المرجع السيستاني يحذر أن تكون المساعدات الخارجية ذريعة لهيمنة الاجنبي ومدخلاً للمساس بإستقلالية القرار في العراق

و جاء تحذير المرجعية الدينية في العراق على لسان ممثلها في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة بالمرقد الحسيني قائلا : "في الوقت الذي يجري فيه حشد جهود دولية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي فإنه يتعيّن على القيادات السياسية أن يكونوا على مستوى من اليقظة والحذر و أن لا تكون المساعدة الخارجية مدخلاً للمساس باستقلالية القرار السياسي والعسكري وان لا يتخذوا من التنسيق والتعاون ذريعة لهيمنة القرار الأجنبي" . و أضاف الكربلائي إن "الحاجة الى التعاون الدولي لا يعني عدم قدرة أبناء الشعب العراقي وقواته المسلحة على المقابلة مع هذا التنظيم، فقد اثبتت الشهور الماضية بعد صدور نداء المرجعية وما اعقبه من الإستجابة الواسعة، وما حصل من تقدّم ميداني على الأرض أنه متى ما توفرت الإرادة الوطنية الخالصة والدفاع عن الوطن فإن أبناء هذا البلد قادرون بعون الله تعالى على الوقوف بوجه هذا التنظيم وان طالت المعركة بعض الوقت" . و أشار الكربلائي إلى ان "الجهد العسكري وإن كان مؤثرا، إلاّ أنه لوحده ليس كافياً للقضاء على التنظيم، بل لابد من معالجة الجذور الأساسية واستفحالها"، مبيّناً ان "الفكر المتطرف جرى الترويج له عبر الآف المؤسسات والدعاة وهو العامل الأساس لما ابتليت به المنطقة من الإرهاب" .

و حثّ الكربلائي الأجهزة الأمنية على حماية المدن المقدسة والمناطق السكنية، وعدم اقتصار اهتمامها على المناطق الساخنة، محذراً أن "المجاميع الارهابية" تتبع خططاً جديدة لإرباك القوات الأمنية . وقال امام الجمعة بكربلاء : "نوصي الأجهزة الأمنية بحماية المناطق السكنية وخصوصاً المدن المقدسة باليقظة والتنبه ووضع الخطط المناسبة"، مبيناً ان "هذه المجاميع اخذت تتبع خططا جديدة الغرض منها ارباك القوات الامنية باستخدامها السيارات المفخخة وقذائف الهاون في وقت واحد". وأضاف إن "المطلوب هو ان لايقتصر اهتمام القوات الأمنية بالمناطق الساخنة وأن تسهر ليل نهار"، مشدداً على أن "تضع الخطط الفعالة والتي تناسب مع خطط الإرهاب" . من جهة أخرى، دعا الشيخ الكربلائي إلى "اغاثة اهالي مدينة الضلوعية" ، مشيراً إلى أن "هذه المدينة تقاتل عصابات "داعش" التكفيرية منذ 90 يوماً وقدمت مئات الشهداء والجرحى على الرغم من قلة امكانياتها".