خيبة أمل بـ«إسرائيل» بعد إعلان فشل محاولة اغتيال الضيف

خیبة أمل بـ«إسرائیل» بعد إعلان فشل محاولة اغتیال الضیف

اصيب الارهابيون الصهاينة بخيبة أمل كبيرة اثر اعتراف جيش الإحتلال بالفشل في محاولة اغتيال الشبح القسامي محمد الضيف القائد العام لكتائب الشهيد القسام ، بعد أن أمّلوا لساعات طويلة بتحقيق الإنجاز الستراتيجي الذي يبحث عنه الكيان على المستويين السياسي و العسكري منذ بدء العدوان على قطاع غزة ، و هو ما لم يتحقق كما تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" ، الصهيونية في إشارة إلى فشل محاولة اغتيال الضيف .

و لاشك ان العجز عن تحقيق إنجازات على أرض المعركة مع الفلسطينيين ، دفع المسؤولين الصهاينة إلى العمل على اغتيال القائد محمد الضيف ، ظناً منهم أن اغتياله يجلب لهم صورة النصر المنتظرة ، فكانت الخيبة نصيبهم . و لعل عددا كبيرا من المسؤولين السياسيين في «إسرائيل» ، مهّد لمحاولة الاغتيال هذه من خلال تعبيرهم مراراً وتكراراً عن سعي «إسرائيل» لاغتياله . فقد قال وزير خارجية الاحتلال أفيغدور ليبرمان إنه "حان الوقت للقول كفى. إذا لم يعيدوا جثث الجنود فعلى المخربين في الجانب الآخر أن يدركوا أننا سنرسل إليهم جثث محمد الضيف و هنية وكل قيادة حماس في غزة" . بدوره قال وزير المال يائير لابيد ان "محمد الضيف بحكم الميت .. هو يعلم أنه عاجلاً أم آجلاً سنقوم بتصفيته" . وتحول الضيف إذاً إلى الهدف رقم واحد في «إسرائيل» وفقاً لمحللين عسكريين، ومحاولة اغتياله هذه ليست الأولى بل هي الخامسة بحسب الاحصاء «الاسرائيلي» ، فـ«إسرائيل» تحاول منذ عام 2001 النيل منه . و بحسب أفي ديختر رئيس الشاباك السابق فإن "محمد الضيف هو رمز للإرهاب" متسائلاً "هل سيموت فعلاً أم سنصادفه مرة ؟ لست أدري بحسب انطباعي من المشهد العام وبسبب نشاطه" ، مضيفاً "هذا المخرب الذي يملك سبعة أرواح لن تقتله الشيخوخة" . و محاولات اغتيال الضيف تظهر بوضوح مدى الخطورة التي ينظر فيها الصهاينة إليه بوصفه العقل العسكري لحماس ، فالإنجاز الأساس في اغتياله سيكون معنوياً ، فلا شك أن هذا الأمر لن يمحى من عقل نتنياهو ويعالون وغانتس لأنه بعد 45 يوماً من القتال وفي ظل انتقاد سياسي وشعبي متزايد أملوا في إحضار "صورة النصر" ، كما تقول صحيفة «اسرائيل هيوم» .
و وفق المحلل السياسي الصهيوني ليئور أكرمان فإن "ضرب الضيف بنحو مباشر يمثل ضربة معنوية لحماس و داعميها من جهة وترفع من معنويات «الإسرائيليين» من جهة أخرى" .
و تقول القناة الثانية ان "عشرين عاماً من العمل السري و أربع أو خمس محاولات اغتيال فاشلة ، حولت الضيف إلى أسطورة حقيقية في غزة وخارجها" .  لكن المشكلة بالنسبة إلى «إسرائيل» كما يراها مراقبون هي أنه : "مع الضيف ، أو من دونه .. ستبقى حماس حركة تنادي وتعمل للقضاء على «إسرائيل»" .

• محمد الضيف قائد القسام المقعد الذي يؤرق الكيان الاسرائيلي
محمد الضيف قائد كتائب القسام ، الذي استشهدت زوجته و ابنه و ابنته في غارة جوية صهيونية ليل الثلاثاء ، نجا من خمس محاولات لاغتياله و تعتبره تل ابيب خصما خطيرا . و استشهدت زوجة الضيف الثانية وداد (27 عاما) و طفله علي الذي يبلغ من العمر سبعة اشهر و ابنته ، في غارة جوية صهيونية ليل الثلاثاء الاربعاء استهدفت منزلا في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة . تزوج الضيف من وداد قبل سبع سنوات . و ولد محمد دياب إبراهيم المصري ، و شهرته محمد الضيف ، عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها (القبيبة) داخل فلسطين المحتلة عام 1948، استقرت هذه الأسرة الفقيرة بداية الأمر في أحد مخيمات اللاجئين قبل أن تقيم في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة . و فقر أسرته المدقع أجبره مبكرا على العمل في عدة مهن ليساعد والده الذي كان يعمل في محل للغزل . و كبر هذا الطفل الصغير وكبرت معه أحلامه، فكان أن أنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج ، ثم حصل على رخصة القيادة لتحسين دخله . والضيف الذي قام على مدى اكثر من عشرين عاما ، كما يقول الجيش الصهيوني، بالتخطيط لعمليات كبرى ضد الكيان الغاصب من خطف جنود وهجمات انتحارية بالاضافة الى اطلاق الصواريخ وحفر الانفاق ، اصبح قائدا لكتائب القسام في عام 2002 بعد اغتيال القائد السابق صلاح شحادة في غارة صهيونية . و يحمل الضيف شهادة بكالوريوس في علم الاحياء من الجامعة الاسلامية في غزة وتبنى فكر حماس في بداية الثمانينيات . اعتقلته السلطة الفلسطينية في رام الله في ايار/مايو 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية . وتعرض الضيف لخمس محاولات اغتيال نجا منها ، لكنه اصيب في عينه وقدميه. ونجا في ايلول/سبتمبر عام 2002 من قصف استهدف سيارة كان يستقلها في منطقة الشيخ رضوان شمال غزة . و ذكرت مواقع اخبارية فلسطينية ان هذه الاصابة “جعلته مقعدا” . و قال مسؤول في حماس طالبا عدم كشف اسمه ان الضيف لا يستخدم ايا من وسائل التكنولوجيا الحديثة، مشيرا الى انه “يحيط نفسه بسرية لا مثيل لها ولا يستخدم اي نوع من انواع التكنولوجيا و دائم الحذر و لديه سرعة بديهة غير عادية وذكي جدا” . اعتقل الضيف مرة اولى في 1989 مع مئات من عناصر وقادة حركة حماس وامضى 16 شهرا في الاعتقال الاداري دون محاكمة . و تولى مساعده احمد الجعبري قيادة عمليات كتائب القسام . واغتالت «اسرائيل» الجعبري في 14 تشرين الثاني في بداية العملية العسكرية على قطاع غزة في 2012  . وقال مسؤول كبير في حماس “بعد استشهاد الجعبري الذي كان نائب الضيف وقائدا تنفيذيا يشرف على العمل العسكري ، تم الاعداد لترتيبات جديدة في تشكيلات القسام « اعدها الضيف لكنها سرية جدا” .

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة