موسكو وطهران توقعان مذكرة تعاون أمني وتتحركان نحو محور مقابل لتحالف الولايات المتحدة الامريكية

موسکو وطهران توقعان مذکرة تعاون أمنی وتتحرکان نحو محور مقابل لتحالف الولایات المتحدة الامریکیة

كشف التحالف الامريكي الذي اتخذ من عصابات داعش الارهابية ذريعة للعودة إلى المنطقة ، عن سعيه إلى إسقاط الدولة السورية في المدى الأبعد .. لكن روسيا و الجمهورية الاسلامية الإيرانية اتفقتا على عدم السماح له بتحقيق آماله ، و وقعتا مذكرة تعاون أمني حيث تريد موسكو وطهران قطع الطريق على مسعى إسقاط النظام السوري .

ففي الوقت الذي تحاول الإدارة الاميركية الدلالة على صدقية مواجهة "داعش" في عين العرب ــ كوباني ، و تسعى لابتزاز الكرد المحاصرين في هويتهم السياسية لقاء مساعدتهم في مواجهة "داعش" ، تسعى إلى توظيفهم في صفّها السياسي والعسكري ، مقابل حفظ بقائهم على قيد الحياة . وزيادة في الطين بلّة، تطمئن الخارجية الأميركية تركيا، بأنها ما زالت ترى حزب العمال الكردستاني ارهابياً .
و الأثمان التي تدفعها سوريا ، لقاء مسعى تحالف واشنطن لتقليم أظافر "داعش" ، أضخم بما لا يقاس، مما تدفعه عين العرب ــ كوباني . فالبيت الأبيض يعتمد استراتيجية الاستنزاف الطويل المدى، أملاً بأن يؤدي إلى شرذمة سوريا وسقوطها لقمة سائغة .
و تعليقاً على هذه الاستراتيجية ، قال سيرغي لافروف إن علاقات روسيا مع واشنطن بلغت الحضيض . بيد أن روسيا أخذت تتحرّك مع إيران الاسلامية نحو محور مقابل لتحالف واشنطن ، لمنعه من بلوغ غاياته . و التفاهم بين مجلسي الأمن القومي الإيراني و الروسي ، يقوم على قواعد من شأنها تعطيل مساعي تحالف واشنطن ، لإسقاط الدول وتغيير جغرافيتها السياسية، بذريعة مواجهة "داعش" . و تتعاون روسيا و إيران الاسلامية لتسليح الدولة في سوريا والعراق ولبنان، من أجل مواجهة "داعش"، وتفويت الفرصة على استغلال ضعف التسلّح في دول المنطقة . فهما يؤكدان أن "داعش" هو نتيجة تسليح الجماعات الإرهابية ، والمراهنة عليها لتغيير الأنظمة السياسية، بينما تستمر هذه المراهنة في تقسيم الجماعات نفسها إلى معارضة جيّدة ومعارضة سيئة .
في هذا السبيل ، تسعى طهران إلى مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب، يضم جهوداً دولية مقابل تحالف واشنطن ، فهي تنذر بأن الرد على "داعش" سيكون قاسياً. لكن هذا الرد يتضمن تحذيراً لواشنطن التي يقول عنها لافروف ، إن مراجعتها لحقيقة مكانتها في العالم سيأخذ وقتاً.
و كان سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني اكد امس أن ايران الاسلامية وروسيا متفقتان على ضرورة حفظ سيادة ووحدة أراضي الدولتين السورية والعراقية و ذلك بعد التوقيع على مذكرة التعاون مع نظيره الروسي نيكولاي بتروشوف حيث أكد ان ظهور داعش هو نتيجة السياسات الخاطئة لاسيما ما يتعلق بدعم المجموعات الارهابية، وقال "على من فعل ذلك ان يكون مسؤولا عن فعلته" . و بعد توقيع مذكرة التعاون مع نظيره الروسي نيكولاي بتروشوف أكد شمخاني ان ظهور داعش هو نتيجة السياسات الخاطئة لاسيما ما يتعلق بدعم المجموعات الارهابية ، و قال "على من فعل ذلك ان يكون مسؤولا عن فعلته". وقال شمخاني إن "روسيا وإيران تدركان أهمية وضرورة التعاون الاقليمي لتعزيز الاستقرار في افغانستان وتعملان لذلك"، وأضاف "طهران وموسكو تدعمان حكومة افغانستان الجديدة خاصة بعد خروج القوات الاجنبية من هذا البلد" . ودعا الأمم المتحدة الى دراسة وضع المخدرات في افغانستان خلال فترة تواجد القوات الاجنبية في هذا البلد واتخاذ الاساليب الجدية اللازمة حيال ذلك . و اعتبر أن ازدياد حجم المخدرات في افغانستان خلال العقد الماضي له انعكاسات خطيرة على ايران وروسيا والمنطقة ، و هو أمر يهدد الأمن الاجتماعي والاستقرار .
بدوره اكد باتروشوف ضرورة حل الازمات الامنية وفقا للقوانين الدولية ، مشيرا الى أن البرنامج النووي السلمي حق طبيعي وغير مشروط لإيران . وشدد باتروشوف من ناحيته بعد توقيع مذكرة التفاهم على ان ايران كانت وستبقى شريكا رئيسيا لروسيا في المنطقة . وأوضح أن المباحثات التي أجراها في ايران جرت في جو من الثقة المتبادلة وقال "مذكرة تفاهم اليوم هي لتنظيم التعاون بين مجلسي الأمن القومي في البلدين" . و أكد أن أساليب ورؤى طهران وموسكو متطابقة او متقاربة جدا حيال الكثير من القضايا الرئيسية في المنطقة ، و"قد ناقشنا اليوم على وجه الخصوص اوضاع سوريا والعراق و ليبيا" . وأضاف "روسيا تدين الارهاب بكل اشكاله وتعمل على تعزيز التعاون الثنائي مع ايران فيما يخص التهديدات الارهابية" ، و قال إن أي تحرك لمواجهة التطرف والمجموعات المتطرفة "يجب ان يكون مستندا الى القوانين الدولية و يحظى بموافقة الحكومات القانونية للدول التي تحصل فيها هذه الاعمال الارهابية" .

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة