3 أهداف سعودية لدعم التكفيريين والرياض لا تملك استراتيجية هجومية لمواجهة "داعش"


3 أهداف سعودیة لدعم التکفیریین والریاض لا تملک استراتیجیة هجومیة لمواجهة "داعش"

لفتت صحيفة "السفير" في عددها الصادر امس إلي أنه لم يسبق للملك السعودي عبد الله ان ذهب إلي ما ذهب إليه في تصريح له قبل ايام، من استعجال أوروبا وأمريكا، إنشاء تحالف عالمي لضرب الرهابيين بالقوة وبالعقل وبسرعة لأنهم سيصلون إلي أوروبا في غضون شهر، وأمريكا في غضون شهرين، مشيرة إلي أن المواعيد التي يضربها النفير الملكي السعودي تعكس حجم الاضطراب الذي يدب في المؤسسة السعودية الحاكمة، إزاء تمدد"داعش" من سوريا والعراق والأردن نحو السعودية.

ولاحظت الصحيفة أن السعودية التي تدعو الآخرين إلي بناء استراتيجية هجومية عاجلة ضد "داعش"، لا تحشد في مواجهة هذا التنظيم أكثر من الخطاب حتي الآن، إذ لا تملك الرياض استراتيجية ضده، علي الرغم من ارتفاع نبرة الخطاب السياسي والفقهي، سواء في ما يقوله عبد الله بن عبد العزيز، أو في ما أفتي به مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ بتكفير "داعش" و"جبهة النصرة".

وقالت:"يبدو الخطاب الملكي رسالة استغاثة لحماية الرياض نفسها، أكثر من كونه تحذيرا من خطر محدق بباريس ولندن وواشنطن، رغم قناعة متزايدة لدي مسؤوليها بأن هجوم "داعش" عليها، لم يعد سوي مسألة وقت، كما قال رئيس المخابرات الأميركية السابق مايكل هايدن، وكما بات راسخا لدي رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون".

وأشارت إلي أن التحذير السعودي يستبق جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري واجتماعات مجلس الأمن الدولي برئاسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وانطلاق التفاهمات الإقليمية حول مشروع واشنطن بناء تحالف ضد الإرهاب.

ورأت الصحيفة أن السعودية ترغب بـ"حجز دور أساسي في هذا التفاهم أولا، خصوصا إذا ما دعيت إليه إيران، لطي صفحة اتهام السعودية بالمسؤولية المباشرة عن توفير بيئة حاضنة لـ"الجهاديين" عبر تمويلها لحربهم في سوريا، كما طوت صفحة مسؤوليتها الأمنية والدعوية في الماضي، عن عمليات تنظيم "القاعدة"، لا سيما "غزوة" نيويورك. ويبدو لافتا التوجه نحو الأوروبيين والأمريكيين وحدهم، من دون تركيا أو الشركاء الخليجيين (في الخليج الفارسي)".

ونقلت عن مسؤول سعودي، يعمل علي الملف السوري في إنطاكيا التركية، أنه لم تتبلور أي استراتيجية سعودية واضحة، لمواجهة تمدد "داعش" إلي السعودية نفسها. مشيرا إلي الالتباس في الموقف التركي من "داعش"، وان مسؤولين أتراكا علي مستوي محلي يقدمون تسهيلات له للعمل في سوريا، ويقول انه لا توجد لدينا استراتيجية يمكنها أن توقف"داعش" في الوقت الحاضر، وان المعركة بيننا وبينه ستجري في النهاية فوق أرضنا.

وقالت الصحيفة: "تحت الرمال السعودية الحارقة تنتظر سكاكين "داعش" النائمة، وخلال آب ضاعف الأمن السعودي حملات الاعتقال في قلب المؤسسة الدينية، حيث يوجد أئمة الغزوات لنقض تحالف السيف والكتاب.

فقبل أسبوع، وبالتزامن مع النفير الملكي، اعتقلت أجهزة الأمن في محافظة تمير شبكة من ثمانية أئمة مساجد ومدراء مدارس تحفيظ القرآن، بتهمة تجنيد 34 تكفيريا للقتال في سوريا، وكانت حملة مشابهة قد أدت إلي اعتقال العشرات مطلع الشهر، عرف منهم 17 شخصا ممن وردت أسماؤهم في الجهاز الداخلي لـ"داعش".

وأضافت: "يدفع السعوديون اليوم ثمن السياسة الانتحارية التي قادت المشرفين علي الملف السوري في تركيا والأردن ولبنان في مطلع الحرب، إلي العمل علي إرسالهم إلي المحرقة "الجهادية" السورية تحقيقا لثلاثة أهداف متوازية: التخلص منهم اولا، والسيطرة ثانيا عبرهم علي الجماعات "الجهادية" المختلفة التي احتضنتهم من "النصرة" فـ"أحرار الشام" فـ"داعش"، وشن حرب "جهادية" علي الجيش السوري.

ورأت أن الارتباك السعودي في سوريا يبدو أكثر وضوحا منه من أي مكان آخر، حيث لا وجود لأي استراتيجية ضد "داعش" في المختبر الأساسي للتحول السعودي المحتمل، ونقلت عن مصدر غربي، يواكب عمل غرف العمليات في الشمال السوري، قوله إن السعوديين لا يملكون رؤية واضحة لمستقبل العمليات ضد الجيش السوري، علي ضوء صعود "داعش" علي تخوم العراق في دير الزور والجزيرة الفراتية وفي الرقة وتحت شرفة تركيا في ريف حلب الشمالي.

وإذ أكدت الصحيفة أن إعادة بناء الأجهزة السعودية المشرفة علي الملف السوري تراوح مكانها، في ظل فشل وزير الداخلية محمد بن نايف برسم سياسة هجومية بديلة. أشارت وفقا للمصدر الغربي إلي أن السعوديين لم يجدوا بديلا قويا يحل محل بندر بن سلطان، رئيس المخابرات ومستشار الملك عبد الله الأمني، في إدارة هذا الملف.

وبحسب الصحيفة فقد "كان بندر بن سلطان قد خط رؤية الحرب القصوي علي الجيش السوري،لكن الخطط التي عمل عليها، من تخصيص خمسة مليارات دولار لبناء جيش يجري تدريبه في الأردن والسعودية وباكستان، قد أخفقت كما أخفقت محاولات بناء قوة عسكرية في الأردن لاختراق دمشق عبر الجبهة الجنوبية. وتمزقت الأركان البديلة التي حاول تجميعها، ولم يبق من "الائتلاف الوطني السوري"، الذي قام بتجميع أجزائه من علمانيين و"جهاديين" وزعماء عشائر، ما يذكّر أحدا في المراسم السعودية بوجوده، وإرسال ممثل عنهم لاستقبال وفد، ضم قبل شهرين ميشال كيلو وبدر جاموس وفاروق طيفور، انتظر ساعات في مطار الرياض، قبل وصول حافلة تقله إلي فندق في العاصمة السعودية. وتراجعت غرفة عمليات عمان، ودورها في استراتيجية السعودية السورية، بعد إقالة نائب وزير الدفاع سلمان بن سلطان عن قيادتها".

ويقول المصدر الغربي إن السعوديين في غرف العمليات يقومون حاليا "بتصريف الأعمال" في تركيا والأردن، مع الاستمرار بمنافسة القطريين في إدارة الجماعات "الجهادية"، واحتواء "النصرة" التي تدعمها الدوحة.

وختمت الصحيفة: "ويحاول السعوديون بقوتهم المالية استمالة الفصائل التي فقدت مواردها الاقتصادية والبشرية، إما بسبب تمدد "داعش" واستيلائه علي النفط، لا سيما في الشرق، وإما بسبب تقدم الجيش السوري في حلب واستعادته المنطقة الصناعية في الشمال الشرقي، ويبدو أن اختراقا قد تحقق قبل ايام، مع انضمام "أحرار الشام"، الفصيل الأكبر في مواجهة "داعش"، إلي "المجلس العسكري الثوري الموحد"، الذي تديره الرياض عبر قائد "جيش الإسلام" زهران علوش".

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة