لماذا لم تلتحق تركيا بالتحالف الدولي ضد "داعش"؟


لماذا لم تلتحق ترکیا بالتحالف الدولی ضد "داعش"؟

علقت الصحف التركية في اعدادها الصادرة اليوم الاحد على اعلان تركيا عدم انضمامها الى التحالف الدولي ضد عصابات " داعش" الارهابية ، مشيرة الى الاجتماع الأمني الموسع الذي عقد برئاسة رئيس الحكومة احمد داود اوغلو وحضور رئيس الاستخبارات حاقان فيدان وقادة الجيش والوزراء الأمنيين، مساء أمس الأول الجمعة ، وتقرر خلاله عدم المشاركة في أي حرب برية أو جوية ضد تنظيم "داعش"، والاقتصار على "المساعدة السلبية" بما هي إنسانية أو ما إلى ذلك.

ونقلت صحيفة "يني شفق" الموالية لـ"حزب العدالة والتنمية"، أن الاجتماع قرر الرد سلباً على طلب واشنطن مشاركة تركيا في التحالف الدولي ضد "داعش"، ونسبت إلى مصادر المجتمعين أن العامل الأساسي في الرد السلبي هو أن أي مشاركة إيجابية في التحالف، ستعرّض المحتجزين الأتراك الـ49 لدى "داعش" للخطر، وعكس رئيس تحرير «يني شفق» إبراهيم قره غول الأسباب الفعلية لرفض تركيا المشاركة في التحالف، بقوله إن العملية ضد "داعش" هي فخ ينصب أيضا لتركيا، رابطاً بين احتجاز الرهائن والعملية العسكرية.

ويقول قره غول إن "المشهد الحالي يشبه كثيرا الوضع عشية غزو العراق في العام 2003،الجميع يضغط على تركيا للقيام بعملية برية عسكرية عبر الحدود التركية، حيث لا إمكانية لذلك من دون تركيا، يريدون من تركيا أن تحارب ليقوموا هم بجني ثمار الاستعمار، يريدون لتركيا أن تحارب وفي الوقت ذاته ألا تتدخل في الشأن العراقي، وإلا فها هم الديبلوماسيون الأتراك رهائن".

وقال إن، "العقل الذي خطف الرهائن هو نفسه الذي يعمل على إقحام تركيا في الحرب الجديدة،فإذا لم تقدم تركيا الدعم للعملية العسكرية فستخرج الدعاية العالمية بأن تركيا تدعم "داعش"، وإذا شاركت فسيتعرض الرهائن للخطر"، معتبرا أن "فخاً يُنصب لتركيا وبذريعة داعش يريدون إلقاء تركيا في نار الحرب الجديدة".

وتابع قره غول، "بعد "داعش" سوف يخلقون تنظيمات أخرى، حيث لا مشروع لديهم لحل مشكلات المنطقة، والدول التي ستحارب "داعش" اليوم هي نفسها التي ستدعم من سيأتي من بعدها". وانتهى إلى القول بأن "همّ هذه الدول ليس "داعش: بل كيف تعاقب تركيا".

لكن في المقابل، شنت الصحف المعارضة انتقادات للموقف الحكومي من "داعش"،  فقد تساءلت صحيفة "زمان" عن سبب بقاء الحكومة صامتة على الأخبار التي تتناول تركيا في الغرب، ومن ذلك فتح مكتب في منطقة محمد الفاتح في اسطنبول لتنسيق وصول المقاتلين الأجانب الذين سينضمون إلى "داعش"، ولماذا لم يخرج أي مسؤول تركي، حتى قبل احتجاز الرهائن الأتراك، ليقول "بالنسبة لنا تنظيم "داعش" إرهابي، والمزاعم عن دعم تركيا له غير صحيحة"؟. ولماذا لم تسمح الحكومة بمناقشة قضية احتجاز الرهائن في الموصل في وسائل الإعلام التركية؟ وما هي صلات التنظيم داخل تركيا وعبور الحدود؟ ولماذا بقيت تركيا صامتة على المجازر ضد التركمان في العراق حيث إن "حزب العمال الكردستاني"، الذي تصنفه أنقرة إرهابياً، هو الذي تصدى لتنظيم "داعش" دفاعاً عن التركمان؟ ولماذا تأسس معسكر في غازي عينتاب للمقاتلين القادمين من الخارج ليعبروا من بعد إلى سوريا للالتحاق بالتنظيم من دون رقابة، وتنهي الصحيفة بالتساؤل عن سبب بقاء تركيا صامتة على كل هذه الاتهامات.

وفي هذا الوقت، بدأت تطفو على السطح الخلافات بين منطقة كردستان العراق وأنقرة، فبعد انتقادات رئيس حكومة المنطقة نيجرفان البرزاني الأخيرة بأن أنقرة لم تقدم الدعم الذي كانت تنتظره منها لمحاربة "داعش" وصد خطره على الإقليم، قال "رئيس ديوان رئاسة" إقليم كردستان فؤاد حسين، في حوار مع صحيفة "ميللييت"، إن أربيل أصيبت بخيبة أمل من جراء الموقف التركي، وكشف حسين انه "كان قد ذهب إلى تركيا في مطلع آب الماضي لطلب المساعدة ضد "داعش"، وكانت اربيل بأمسّ الحاجة إليها، لكنه لم يلق أي جواب إيجابي"».

وكانت الصحيفة قد اعلنت من قبل نقلا عن مسؤول كردي رفيع المستوى ، انه في المقابل كان لإيران دور كبير في دعم البيشمركة،موضحا أن "إيران زوّدتهم بكل ما طلبوه، وشاركوا معهم في القتال في أكثر من مكان، ولا سيما في عمليات تحرير مدينة آمرلي التركمانية ، في حين وقفت تركيا تتفرج".
 

 

 

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة