الدكتور ظريف مخاطبا الأميركان : ماذا جنيتم من الحظر؟


الدکتور ظریف مخاطبا الأمیرکان : ماذا جنیتم من الحظر؟

تساءل وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف ، في حوار مع صحيفة "ناشيونال انترست" الأميركية المختصة بالسياسة الخارجية ، قائلا : ماذا جنت أميركا من سياسات فرض الحظر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ؟ و نبه الى ان اجراءات الحظر الغربي لم تحقق لهم سوى غضب واستياء الشعب الإيراني وليس شيئا آخر.

وأفادت وكالة "تسنيم" الدولية للانباء بان الوزير ظريف الذي وصل الى نيويورك لاجراء جولة جديدة من المحادثات النووية مع مجموعة السداسية الدولية ، ذكر ذلك في حوار مع صحيفة "ناشيونال انترست" الأمريكية . وفي اجابته على سؤال عن مباحثاته مع "كاثرين آشتون" ، و التوصل إلى وضع خارطة طريق نهائية ، قال ظريف : آمل ان يتحقق هذا الموضوع ، واعتقد اننا نملك حاليا خارطة طريق حيث تم في شهر تشرين الثاني الماضي بجنيف التوصل الى اتفاق ينطوي على امرين ، الاول : اطمئنان الجانب الغربي بسلمية البرنامج النووي الايراني ، و الثاني ألغاء اجراءات الحظر الغربي المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية . واوضح ان إيران لا تطالب باية ضمانات امنية او اموال ، بل انها لم تطالب امريكا بتنفيذ عمل ما ، سوى رفع الحظر الاقتصادي ، و في المقابل سوف تلتزم ايران بالضوابط حول برنامجها النووي لطمأنة الجانب الغربي بسلمية برنامجها النووي و اقناع العالم بانها لا تسعى الى انتاج اسلحة نووية .
و نوه ظريف الى انه اذا ارادت اميركا ان تقوم بمغامرة عسكرية ضد ايران فانه سيكون هناك حديث اخر ، واعتقد بانه لا يوجد شخص عاقل سالم في العالم له رغبة في تنفيذ هذا الامر، لاسيما و ان المنطقة غارقة في مشاكل وتحديات خطيرة . و تابع القول : على الاميركيين ان يفهموا بان الحظر لا يجني لهم شيء ثمين وقيم ، وان ايران دفعت الثمن الاقتصادي للحظر لكنها صمدت مقابل الضغوط . و حاليا نسأل امريكا : ماذا جنيت من الحظر ؟ ليس لدي شك بانها لم تحصل على شيء سوى غضب واستياء الشعب الايراني .  اما حول تهديدات تنظيم "داعش" الارهابي ، فقد صرح ظريف ان المشكلة هي ان اميركا والتحالف الدولي لم يتخذوا لحد الان قرارا حول متابعة جادة لمحاربة الارهاب وهذا التنظيم . و قال ظريف ان "داعش" ليس ظاهرة جديدة وليدة اليوم ، فانها كانت موجودة في الواقع ابان الهجوم الاميركي على العراق وانها وليدة السياسات العسكرية الاميركية ، لكنها تحولت اليوم بدعم اميركي وبعض حلفاءها في المنطقة الى وحش ، كما نشاهدها الان في سوريا . واضاف ان هذا التنظيم خطر ليس فقط يهدد منطقنا بل انه يمثل تهديدا خطيرا للعالم اجمع وعلى الغرب ان يشعر بقلق من هذا التهديد . و اردف القول ان هذا التنظيم الارهابي تحول الى تحد كبير حينما دُعم في سوريا بالمال والسلاح وبالتأييد الدولي . و اضاف وزير الخارجية في اجابته على سؤال هل ان السعودية كانت سببا لتوسيع تنظيم "داعش"؟ فقال : لا اريد العودة للماضي ، و امل ان يكون الاصدقاء السعوديون توصلوا الى ان "داعش" تمثل تهديدا كبيرا وخطيرا لهم اكثر مما بالنسبة للعراق وسويا .
اما حول العلاقات بين ايران واميركا بعد التوصل الى الاتفاق المحتمل اوضح ظريف: انني انسان واقعي، ولهذا يجب اولا التوصل إلى اتفاق حول الموضع النووي الايراني . وان هذا الامر سوف يزيل عقبة من العقبات الموجودة على مسيرة العلاقات الثنائية وسوف يؤدي الى تقليل مستوى التوتر بين ايران اميركا ، ولا اعتقد بان التوتر في العلاقات قضية ذاتية او امر لا مفر منه . و اضاف : هناك مجموعة من السياسات ادت الى تذكية التوتر بين الجانبين وانا اعتقد بضروة تغيير هذه السياسات .
و سأل مراسل "ناشيونال انترست" وزير الخارجية حول تحليله للاوضاع اللبنانية لاسيما وان داعش كانت لها هجمات واسعة على لبنان ، فاجاب ظريف  لقد هاجمت "داعش" مرات عدة منطقة معينة من لبنان ونجح الجيش اللبناني في التصدي لها وان هذا يشير الى ان خطر "داعش" لا ينحصر في دولة واحدة وهو بلاء عظيم لابد من مواجهته قبل ان يندم الجميع غدا لانه يمثل تهديدا لبقية الدول ايضا .
و سأل الكاتب الاميركي "جاكوب هايلبرون" مراسل "ناشيونال انترست" : لقد شاهدنا الهجوم علي قطاع غزة فهل تعتقد بوجود فرصة للسلام ؟ فاجاب ظريف : ان اعتقد ان الرد الاميركي والغربي تجاه عمليات الابادة الجماعية الصهيونية ضد اهالي غزة سيكون لها اثار معينة على المجاميع الارهابية مثل "داعش" . و تطرق وزير الخارجية الى الاجابة على سؤال حول اسباب عدم امتلاك ايران لقنبلة نووية ، و اوضح ان هناك اسبابا كثيرة ، منها اسباب امنية ونظرا لان إيران تُعتبر القوة الكبرى والاكثر استقرارا في المنطقة ، و عليها اقناع دول المنطقة بانها لا تعادي ولا تمثل تهديدا لاية دولة من دول المنطقة . و اضاف ان ايران تبذل جهودا كبيرة لكسب ثقة دول المنطقة ، و من هنا فانها لا ترى حاجة للقنبلة النووية لانها سوف تسيء الى مواقفها وتوتر علاقاتها مع دول الجوار ، كما انه اذا شعرت هذه الدول بالخطر فانها سوف تبحث عن ضمانات امنية من خلال الاعتماد على الدول الاجنبية غير الاقليمية وبالتالي فان المنطقة كلها تتحمل التبعات السلبية لهذه السياسة الخاطئة . واخيرا فان السلاح النووي لن يجلب الامن لاحد .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة