جندي سوري يروي لـ"تسنيم" أسرار صمود الجيش السوري مدة عامين كاملين في "الفرقة 17" بريف مدينة الرقة


جندی سوری یروی لـ"تسنیم" أسرار صمود الجیش السوری مدة عامین کاملین فی "الفرقة 17" بریف مدینة الرقة

روى جندي في الجيش السوري كان في "الفرقة 17" الواقعة بريف مدينة الرقة شمال سوريا والتي بقيت صامدة في وجه إرهابيي "جبهة النصرة " و "داعش" وغيرها من الفصائل الارهابية لمدة عامين كاملين ، لمراسل وكالة "تسنيم" في دمشق ، خفايا و تفاصيل فريدة دارت في تلك المعارك وعن السر الذي كان وراء الكثير من الانتصارات التي حققها الجيش السوري هناك .

وبالحديث عن الفرقة 17 وما تعرضت إليه من هجوم خلال العامين الماضيين قال الجندي السوري : "منذ بداية الحصار على الفرقة 17  وقبل حوالي عامين، تعرضنا لعدة هجومات من كافة الفصائل الإرهابية المقاتلة ، بدءً من ميليشيا "الجيش الحر" وصولاً إلى تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي الذي كان يقوم بالهجوم علينا بالآلاف وبأسلحة نوعية حيث تمكن من التقدم باتجاه " كتيبة الهندسة " وصولاً إلى كتيبة الـ " م/د"، لكن أبطال "الفرقة 17" استطاعوا صد هذا الهجوم وتكبيدهم مئات القتلى والجرحى ، بعد ذلك تمكنا من إنشاء خط دفاع قوي لنا عند "كتيبة الكيمياء " استطعنا من خلاله صد كل الهجومات التي قامت بها "جبهة النصرة " و "الجبهة الإسلامية " و " أحرار الشام " على مقر الفرقة 17 ، وتابع الجندي قوله :" أذكر أنه في الشهر السادس من عام 2012 تعرضنا لهجوم كان  الأعنف من نوعه حيث استمر لأكثر من أربع ساعات متواصلة استخدمت فيه كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ، لكن العزيمة الموجودة عند جنود "الفرقة 17 " كانت أقوى وأكبر من عزيمة أولائك الإرهابيين فقد استطعنا صد هذا الهجوم العنيف وتكبيد إرهابيي "جبهة النصرة " خسائر لم تكن بحسبانهم" .
و عند سؤاله عن الإصابة التي تعرض لها والسبب الذي أدى لتلك الإصابة، أجاب الجندي السوري : "أثناء الهجوم العنيف الذي شنته "جبهة النصرة " على الفرقة 17 ، كنت أنا وزملائي نقف على الخط الأمامي للجبهة ونقوم بصد الهجوم بكل ما أوتينا من قوة فأصابت طلقة غادرة صدر أحد زملائي فاستشهد على الفور ، وفي الوقت الذي كنت أقوم فيه بسحب جثمان صديقي انفجرت أمامي قذيفة وأصيبت عيني اليسرى بشظايا ومازلت إلى الآن أعاني من هذه الإصابة لكن ما واساني  هو أن إرهابيي" جبهة النصرة" لم يتمكنوا من اقتحام الفرقة ولم يستطيعوا أيضا أن يسحبوا قتلاهم من أرض المعركة والذين كانوا بالمئات " . وحول سر الصمود الذي حققه أبطال الفرقة 17 في مواجهتهم للإرهابيين خلال هذين العامين لفت هذا الجندي إلى " أننا كنا نشعر في كل اللحظات بأن الله كان معنا وبأن هناك قوة غيبية تقف إلى جانبنا في حربنا ضد الإرهابيين، وكنا نعلم أن المجموعات الإرهابية تخاف من التقدم  نحونا والاشتباك معنا، وكان أمامنا خياران لا ثالث لهما إما النصر أو الشهادة  وهذا كان سر صمودنا أنا وزملائي في الفرقة 17 ."
وبالحديث عن دخول عناصر تنظيم "داعش" إلى مدينة الرقة قال الجندي السوري : "عندما دخلت "داعش " إلى مدينة الرقة، قامت بداية بالاشتباك مع ميليشيا " الجيش الحر " وتنظيم " جبهة النصرة " ولم تقم بالاشتباك معنا كي لا تقوم بفتح جبهتين ضدها بنفس الوقت، وكان الاقتتال بين "داعش" وبقية الفصائل الإرهابية أمر إيجابي بالنسبة لنا، لأنه سمح لنا بإعادة التمركز في نقاطنا الأساسية والاستعداد للمواجهة مع هذا التنظيم الذي سقط منه ومن الفصائل الأخرى مئات القتلى والجرحى أثناء المواجهات التي دارت بينهما " وتابع حديثه قائلاً :" لقد سيطرت داعش على مدينة الرقة بعد أن طردت منها بقية الفصائل الإرهابية، وبعد  أن تمركزت في المدينة واسترجعت قوتها، بدأت بالهجوم على مقر الفرقة 17 وكان الهجوم الأول من جهة "كتيبة الإشارة " لكن هذا التنظيم الإرهابي لم يستطع التقدم إلى داخل الفرقة وقمنا بصد الهجوم وتكبيده مئات القتلى والجرحى، فقاموا بإعادة تجميع قواتهم والهجوم ثانية من اتجاه "معمل السكر"، لكننا استطعنا أيضا أن نصد الهجوم الثاني وقمنا بالسيطرة على المعمل والتمركز بداخله،  أما الهجوم الثالث فكان مدعوماً بقوات أتت من العراق بأعداد كبيرة وبأسلحة نوعية، لم يستطيعوا أن يدخلوا الفرقة ولكنهم وصلوا إلى  مسافة قريبة منها أقرب إلى "كتيبة الكيمياء" .
وبالاستفسار عما إذا كان أهل مدينة الرقة ، راضين عن أفعال وفتاوى تنظيم "داعش " الإرهابي ، أوضح الجندي السوري أنه :" من المستحيل أن يكون أهالي مدينة الرقة راضين عن قوانين تنظيم "داعش" الإرهابي ، فكل القوانين التي أتوا بها تقوم على قتل وإعدام أي شخص إذا ما ارتكب فعلاً بسيطاً كالتدخين مثلاً أو خروج المرأة إلى الشارع من دون محرم، فكانوا يقومون بقطع الرأس وقطع اليدين والرجم حتى الموت، وأنا أؤكد أن أهالي مدينة الرقة كانوا مجبورين بقوة السلاح والترهيب على الالتزام بهذه القوانين وأعلم أن قلوبهم رافضة لذلك . "
وبعد سؤاله عن تفاصيل الانسحاب الذي قام به الجيش السوري من الفرقة 17 وما رافقه من أحداث أخبرنا هذا الجندي بأنه : " عندما اشتد الحصار علينا من قبل تنظيم "داعش " مدعومين بقوات من العراق، استطاعوا أن يسيطروا على تلة عالية مطلة على الفرقة، وقام أحد الانتحاريين منهم بتفجير نفسه بعربة ب م ب ، ما اضطررنا للتراجع والانسحاب إلى الخط الثاني من الجبهة باتجاه "كتيبة الإشارة " وعندما ازداد الضغط علينا، أتانا الأمر بالانسحاب في تمام الساعة الثامنة صباحاً، فقمنا أنا ومجموعتي بالتمركز على الخط الأمامي للجبهة والاشتباك مع "داعش" ريثما تنسحب بقية العناصر الموجودة في الفرقة 17 " . وتابع قائلاً : " كانت مجموعتي مؤلفة من 40 عنصراً، جاء دورنا بالانسحاب وخرجنا من الفرقة  وتابعنا مسيرنا مشياً على الأقدام مسافة 30 كيلومتراً، وبينما نحن في الطريق ظهرت لنا مجموعة من "داعش " وحصل بيننا اشتباك ما اضطرنا للابتعاد عن بعضنا البعض على شكل مجموعات صغيرة، وعندما علم الإرهابيون بحصول اشتباك أرسلوا مجموعات للبحث عنا وكنت أنا زميلي مختبئين بجانب نهر صغيرعندما مرّ الإرهابيون من أمامنا، شعرت حينها أن الله أعمى عيونهم فلم يتمكنوا من مشاهدتنا."
وشرح هذا الجندي لمراسل تسنيم المراحل التي قطعها حتى تمكن من الوصول بر الأمان والعودة إلى بيته وأهله وقال : " تابعنا المسير مسافة 3 كيلومتر وبعد أن شعرنا بالتعب والوهن ولم يكن بحوزتنا أي طعام أو شراب، وجدنا منزلاً وقررنا أن ندخله ونستأذن أهله بأن يستضيفونا لديهم، وبالفعل كان صاحب المنزل إنساناً محترماً جداً حيث استقبلنا وقدم لنا الطعام وكل ما نحتاجه، فقمنا بقضاء تلك الليلة في منزله وأخذنا في اليوم التالي إلى حقل مليء بالقطن بقينا فيه مدة عشرة أيام كان يقدم لنا خلالها كل ما نحتاجه من طعام وشراب، وهذا دليل آخر على أن قلوب أهل مدينة الرقة متعلقة بالجيش السوري " وأكمل هذا الجدي حديثه :" لقد قام هذا الرجل الطيب بالتنسيق مع مجموعة من الدفاع الوطني وتم نقلنا إلى منزل في ريف الرقة يبعد حوالي 40 كيلومتر عن مطار الطبقة العسكري، حيث بقينا في هذا المنزل مدة 8 أيام ريثما يتم التنسيق مع سائق حافلة يقوم بنقل الركاب من مدينة الرقة إلى باقي المحافظات، وبالفعل توصلنا للاتفاق مع هذا الشخص وذهبنا إلى مدينة الرقة مرتدين نفس زي أهلها كي لا ينكشف أمرنا، واختبأنا في الحافلة التي انطلقت باتجاه منطقة "إثريا" بريف مدينة حماه واستطعنا أن نجتاز أربعة حواجز تفتيش لتنظيم "داعش" ووصلنا أخيراً بحمد الله  لحاجز تفتيش تابع  للدفاع الوطني وهنا شعرنا بالأمان وانتقلنا بعدها إلى مدينة دمشق والتقينا أهلنا ومحبينا "  .

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة