«الأخبار» : تحذير اللواء سليماني رسالة مباشرة من الحرس الثوري إلي إدارة باراك أوباما التي غطّت محرقة «إسرائيل»

«الأخبار» : تحذیر اللواء سلیمانی رسالة مباشرة من الحرس الثوری إلی إدارة باراک أوباما التی غطّت محرقة «إسرائیل»

رأت صحيفة «الأخبار» اللبنانية اليوم الجمعة أن التحذير الذي أطلقه القائد العام لقوات فيلق القدس اللواء قاسم سليماني ، «رسالة مباشرة» من الحرس الثوري إلي إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما التي تغطي «المحرقة» التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرة إلي أن رسالة اللواء سليماني جاءت لتوقف شيئاً أكبر ، كان سيحصل في قطاع غزة .

و لفتت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الي أنه لم يكد يمضي يومان علي دعوة قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي إلي تسليح الفلسطينيين، حتي دخل قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني بقوة علي خط غزة ، و قال صراحة بلغة غير مسبوقة : «إن نزع سلاح المقاومة أحلام يقظة وهرطقة لن تمر» ، و حذر من «أننا لن نتردد لحظة في الدفاع عن المقاومة» . سبقهما إلي ذلك إعلان دعم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي قال إن الحزب يؤيد كل فصائل المقاومة من دون استثناء. وقبلهم، أعلن أيضاً الرئيس السوري بشار الأسد الوقوف إلي جانب فلسطين التي تبقي القضية المركزية . ماذا يعني هذا ، و كيف سيُصرف هذا الكلام ، لكي لا يبقي كلاماً بينما غزة تتعرض لمحرقة نازية بامتياز؟ بحسب الصحيفة لا بد من سوق الملاحظات التالية :
قاسم سليماني هو الوحيد بين الآنف ذكرهم الذي وجه تحية بالاسم إلي «حماس» و«كتائب القسام» . هذه أول إشارة علنية ومباشرة من محور المقاومة صوب «حماس» التي تتهمها سوريا (تماماً كمصر) بالتورط في الحرب الداخلية . هي تؤكد حتي الآن طبعاً أن لا دلائل علي هذا التورط العسكري .
السقف العالي في كلام سليماني، وقبله الإمام الخامنئي و السيد نصرالله، يعبِّر بوضوح عن اصطفاف محور المقاومة ضد الدول الأخري المتهمة حالياً بتسهيل مهمة «إسرائيل» للقضاء علي «حماس» . المعني بالأمر خصوصاً، السعودية ومصر وبعدهما الإمارات وربما الأردن. لم يتردد سليماني في توجيه الاتهام إلي القاهرة قائلاً : «ألا لعنة الله علي كل من أغلق في وجهكم طرق الإمداد وشارك الصهاينة في جناياتهم» . هذا تحول مهم في الموقف الإيراني حيال نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. هو لعن كذلك من يصمت علي هذه الجريمة . و قالت الصحيفة ان "توجيه أقسي اللوم واللعنات إلي أميركا في هذه الفترة ليس كلاماً عابراً . واضح أن الحرس الثوري يوجه رسالة مباشرة إلي إدارة باراك أوباما، التي يشك البعض في أنها غطّت محرقة «إسرائيل» هذه المرة كثمن في مستقبل المفاوضات بين إيران والدول الغربية . يشعر قادة محور المقاومة بان ما يحصل في غزة مرتبط عضوياً بمحاولة إشعال بؤر النار الأخري ضدهم . كان السيد نصرالله واضحاً في ربط الحرب «الإسرائيلية» بتلك التي تشنها «داعش» في العراق . قال صراحة إن هذه «أخطر مرحلة منذ اغتصاب فلسطين» . العبارة نفسها تقريباً استخدمها سليماني بقوله : «أن فلسطين في هذا الزمن هي الحد الفاصل بين الحق والباطل»" . و رأت «الأخبار» أنه في التوقيت ، جاءت رسالة سليماني لتوقف علي الأرجح شيئاً أكبر قد يحصل أو كان سيحصل . فبعد صمود المقاومة بدماء شبابها ودماء الأبرياء في غزة المنكوبة، ليس أمام «إسرائيل» وداعميها سوي اعادة احتلال قطاع غزة. لا يمكن لسفاح العصر بنيامين نتنياهو أن يقبل الهزيمة. هذه ستدق المسمار الأخطر في نعش فكرة «إسرائيل» بكاملها . نحو 60 قتيلاً من ضباط وجنود النخبة. خسائر بالمليارات. انعدام ثقة «الإسرائيليين» بجيشهم. زعزعة الثقة بين الجيش والمؤسسة السياسية. ضبابية في العلاقة الأميركية ــــ «الإسرائيلية» بسبب الفشل. كلها أمور تدفع إلي الاعتقاد بأن «إسرائيل» أصبحت فعلا «أوهن من بيت العنكبوت». صارت «إسرائيل» كل بضع سنوات تتعرض لهزيمة أسوأ من التي سبقت .
في التوقيت وبحسب الصحيفة أيضا، تريد إيران وحلفاؤها اعادة جذب القاعدة السنية في الوطن العربي . هذه لحظة مناسبة تماماً فيما «داعش» لاهية عن فلسطين وتقطع الرؤوس وتدمر أضرحة الصوفيين وأهل السنة أيضا . وإذ تساءلت «الأخبار» عما إذا كان كلام قائد فيلق القدس في الحرس الثوري «إنذار يؤمل منه تسريع وتيرة الحلول السياسية وإنهاء الحرب وفتح المعابر؟ أم أن محور المقاومة بات يأخذ في الحسبان احتمال فتح الجبهة لمساندة غزة وتغيير المعادلة؟» رأت أنه «من المنطق التفكير في الخيار الأول في هذا الوقت. ليس من مصلحة احد الانزلاق إلي حرب واسعة في المنطقة» . لكن الصحيفة أكدت بالمقابل أن «حرب غزة صارت اكبر من غزة . هي ترسم معادلات وتحالفات جديدة وخطيرة في ظل الإرباك والتواطؤ الأميركيين، وانسياق الغرب علي نحو أعمي خلف واشنطن في دعمها لمحرقة العصر» ، مؤكدة أن المحرقة التي يرتكبها العدو الصهيوني ستقضي علي المستقبل السياسي للسفاح نتنياهو وتستكمل تفكيك صورة الجيش «الإسرائيلي»، الذي تبين انه قابل للقهر .
وختمت الصحيفة : "ان سليماني قال صراحة : إننا عشاق الشهادة، وإن الشهادة علي خط فلسطين وفي مسار القدس هي أمنية كل مسلم شريف. سبقه نصرالله إلي تحذير «إسرائيل» من الانزلاق إلي الانتحار بعد الفشل. الكلام مهم. لكن الأهم كيف سيُصرف؟" .

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة