العلامة الكوراني : الوهابية تقف اليوم إلى جانب كيان الاحتلال الصهيوني وداعش لن تنجح في الهيمنة على العراق

وتطرق العلامة الكوراني في حديثه لمراسل وكالة تسنيم بمدينة قم المقدسة ، الى تطابق الاحداث الاخيرة الجارية في سوريا والعراق مع عصر الظهور :

- تسنيم : ان الاحداث الاخيرة في سوريا و العراق و الدول الاسلامية الاخرى دفعت الكثيرين الى السؤال عن علاقة هذه التطورات بعصر الظهور ، وهل ان داعش هي نفس حركة السفياني ؟ وماهي نظرتكم لهذا التوافق؟  
العلامة الكوراني : لقد ورد عن الائمة الاطهار احاديث مفصلة عن واقع الاحداث التي ستجري في سوريا والحجاز وإيران والعراق وعن السفياني ، إلا اننا لا نستطيع ان نطابق هذه الاحاديث مع الواقع ، وبالطبع ان خروج السفياني قبل ظهور الامام الحجة (عج) قضية لاشك فيها ، ان السفياني سيحكم سوريا ويوسع من دائرة حكمه لتشمل الاردن و فلسطين ايضا . ان إمام العصر عليه السلام سيتحرك نحو العراق بعد ظهوره في مكة المكرمة وسيلتحق الايرانيون بقيادة السيد الخراساني وشعيب بن صالح بإمام العصر(عج) ويبايعونه ، ويأمر الإمام السيد الخراساني بالرجوع الى ايران والاستمرار في حكومته هناك ، و يحتفظ بـ شعيب بن صالح ، لنفسه وينصبه قائدا عاما لكل قواته. كما يوظف امام العصر (عج) اليماني حاكما على الحجاز واليمن ، ولدينا بعض الروايات تركيا تقترب من الامام . كما ان المصريين سيرسلون وفدا للبيعة مع إمام العصر (عج) لتشكيل حكومة تسير في خط الإمام ، كما يوجد حلف بين السفياني واليهود ضد المسلمين .       
ان السفياني يشكل تحالفا مع اليهود لمحاربة إمام العصر عليه السلام وتشير الروايات الى ان الإمام يتوجه بقواته نحو دمشق و تدور حرب كبيرة و سيدخل الإمام (عج) القدس الشريف بعد الانتصار على قوات السفياني . وتشترك الاحاديث الشيعية والسنية في ان خروج السفياني يوافق وقوع زلزال كبير في دمشق والذي يسفر عن مئات الاف من الافراد ، و تشهد السعودية انعدام الحكومة قبل حادثة الزلزال في سوريا وان اسم الحاكم الاخير في السعودية هو "عبدالله" ، حيث تندلع بعد موته حروب قبلية و تشهد منطقة الحجاز انعدام حكومة سياسية تتولى الامور في هذه المنطقة . و تعتبر حكومة الحجاز ، في وقت خروج السفياني ، حكومة ضعيفة جدا حتى انها لا تستطيع تامين امن المدينة المنورة وتستدعي هذه الحكومة بقوات السفياني لتحقيق ذلك، في هذه الاثناء يظهر الإمام (عج) في مكة المكرمة و يتحرك جيش السفياني من المدينة المنورة الى مكة لمحاربة الإمام (عج) الا ان هذا الجيش يخسف به الارض في واقعة تُعرف "خسف البيداء" والتي تقع بين المدينة المنورة ومكة المكرمة وهي من العلامات الثابتة لظهور الامام (عج) وقد وصف الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله هذه الواقعة ايضا . و يظهر شخصان باسم المصري واليماني قبل ظهور السفياني و يحتمل ان تكون حركة السفياني هي تنظيم القاعدة بقيادة بن لادن ، و قد قال الإمام الصادق عليه السلام في حديث له بان صاحب السفياني يدخل العراق ويعين جائزة الف دينار لكل راس شيعي . واشار العلامة الكوراني بان الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق كان قد حدد في الاعوام الماضية الف دولار لكل راس شيعي . و بالطبع ان تنظيم "داعش" و"القاعدة" هما يمثلان حركة السفياني ، وان هذه الحركة لا تستطيع السيطرة على الحكم بالعراق . و تشير الروايات الى ان التيارات التكفيرية تجتمع في منطقة تعرف باسم "قرقيسيا" والتي تعرف اليوم باسم "دير الزور" السورية. وقد جاء في الروايات وجود كنز في هذه المنطقة و يحتمل ان يُقصد بالكنز النفط ، و تدور حرب طويلة بين هذه التيارات ويشارك السفياني في المراحل الاخيرة في هذه الحرب ايضا . و الى جانب حرب "قرقيسيا" تسجل تركيا والاكراد حضورا في هذه الاحداث فيما تشير الاحداث المستقبلية الى وقوع صراعات بين الاكراد و داعش وهو ما يدور الان فعلا ، كما ستجري اشتباكات بين التيارات التكفيرية وتركيا . ان حرب قرقيسيا تقع خارج العراق وليس لها اية علاقة بالامام المهدي عليه السلام ولا يشترك الايرانيون والعراقيون في هذه الحرب كما وان طرف الحرب ليسوا من اصحاب الإمام (عج).  

• خروج السفياني لم يتحقق لحد الان في سوريا
ان ما يحدث في سوريا اليوم هو بالتأكيد ليس خروج السفياني ، وان ترتيبات خروج السفياني تبدأ بعد وقوع الزلزال في دمشق ، وقبل خروج السفياني ، يثور شخص يعرف بـ "الابقع" ضد "الاصهب" حاكم سوريا ، ان الاصهب هي احدى صفات الاسد ، و الابقع هو الشخص الذي على وجه علامة او "نمش" . ان الابقع لا يتمكن من هزيمة الاصهب وفي هذه الاثناء يخرج السفياني من منطقة درعا ، و ينتصر السفياني على هذين الشخصين معا ويتولى الحكم في سوريا الا ان حكومته لا تدوم اكثر من سنة واحدة . من ناحية اخرى عندما يرسل السفياني قوات الى العراق فانه سيشترك في حرب "قرقيسيا" ايضا هذه الحرب تطول امدها ويقتل فيها الكثيرون جدا ويكون القتلى فيها مائدة واسعة للطيور .  
• تنظيم "داعش" لن يتمكن من الهيمنة على العراق
و أعرب آية الله الكوراني في حديثه لمراسل وكالة تسنيم ، عن اعتقاده بان "داعش" يتحرك نحو قرقيسيا ، و انه بالتاكيد لن يتمكن من السيطرة على العراق فيما تبقى ايران بعيدة عن داعش وشره . ان علاقات داعش واضحة للجميع ، ويقوم داعش بتمزيق العلم الفلسطيني لانه يعتبره علامة للشرك كما ان الوهابية في فلسطين تتحرك ضد إيران وحزب الله اللبناني والشيعة بشكل عام .
- تسنيم : ان الوهابية على معرفة بالروايات الشيعة حول الامام المهدي (عج) .. فلماذا لا تسعى القيام بعمل بهذا الخصوص ؟
آية الله الكوراني : لقد ادت الوهابية لحد الان الكثير من الاعمال العدائية ضد الامام المهدي عليه السلام ، و بالطبع فان الوهابية لم تكن قبل هذا ، تعترف بالامام المهدي(عج) الا انها قدمت شخصا من اهالي مدينة "بريده" بصفة الامام المهدي (عج) حتى ان المفتي العام السعودي "بن باز" ، قد أكد ذلك .
• الوهابية تبحث عن الاشخاص الذين ينتحلون صفة الامام المهدي
تقول الوهابية ان الإمام المهدي (عج) يخرج من الشرق ، لذلك فانهم طرحوا كذبا وافتراء اشخاصا من الشيشان وافغانستان على انهم الامام المهدي (عج). ان الاحاديث الشيعية تشير إلى ان أصحاب الإمام المهدي علية السلام يخرجون من الشرق . و نوه الشيخ الكوراني إلى ان علماء الوهابية قالوا له في اتصالهم معه بانهم لا يعترفون بـ "مهدي" الشيعة و انما يريدون "مهدي" وهابي لذا يقومون بتطبيق صفات الامام المهدي (عج) على بعض الافراد الوهابيين . 
- تسنيم : هل برأيكم ان شعوب الدول العربية تصدق بان المهدي الوهابي هو الامام المهدي (عج) ؟
آية الله الكوراني : لا ، فالشعوب الاسلامية لم تصدق ذلك و ان وسائل الاعلام في الجمهورية الاسلامية الايرانية والشبكات التلفزيونية الشيعية قد افشلت محاولات الوهابية هذه . ان الوهابية اليوم اضحت شريحة منبوذة في العالم ، و ان شيخ الازهر اكد في وقت سابق ان الوهابية لا تعتبر جزء من السنة والجماعة ، بل الوهابية هي حركة بريطانية اوجدت ضد الخلافة العثمانية .   
- تسنيم : هل ان الجرائم الوحشية لتنظيم "داعش" الإرهابي أدت إلى ايجاد توافق في الرأي بين الشيعة السنة بضرروة التصدي له ؟
آية الله الكوراني : نعم ان هناك خطوات جارية بين الشيعة والسنة لاتفاق في الاراء حول هذه النقطة . ان السنة في الدول الاسلامية يتساءلون اليوم لماذا تحارب الوهابية الشيعة ؟ . لقد نشرت في السنوات الاخيرة كتابا باسم "المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام" تطرقت فيه بشكل مفصل إلى بحث موضوع المهدوية وسوف يترجم قريبا الى اللغة الفارسية وينشر الكتاب بعنوان"دانشنامه امام مهدي (عج) . كما ان كتاب "عصرالظهور" يعتبر من الكتب المشهورة في مجال المهدوية وقد تناولت فيه الكثير في الاعوام الاخيرة وفي حوار مع المواقع الاخبارية وبشكل تفصيلي ، القضايا المتعلقة بقضية الامام المهدي (عج) واستغلال بعض الاشخاص هذه القضية لاغراضهم الشخصية ويمكن لذوي العلاقة مراجعة هذا الكتاب .

يشار الى ان العلامة الشيخ علي الكوراني هو من مواليد جبل عامل بجنوب لبنان ومن العلماء البارزين فيها . هاجر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تزامنا مع انتصار الثورة الاسلامية وسكن في مدينة قم المقدسة لسبب مهم واحد وهو قضية عصر الظهور و الاعتقاد بان حركة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف تنطلق من المشرق . ولفت مراسل تسنيم بان الغرقة التي يستقر فيها هذا العالم الديني البارز ، قد زينت بمجموعة من الكتب حول الإمام صاحب الامر والزمان (عج) وصورة لولده الشهيد محمد ياسر الذي استشهد في منطقة جبل عامل بلبنان خلال تصديه للعدو الصهيوني ، في زمن الامين العام السابق لحزب الله الشهيد عباس الموسوي.