ً، لكن كما تعرفون في إطار العلاقات الثنائية بين أي بلدين ، هناك أمور بروتوكولية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ، إلا أننا في المقابل، ندرك طبيعة الظروف الصحية والجسمانية للعاهل السعودي ، لكن بطبيعة الحال ، فإن زيارة مسؤول إيراني، سواء كان وزير الخارجية، أو أي مسؤول ايراني أرفع مستوي ، للمملكة العربية السعودية ، ينبغي أن يمهَّد لها ببعض الخطوات التنسيقية . أنا أعتقد أن العلاقات الثنائية بين الرياض وطهران تسير قدماً باتجاه أفق واسع ورحب، ونحن متفائلون بالمستقبل» .
وعن الدور السعودي في دعم التنظيمات التكفيرية في العراق أجاب عبداللهيان : «أنا قلت في سياق حديثي إنه بالنسبة إلي الملفات الاقليمية ، هناك تباين في وجهات النظر بين إيران والسعودية . لطالما دعونا المسؤولين السعوديين الي المزيد من الاستشارات وتبادل وجهات النظر بين الجانبين ، لكن في ما يتعلق بالملفات الاقليمية ، فإن بعض المسؤولين الاقليميين ، و بدلا من أن يبادروا الي مفاوضات رسمية بين البلدين ، يفضلون التفاوض عبر وسائل الاعلام . ونحن ندعو هؤلاء المسؤولين الي اكثر حد ممكن من المفاوضات المباشرة» . وأضاف : «إيران والسعودية بلدان مهمان علي مستوي هذه المنطقة . نحن نعتقد أنه ينبغي أن تكون هناك محادثات جدية بين الطرفين ، لإرساء الهدوء والاستقرار في ربوع هذه المنطقة. وللأسف، فإن هناك بعض الأشخاص الذين يتسمون بالتطرف والحدة في صفوف السعوديين، لكن هذا الأمر يسري علي جميع البلدان، ففي كل بلد هناك متطرفون وحادون، وللأسف الشديد هؤلاء المتطرفون في السعودية يخربون العلاقة بين البلدين بالنسبة إلي الملفات الاقليمية» .
وختم امير عبداللهيان حديثه قائلاً : «ما زلنا نعتقد أن وجود العاهل السعودي الملك عبدالله يمثل فرصة في السعودية ، والملك كما كان في السابق ، لديه رؤي إيجابية، ونأمل ونريد أن نستفيد من هذه الرؤي لمقاربة الملفات الاقليمية بطريقة جيدة ، لكن بطبيعة الحال ، نحن ندرك الظروف الداخلية والاقليمية المحيطة بالسعودية».

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة