عصابات داعش الارهابية تحاول نقل معاركها في العراق للمحافظات الجنوبية بعد أن أصبحت بغداد عصية عليهم
يرى خبراء و قادة أمنيون أن عصابات "داعش" الارهابية التكفيرية تحاول جاهدةً نقل معاركها إلى المحافظات الجنوبية في العراق ، خصوصاً الآمنة منها بعد التطورات و الإنجازات التي تحققت ، لا سيما في جبهة صلاح الدين ، بعد أن أصبحت بغداد عصية عليهم ، على الرغم من انها لا تتمتع ببيئة حاضنة في الجنوب ، لكن الخطر قائم وفق خبراء .
فالمراكز الدينية ككربلاء المقدسة و النجف الاشرف ، اللتين تحاذيان جبهة الأنبار تعد هدفا لداعش . و البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ، و ذي قار وميسان، سبقتا التفجيرات في شمال بابل، بعمليات اختطاف لرموز عشائرية ومحاولات إثارة الأوضاع طائفياً .
و تعيش مدن جنوب العراق ، في ظل إجراءات أمنية مشددة تحسباً لأي محاولة لضرب الأمن خصوصاً بعد عمليات التفجير الأخيرة في كربلاء المقدسة . ووفق الخبير الاستراتيجي في الجامعة المستنصرية أمير السعدي فإن داعش "بعد أن أصبحت بغداد عصية عليهم يحاول نقل المعركة للفرات الأوسط وتحديداً الأماكن المقدسة حتى يشتت جهود وإمكانات وقدرات الجيش العراقي".
وهدف تنظيم داعش خلال المدى المنظور بحسب الخبراء فتح جبهات مشاغلة بحرب أمنية ، و الأسباب تتمحور حول تشتيت التركيز الأمني للقوات العراقية التي يرى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنها تحفظ أمن بغداد، وانتقلت لأبعد من حدود العاصمة، بدلالة النجاحات الأمنية في جبهة صلاح الدين حيث معارك بيجي وتمكنها من كسر تحرك داعش لدخول الرمادي.
و في هذا الإطار يرى موفق الربيعي عضو التحالف الوطني و مستشار الامن القومي السابق، أنه "حين بدأ الضغط على داعش في صلاح الدين وفي الأنبار فضلاً عن الخسائر التي تكبدها في ديالى حاول أن ينقل المعركة إلى المحافظات الجنوبية" . و تشكل عامرية الفلوجة في الأنبار التي تكون مثلثاً حدودياً مع العاصمة العراقية وبابل، خاصرة أمنية لبغداد الأمر الذي دفع بالأجهزة الأمنية إلى اتخاذ أقصى درجات الإنذار . و أخذ الجيش العراقي المبادرة فكان لزاماً عليه أن يقود معركة أمنية في الجنوب العراقي بحجم حربه في صلاح الدين والأنبار ، حرب كما يرى محللون لا يكفي فيها على عدم تمتع داعش ببيئة وحاضنة في الجنوب، فإنكار الخطر لا يدفع بالأخطار.
